900
900
مقالات

د. عادل القليعي يكتب : جيش مصر العظيم قاطرة التنمية المستدامة

900
900

عندما نمسك بأقلامنا ونكتب عن أمر ما يخص وطننا ، خصوصا عندما نتحدث عن جيشنا الحبيب ، ينتابنا شعور غريب ، مشاعر فياضة ، حماسة تتدفق في شرايننا ، شعور بحب وحنان دافق.
فحب وطننا وجيشه ومؤسساته متغلغل في وجداننا ، وجدان كل مصري بحق نشأ على أرض هذا الوطن واستظل بسمائه واحتمى بحماه.

لا نقول أو نكتب كلاما إنشائيا ، حتى وإن تغنى الشعراء بأناشيد حب الوطن ، فمعهم كل الحق في ذلك.

لكن طرحنا هنا سيكون مختلفا بعض الشئ عن شعر الشعراء وقصص القآصين وأدب الأدباء.

هذا الطرح سيكون من خلال عدة نقاط أحسبها مهمة.
أولتها: ظن ظن السوء من توهم أنه سيحدث لمصر ما حدث مع دول الجوار، سواء فلسطين ، أو العراق ، أو اليمن ، أو سوريا، أو ليبيا.

فقد حيكت ضدنا المؤامرات من الداخل ومن الخارج ونفذت ضدنا أجندات مشبوهة غرضها زعزعة أمننا الداخلي ، أطلقت الشائعات المريبة ، لعبت وضربت على وتر حساس ، الحاجة والعوز والحالة الاقتصادية ، فراحوا يشككون في كل منجز تم على أرض الواقع .

لكن هيهات هيهات ، ولا يفلح الساحر حيث أتى.
تصدى لهم الشعب صابرا محتسبا مدركا أن هذه أجندات مغرضة.
والنتيجة ظللنا صامدين واقفين على أقدامنا ، وعندما شاهدنا ما يحدث الآن لوطننا وأمتنا العربية أدركنا أن مع قادتنا الحق كل الحق.

فالمخطط الفاسد يريد التقسيم والتفتيت لأمتنا العربية ، لا يهمهم سوريا أو العراق أو اليمن أو السعودية أو ليبيا ، وإنما غرضهم رمانة ميزان الأمة العربية والإسلامية (مصر).

ولم ولن يحدث ذلك أبدا ، طالما كنا متحدين على قلب رجل واحد ، واعين مستنير ، مغلقين الأبواب في وجه أى شائعة مغرضة.
متمثلين القول الفصل ، الكل سيرحل ولن يبقى إلا الوطن ، حصن حصين لنا ولأولادنا وقاطرة تنمية مستدامة لأحفادنا وللأجيال القادمة.

ثانيتها: بعد نظر قادتنا ورئيسنا إلى الخطر القادم الذي يدبر له ليلا ونهارا ، ومن ثم فطن إلى ضرورة تسليح الجيش بأحدث الأسلحة والمعدات القتالية ، ليست هذا وحسب بل أدرك قادة القوات المسلحة ومجلسها العسكري والمجلس الأعلى للحرب ، أنه ينبغي التركيز على جاهزية قواتنا.

نعم نحن مسالمون ودوما ما نسعى للسلام العادل والشامل الذي يعم العالم جميعا وبما فيه منطقتنا العربية والإسلامية ، لكن لابد للسلام من قوة ردع تحافظ عليه وتحمي بنوده المتفق عليها.

ومن هنا راح قادة الجيوش إلى إجراء المناورات القتالية على كآفة محاور القتال ، وكل جميع حدودنا من شرق البلاد إلى غربها ، من شمالها لجنوبها.

مناورات بالذخيرة الحية ، فرق مدربة على أحدث تدريب لمكافحة الإرهاب ، قوات خاصة ، صاعقة ، مظلات ، مدرعات ، دفاع جوي ، قوات بحرية ، قوات جوية ، فرق المشاة ، مدفعية بكل أنواعها ، حرب اليكترونية ، وحدات رادارية فلا شاردة ولا واردة في الجو إلا تم رصدها ، جهازين غاية فى الدقة المعلوماتية ، جهاز مخابرات عامة (الصقور )، يعملون ليل نهار لتأمين الأمن القومي للبلاد ، جهاز مخابرات حربية يرصد أي تحرك على الحدود.
سلاح مهندسين فائق الدقة والكفاءة فى المشروعات الهندسية العسكرية ، ومن إلتحق بالجيش المصري يعلم ذلك جيدا.

