إختتام برنامج التحكم في التلوث الصناعي فعالياته بإستعراض نماذج مُلهمة للتحول الصناعي
كتب / أحمد عبد الحليم
ناقشت الجلسة الثانية من الإحتفالية الختامية للمرحلة الثالثة من برنامج التحكم في التلوث الصناعي، ” فوائد التحول الأخضر في الصناعة”، وذلك من حوارات نقاشية بين عدد من مُمثلي المُنشآت الصناعية والخبراء، وهم د. شادية الشيشيني إستشارى برنامج التحكم في التلوث الصناعي، والسيد محمد عابد، مدير المصنع بشركة هوتوماكي، والسيد عصام بحر رئيس قطاع الجودة بشركة النصر للأسمدة والصناعات الكيماوية “سمادكو “، والسيد وليد رمضان، المدير المالي لشركة مصر للكيماويات، والسيد ماجد مصطفى، رئيس قطاع العمليات، الشركة العربية للأسمنت، والسيدة رباب منيع، مديرة الإستدامة وتغير المناخ، مجموعة النساجون الشرقيون، و أدار الجلسة الدكتورة هناء جمعة مدير برنامج التحكم في التلوث الصناعي.
إستعرضت الحلقة النقاشية عدد من نماذج قصص النجاح لمشروعات دعمها برنامج التحكم في التلوث الصناعي في عدد من المُنشآت الصناعية في قطاعات مختلفة، والعوائد البيئية والإقتصادية لها، التي تعكس حرص البرنامج على الوصول إلى قطاعات متنوعة لمُواجهة التحديات البيئية، وسيتم إستكمال العمل عليها من خلال البرنامج الجديد للصناعة الخضراء، وتم عرض فيديو قصير عن برنامج الصناعة الخضراء المُستدامة والذي سينطلق مع بداية عام ٢٠٢٥.
وأكد السيد وليد رمضان المدير المالي لشركة مصر للكيماويات، أن الشركة تُعدّ من أقدم الشركات العاملة في مجال الكيماويات، حيث تتطلب صناعة الكيماويات تكنولوجيا مُتطورة بشكل مستمر، وهو ما دفع الشركة إلى التعاون مع مشروع التحكم في التلوث الصناعي بمراحله المختلفة لمُواكبة التطور التكنولوجي الكبير، بحيث نحقق الأهداف الإقتصادية المطلوبة والحفاظ على البيئة في نفس الوقت، لافتًا إلى التعاون الكبير بين الشركة والبرنامج في تنفيذ العديد من المشروعات كوحدة الغلايات وإنشاء محطة للصرف الصناعي وتنفيذ وحدة للمبخرات وجميعهم مشروعات ساهمت في تقليل التلوث والحفاظ على البيئة، مُتطلعًا إلى تعاون مُثمر مع البرنامج في المشروع الجديد الخاص بالصناعة الخضراء المُستدامة.
ومن جانبها، أكدت السيدة رباب منيع مدير الإستدامة وتغير المناخ بمجموعة النساجون الشرقيون، على أن الشركة تعد أكبر شركات صناعة السجاد فى الشرق الأوسط وتقوم بالتصدير لحوالي ١٣٠دولة حول العالم، حيث يتم تصدير ما يقرب من ٦٠%من الإنتاج، لذا فدائمًا لدينا مُتطلبات كبيرة نحو الإستدامة، والتخفيف من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، لافتةً إلى أنه تم التوجه نحو الإستدامة منذ 6سنوات، حيث تم العمل على مشروعات كفاءة الطاقة وعلى الطاقة المُتجددة و التي نسعى إلى دعم المشروع الجديد لنا في هذا المجال، نظراً لإحتياجه لتكاليف كبيرة تتسبب في زيادة تكلفة المنتج النهائي، لافتةً إلى التعاون الكبير مع البنوك و مشروع التحكم في التلوث الصناعي بمراحله المختلفة .
