ولسه بحلم…..
بقلم / علا عبد الهادي
مع بدايات اطلالة العام الجديد اصبحنا فى امس الحاجة لبناء انسان جديد هذه الحاجة فرضتها علينا تحديات العصر من انتشار الامراض والفيروسات وسيطرة التكنولوجيا على العقول وهنا تذكرت قصة الاديب البرازيلى باولو كويلو حيث ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺏ ﻳﺤﺎﻭﻝ قراءة ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ، ﻟﻜﻦ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻣﻀﺎﻳﻘﺘﻪ، ﻭﺣﻴﻦ ﺗﻌﺐ ﺍﻷﺏ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﻪ، أخرج ﻭﺭﻗﺔ من ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ بها ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻨﻪ بعد أن مزقها ﺇﻟﻰ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺻﻐﻴﺮﺓ، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ، ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺻﺤﻴﻔﺘﻪ ﻇﻧًﺎ ﺃﻧﻪ ذلك ﺳﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﺸﻐﻮًﻻ طوال ﺍﻟﻴﻮﻡ، لكن بعد ﺧﻤسة ﻋﺸﺮة ﺩﻗﻴﻘﺔ، كان ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻗﺪ ﺃﻋﺎﺩ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ!.
ﺘﺴﺎﺀﻝ ﺍﻷﺏ ﻣﺬﻫﻮًﻻ: ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻚ ﺗﻌﻠﻤﻚ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ؟، فأجاب ﺍﻟﻄﻔﻞ: ﻻ، كانت ﻫﻨﺎﻙ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻋﺪﺕ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻋﺪﺕ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻳضًا. كان ذلك محتوى القصة
ﺗﺄﻣﻠوا العبارة الأخيرة: “ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻋﺪﺕ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﺃﻋﺪﺕ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻳﻀًا”. وبالفعل، الإنسان هو محور بناء الحضارات والإنجازات والنجاحات، فقد استخلفه الله لإعمار الأرض والسعي والبناء فيها.
وما نراه من تقدم هائل في شتى المجالات، ما كان ليحدث إلا بمبادرات وابتكارات شخصية لأُناس وضعوا بصمتهم في تاريخ البشريةولكن هذا التقدم واعادة البناء ليس فقط بناء علمى ولكن بناء دينى وانسانى فالكثير منا فقط انسانيته وسط زحام الحياة
وهو مازال على قيد الحياة