الرفاعي يضئ القلعة.. فى ذكرى مولده
آلاف الصوفية احتفلوا بـ"القطب".. وتنصيب "الخليفة" القادم د. عمر هاشم: التصوف.. مفتاح أمان الأمة.. طارق ياسين: الصوفية أفضل سفراء لتمثيل الإسلام المعتدل
كتب- مصطفى ياسين
تلألأ ميدان صلاح الدين بالقلعة، أمام مسجدى السلطان حسن والرفاعى، بأنوار الاحتفال بمولد الإمام أحمد الرفاعي، الذى شهدته جموع الرفاعية من كافة أنحاء مصر وبعض الدول العربية، على مدار ثمانية أيام، مواكبة لحالة الحِراك الفكرى والروحى التى يقودُها السيّد طارق الرفاعى، شيخ الطريقة الرفاعية، خلال السنوات الأخيرة لمشيخة الطريقة الرفاعية، بكثْرَةِ وتعدُّدِ أنشطتها الاجتماعية والثقافية على مستوى الجمهورية، بمعاونة نجْلَيه محمود- خليفة الطريقة- وياسين، شيخ جموع السادة الرفاعية.
وكان الختام “مسكا”، فى الاحتفال الذي نظمته الطريقة والجمعية الخيرية الرفاعية، بارتداء محمود طارق، العمامة السوداء باختياره خليفة الطريقة الرفاعية، وارثا للشيخ القائم، أمد الله فى عمره، بحضور ومباركة د. محمد محمود أبو هاشم، رئيس قطاع التصوف بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية، امين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، نائباً عن د. عبدالهادي القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، زعيم الأغلبية بمجلس النواب.
ومشاركة عدد كبير من مشايخ الطرق والعلماء، على رأسهم: د. يسرى جبر، د. محمد وسام، أمين دار الإفتاء، أحمد الصاوي، الطريقة الصاوية، محمد التيجاني، الطريقة التيجانية، اشرف عاشور، الطريقة البرهانية، الحسين سلامة الراضي، الطريقة الحامدية الشاذلية، سعيد الشناوي، الطريقة الشناوية، محمد عبدالقادر مجاهد، الطريقة المجاهدين البرهامية، احمد سمير شمس الدين، سكرتير الطريقة الأحمدية المرازقة نيابة عن محمد عصام شمس الدين، شيخ الأحمدية المرازقة، د. السعيد محمد علي الرفاعي، رئيس اللجنة الدينية بالطريقة الرفاعية. محمد يحيى، أحمد يحيى الزينى، العميد مصطفى سبته، مدير العلاقات العامة بمشيخة الطرق الصوفية.
أكد “طارق ياسين” أن جموع الرفاعية تقف صفًّا واحدًا خَلْفَ قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتحقيق توجيهاته فى صالح الوطن والمواطنين، وإقامة الجمهورية الجديدة على أُسس متينة من العلم والتكنولوجيا، وتساهم الرفاعية فى تنفيذ كل المبادرات الرئاسية التى تهدف لبناء إنسان مصرى قادر على حمل المسئولية وتحدّى الصعاب.
وقال: إن إحتفالات الرفاعية بمولد شيخها من الأمور الثابتة داخل الطريقة حيث يتم الاحتفال بهذه المناسبة كل عام بمشاركة الآلاف من مريدي واتباع الطريقة الذين يأتون من كل المحافظات للاحتفاء بمولد قطبهم الأكبر الشيخ أحمد الرفاعي الملقب بشيخ الطرائق، بل من خارج مصر ايضا، وقد حضرت وفود عربية، منها نائب الرفاعية فى السعودية السيد سفر الرفاعى.
القدوة الحسنة
وأشار “طارق” إلى أن الرفاعية نظمت الكثير من الأنشطة والفعاليات طوال أسبوع احتفال المولد مثل المجالس العلمية والدينية وحلقات الذكر في السرادقات ومقار الخدمات التي أقامها مريدو الرفاعية حول مسجد الامام الرفاعي بالقلعة، ووصفت بالالتزام الكامل بالآداب والأخلاق الصوفية التي تعلمناها من شيوخنا وأجدادنا، لأن مولد الإمام الرفاعي ليس مجرد احتفال بل هو فرصة لتجديد العهد مع الله وتطهير القلوب من الأحقاد والضغائن، فكان الجميع على قدر المسئولية فالتزموا بالآداب، وتعاملوا مع الجميع بروح المحبة والاحترام، ونشر السلام وكانوا سفراء للسلام والمحبة، والاهتمام بالنظافة، وركزوا على العبادة، واستغلوا هذه المناسبة للعبادة والدعاء، ومراعاة القوانين والتعليمات الصادرة عن الجهات المسئولة، فكانوا قدوة حسنة لغيرهم وقدموا النموذج لما يجب أن يكون عليه الصوفى نافعاً اينما وقع نفع.
ودعا “شيخ الرفاعية” الله العلي القدير أن يبارك في احتفالاتنا وأن يجعلها مناسبة للتقرب إليه ولإصلاح القلوب وتطهير النفوس من الضغائن والأحقاد وكل الأمور التي تعكر الصفو العام، خاصة في هذه الفترة التي تتطلب منا الوحدة والتضامن ضد أي مخاطر قد تواجه بلادنا.
وتابع أن الطريقة الرفاعية تعمل جاهدة علي نشر المنهج الإسلامي الوسطي والتصدي للأفكار المتطرفة والمتشددة، خاصة خلال هذه الفترة من عمر الوطن والتي تتطلب منا التكاتف والتعاون ضد أعداء مصر، والوقوف خلف قيادتنا الوطنية صفا واحدا وعلى قلب رجل واحد للتغلب على العقبات والتحديات.
أرض الواقع
وأشار محمود طارق، بعد ارتدائه عمامة الخلافة الرفاعية، إلى أن “الطريقة والجمعية الرفاعية” تسعيان لترجمة وتجسيد أهداف المبادرات الرئاسية المختلفة، التى يتبنَّاها الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتحقيق الحياة الكريمة وبناء الإنسان المصرى المؤَهَّل للانطلاق نحو المستقبَل، مُتَسَلِّحا بقيمه ومبادئه الدينية والوطنية، متمكِّنًا من أدواته العلمية والتكنولوجية الحديثة.
وأوضح ياسين طارق- شيخ جموع السادة الرفاعية- أنه سيتمّ ترجمة هذا التوجه الرفاعي من خلال عدة فعاليات وأنشطة متنوّعة بين الروحية والأخلاقية والتربويّة والتعليمية والثقافية والاجتماعية، خدمة لأبناء الطريقة والمجتمع المحيط بالمسجد.
المؤتمر العام.
وزادت الساحة تلألؤ بانعقاد المؤتمر العام للرفاعية، بحضور د. أحمد عمر هاشم، عضو مجمع البحوث الإسلامية والمجلس الأعلى للطرق الصوفية، الذى وصف حال الصوفية بأنها تجأر اليوم بالدعاء إلى الله أن يرفع الغمة عن الأمة التى تكالب عليها الأعداء من كل البقاع، فدنسوا مقدساتها واحتلوا أرضها، مؤكداً أن مصر المحروسة قوية بعناية الله وما وهبها من آل البيت والصالحين، وخير أجناد الأرض جيشها وشرطتها وأهلها الذين هم في رباط إلى يوم القيامة، كما قال سيدنا رسول الله، وهى فى رعاية الله الذى وصفها بالأمن والأمان “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين”.
ودعا د. هاشم، المتطاولين على الصوفية وأهلها أن يثوبوا إلى رشدهم ويتعلموا ويفهموا دينهم وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ويدركوا “ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.
كما طالب رجال التصوف أن يقتدوا بمشايخهم وعلمائهم حتى يكونوا خير خلف لخير سلف، وقدوة لغيرهم، فهؤلاء الأولياء والصالحون هم المتحابون فى الله ويغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانتهم عند الله.
واستشهد بسيرة الامام الرفاعي الذى نحتفى به حيث كان شديد التواضع مع كل الناس، يقبل يد الجميع لا فرق بين كبير أو صغير، رفيع أو رقيق الحال، وحين تعجب أحبابه، علمهم أن العالم لا يدرى فى أى يد تكون بركة الله وسره.
احتفالات محمودة
وأشار د. محمد وسام خضر، امين الفتوى بدار الإفتاء، إلى أن أقطاب التصوف نشروا الإسلام الصحيح فى جميع أنحاء العالم، وهذا ما جعل الناس تتجمع حولهم وتستمع لهم وتتخذهم قدوة فى كافة أمور حياتهم، مستشهداً بالإمام أحمد الرفاعى الذى نحتفل به فهو من رجالات التصوف الكبار الذين قدموا الكثير خدمة للإسلام، وذكرى الإحتفال بمولده هى ذكرى عطرة مباركة تهدف إلى تعريف الناس بهذا القطب الصوفى الكبير. موضحاً أن الاحتفال بأقطاب التصوف من الأمور المحمودة التى يجب على الجميع المشاركة فيها، لأن فى هذه الفعاليات والمجالس يذكر أسم الله كثيرًا، إضافة إلى تعريف الناس بفكر هؤلاء الرجال أهل العلم والفلاح والصلاح.
علاج التطرف
وأكد د. أيمن حمدي الأكبري، شيخ الطريقة الأكبرية الحاتمية ورئيس مؤسسة بن العربى للبحوث، أن التصوف يحمي المجتمعات من التطرف، وهذا ظهر جليًا في مصر، خلال الفترة الأخيرة، فلم نر أى مريد أو شخص ينتمي لطريقة صوفية يحمل السلاح أو يدعو للتطرف والإرهاب وهذا يدل على أن التصوف منهج محبة ووسطية واعتدال.
ثم كانت فقرة الإنشاد الديني لأسد الطريقة الرفاعية الشيخ عيون أبو عامر الرفاعي، والشيخ محمود أبو عامر.
أسبوع كامل
يذكر أن حفل افتتاح مولد سيدي أحمد الرفاعي، بدأ عقب صلاة الجمعة قبل الماضية، واستمر لمدة أسبوع كامل، فى السرادق المقام بجوار المسجد، بحضور السادة: علاء أبو العزائم، الطريقة العزمية، سالم الجازولي، الطريقة الجازولية، د. محمود أبو علي، الطريقة الضيفية، محمد التيجاني، الطريقة التيجانية، شريف مشينه، الطريقة السلامية الشاذلية، د. حسن البططي، الطريقة الدمرداشية، محمد يحيى، الطريقة المحمدية الخلوتية، شريف عواد، نائب عام الطريقة الأحمدية المرازقة، ولفيف من القيادات الدينية والتنفيذية، وأبناء الطرق الصوفية.
وطوال فترة الاحتفال شاركت الطرق الصوفية المختلفة، شقيقتها “الرفاعية” دروس العلوم الشرعية والندوات وحلقات الذكر التى أقيمت عقب صلوات العصر وحتى الليل، فضلاً عن مراكز الخدمة لأتباع الرفاعية من مختلف المحافظات، والتى أقيمت حول المسجد.