وأوضح السيد ماجد مصطفي رئيس قطاع العمليات بالشركة العربية للأسمنت، أن الشركة العربية للأسمنت تعمل باستخدام الوقود البديل لأكثر من ٣٠% من إستخدام الوقود البديل بدلاً من الوقود الأحفوري وأن الشركة بالتعاون مع مشروع التحكم في التلوث الصناعي EPAP، تدعم ما يقارب من ٣٥ مليون دولار لإنتاج الوقود البديل، وأنه منذ عام ٢٠١٥ والخط يعمل بنجاح، وأن هناك حوالي ما يتجاوز مليون طن من المُخلفات سواء الزراعية أو الصناعية أو غيرها يتم الإستفادة منها بتقليل ثاني أكسيد الكربون بأكثر من ٨٠ ألف طن في السنة حيث تقوم الشركة بتصدير ٤٠% من إنتاجها للإتحاد الأوربي، مُشيرًا إلى أن مشروع تنقية الفلاتر داخل المُنشآت الصناعية قد تم تطبيقه من قبل الشركة ويعمل بنجاح لتنقية الهواء من التلوث الناتج من دخان المصانع.
وثَمَّن السيد محمد عابد، مدير المصنع بشركة هوتوماكي التعبئة والتغليف، النجاح العائد على الشركة من تنفيذ مشروع إسترجاع المُذيبات بالتعاون مع برنامج التحكم في التلوث الصناعي، وذلك كتكرار لتجربة ناجحة طبقها البرنامج مع شركة أخرى حققت عائدًا إقتصاديًا وبيئيًا كبيرًا، حيث يتم تنفيذ المشروع على ٣ سنوات، ويَمُر حاليًا بالسنة الثانية حيث حقق خلالها إسترجاع ٢٠٠٠ طن مُذيبات في السنة وتقليل إنبعاثات بحوالي ٧٠٠٠ طن سنويًا.
ومن جانبه، وجه عصام بحر رئيس قطاع الجودة بشركة النصر للأسمدة والصناعات الكيماوية “سيمادكو”، الشكر لبرنامج التحكم في التلوث الصناعي لتنفيذه مشروع يُعدّ الأول في تأقلم الصناعة مع التغيرات المناخية بهدف مُعالجة الصرف الصحي والصناعي و إسترجاع المواد الخام، مُشيرًا إلى أن المشروع ينقسم إلى ٣ أجزاء شملت محطة الصرف الصحي بطاقة إنتاجية ٨٤٠٠ آلاف متر مكعب يوميًا لاستيعاب مياه الصرف الصحي المُعالج من محافظة السويس و إستخدامها في الوحدات الإنتاجية وأبراج التبريد و الغليات بالشركة، والوحدة الثانية بطاقة ٤٠٠ متر مكعب ساعة/ ٩٠٠٠ متر مكعب يوميًا، لأخذ جميع مياه الصرف الصناعية من الوحدات الإنتاجية لمُعالجتها وإعادة إستخدامها في أبراج التبريد للمحافظة على البيئة المائية لخليج السويس، إضافة إلى وحدة تغطية نترات النشادر بطاقة ٤٥ متر مكعب ساعة لإسترجاع جميع أملاح نترات النشادر المُذابة في مياه الصرف الصناعي الخاصة بالوحدة وإعادة إستخدامها مرة أخرى في التصنيع، حيث يؤثر على مصاريف الإنتاج والمواد الخام الداخلة في عملية التصنيع والمحافظة على البيئة المائية والبيئة الخاصة بما يحيط بالشركة.
وأشار عصام بحر، إلى أن التعاون مع برنامج الصناعات الخضراء المستدامة GSI فى مشروع قادم لإعادة استخدام CO2 الخارج من وحدة إنتاج الآمونيا لإعادة إستخدامه مرة أخرى، حيث سيدخل هذا المشروع قريبًا في حيز التنفيذ.
وأشارت الدكتورة شادية الشيشيني إستشاري مشروع التحكم في التلوث الصناعي، إلى إدماج مشاريع وأنواع جديدة فى برنامج الصناعة الخضراء المُستدامة GSI، بناء على ما شهده السوق المصري من مشاريع جديدة طرأت عليه، مُشيرة إلى إهتمام الدولة المصرية من خلال مجلس الوزراء وإعطاء أولوية الحفاظ على المياه من خلال منع الصرف الصناعي على النيل لمصانع السكر، حيث تساند الشركات تلك المصانع للتوافق وإعادة إستخدام تلك المياه في عملية التصنيع لافتة إلى تنفيذ مشروع جديد بمصانع قوص وإدفو ونجع حمادي لتوفير ٤٨ مليون متر مكعب من المياه في السنة، بتكلفة مالية تقدر ب ٢ مليون يورو، كما إستعرضت خلال مُداخلاتها عدد من المشاريع الجديدة المُقرر تنفيذها ضمن برنامج الصناعة الخضراء المُستدامة لمُساعدتها على التوافق مع القوانين الأوروبية.