هذا ما هو ظاهر للعيان ، وما خفي كان أعظم ، فضلاً عن الطاقة البشرية والشحن المعنوي للجيوش قادة وأفرادا من سلاح الشئون المعنوية.
فضلا عن ذلك تصنيع بعض سلاحنا عن طريق المصانع الحربية.

ثالثتها: مبنية على النقطة سالفة الذكر ، مدي علم العدو بإمكانياتنا وبجاهزيتنا وبقدرتنا على الدفاع عن أنفسنا ضد أي عدوان خارجي ، وضد أي محاولة لزعزعة استقرارنا واستقرار أمننا الداخلي.

كذلك علم عدونا أن حدودنا مؤمنة تأمينا كاملا ، برجال مؤمنون بحبهم لوطنهم وأن المساس بأمنه هو المساس ببيوتنا وأعراضنا وأرحامنا.
شاهد ذلك كله العدو والعالم أجمعه في أكتوبر 1973، وفي حرب الاستنزاف ، وفى العدوان الثلاثي ، ومن قبل ذلك فى العدواني الفرنسي والانجليزي على مصر.
الكل تصدي ، الكل وقف وقفة رجال ، رجال ضحوا بأرواحهم من أجل أن تحيا بلادهم حرة أبية.

ومن هنا إذا حاول أحد أن يتجرأ علينا أو يتطاول فليحسب ذلك ملايين المرات ، وليعلم أننا لن نستقبله بالورود ، بل سنقول له مرحبا بك في الجحيم متمثلين قوله تعالى (فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون)

رابعتها: رهاننا الحقيقي على الوحدة واللحمة الوطنية ولم شمل الأسرة المصرية ، فلا فرق بين مسلم ومسيحي فالدين لله والوطن يسع الجميع ، فقد حاول بعض المغرضين الذين لا يريدون الخير لبلدنا الضرب على هذا الوتر وإثارة الفتن وافتعالها ، فتن طائفية ، لكن تفطن الأخيار لهذه الفتن ووأدوها في مهدها.
وعدونا يعلم ذلك جيدا أن مصرنا على قلب رجل واحد ، البيوت واحدة ، المأكل واحد المشرب واحد.

رأوا ذلك في السادس من أكتوبر عام 1973 المجيد ، رأوا ذلك عندما شاهدوا رايات الهلال جنبا إلى جنب مع رايات الصلب كلاهما يدين دينا واحدا ألا وهو حب الوطن ، وقد جسدت الدراما المصرية ذلك جيدا في قصص نجيب محفوظ الروائية وغيرها من الأعمال الدرامية ، وكل ذلك لا يخفى على أحد.

خامستها: علاقاتنا الدبلوماسية بالدول الأوروبية ، ليست أوروبا وحدها بل كل دول العالم ، فقد سعى قائدنا على توطيد علاقاتنا بالعالم أجمع ، سياسياً واقتصاديا وعلميا وتجاريا وآخرها عضوية دول البريكس لوضع نظام اقتصادي جديد للعالم.

بل نجحت الدبلوماسية المصرية في إبراز دور مصر في القضايا المفصلية التي تهم العالم كله ، خصوصا القضية الفلسطينية شغل العالم الشاغل ، ليس هذا وحسب بل باعتراف كل دول العالم بحنكة الساسة المصريين وأن مصر هي العرب فبدونها لا وجود للعرب ، باعتراف الدول العربية ذاتها.

سادستها: التنسيق الداخلي المؤسساتي للدولة المصرية فلا انفصال بين هذه المؤسسات ، الكل يعمل تحت مظلة واحدة تحقيق الارتقاء بالوطن عن طريق تحقيق التنمية المستدامة.
كذلك التنسيق الخارجي عن طريق التمثيل الدبلوماسي بين سفارات مصر جميعا خارج البلاد وسفارات الدول الأجنبية داخل وطننا.
هكذا تقوم البلاد فلا أحد يعمل منفردا ، تؤاءم الدخل والخارج مع وجود قوة الردع ، القوة التي تجعل الداخل منسجما مع بعضه البعض ، وكذلك الخارج، قوة قواتنا المسلحة.

سابعتها: المنهج الذي سلكته قيادتنا ، فالسبيل إلى تحقيق أمن واستقرار البلاد لا يكون بالتواكل وإنما بالعمل والجد والاجتهاد والكفاح.
وتحقيق فلسفية الثواب والعقاب ، من يجتهد في عمله يثاب ويكافأ ومن يتخاذل يعاقب ويتم ردعه تهذيبا وإصلاحا من أجل نفسه حتى يطرح الأنا واللامبالاة ، ومن أجل وطنه حتى يزدهر ويرتقي.
حفظ الله مصرنا وجيشنا وشرطتنا ومؤسساتنا.

أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى