آفاق التعاون الصيني المصري في العصر الجديد
بقلم / نور يانغ
إن التعاون الصيني المصري كريح قوية تأتي من الشرق، لا تجلب منافع ملموسة لشعبي البلدين فحسب، بل تضرب أيضًا نموذجًا للوحدة والتعاون والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك للدول الأفريقية والعالم العربي على الساحة الدولية في العصر الجديد،
حيث أظهر الحوار الاستراتيجي الذي عُقد في بكين بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره المصري د. بدر عبد العاطي، مرة أخرى عمق واتساع العلاقة بين البلدين.
تعدّ الصين ومصر حضارتين قديمتين ترجع جذورهما إلى تاريخ عميق، والصداقة بين البلدين متأصلة منذ فجر التاريخ.
مصر أول دولة عربية ونامية أقامت علاقات دبلوماسية واستراتيجية مع جمهورية الصين الشعبية. وتحت قيادة وإرشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في العقد الماضي،
حققت الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر نتائج مثمرة وتُعرف باسم “العقد الذهبي”. وفي سياق العصر الجديد، كان التعاون الصيني المصري مليئًا بحيوية جياشة وأصبح نموذجًا يحتذى به للمنفعة المتبادلة والفوز المشترك للدول النامية.
تحافظ الصين ومصر على استمرارية وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة، ويدعم كل منهما الآخر في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والأساسية، حيث توفر هذه الثقة ضمانًا قويًا للتنمية المستقرة وطويلة الأجل للعلاقات الثنائية. وفي الوقت نفسه، وفي نطاق الأطر المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة وبريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون، عمل الجانبان معًا لحماية الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية بشكل مشترك وتعزيز إنشاء نظام حوكمة عالمي عادل وعقلاني، وتقوية التعاون بشأن القضايا الإقليمية الساخنة، والعمل لتعزيز السلام والاستقرار والرخاء والتنمية في الشرق الأوسط.
لقد أصبحت مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار تجسيدًا حيويًا للتعاون العملي والتنمية المشتركة بين الصين ومصر، وباعتبارها شريكًا طبيعيًا في البناء المشترك لـ “الحزام والطريق”، فإن الصين مستعدة لمواصلة دمج البناء المشترك لـ “الحزام والطريق” مع بناء “رؤية 2030” في مصر، حيث سيعمل الطرفان على التوسع في الأسواق وتحسين بيئة الأعمال وتوسيع مجالات ومنصات التعاون تدريجيًا. وفي السنوات الأخيرة،
بالإضافة إلى مواصلة توطيد التعاون العملي في المجالات التقليدية مثل البنية التحتية والتجارة، قام الجانبان أيضًا بتعاون واسع النطاق ومتعمق في مجالات الطاقة الجديدة والتكنولوجيا الرقمية والفضاء وغيرها من المجالات، حيث لا تعمل مشاريع التعاون هذه على تعزيز التحول الصناعي والارتقاء به والتنمية الاقتصادية المبتكرة في مصر فحسب، بل توفر أيضًا المزيد من فرص العمل ومصادر الدخل لشعبي البلدين.
أقيم مؤخرًا حفل إطلاق تشغيل محطة كوم أمبو للطاقة الشمسية الكهروضوئية التي بنتها شركة صينية في محافظة أسوان المصرية، وألقى فيه رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي كلمة. تبلغ مساحة محطة توليد الكهرباء 10 كيلومترات مربعة وتبلغ طاقتها المركبة 500 ميجاوات، ومن المتوقع أن توفر الكهرباء لنحو 256 ألف أسرة مصرية بعد تشغيلها، مما سيعزز تطوير الطاقة المتجددة في مصر، وهو ما يتماشى تمامًا مع مبادئ التنمية المستدامة الشاملة في “رؤية مصر 2030″، ويكون مثال آخر على التعاون عالي الجودة بين الصين ومصر في مجال الطاقة الجديدة، مما يدل على التصميم المشترك للبلدين على معالجة تغير المناخ وتحقيق التنمية الخضراء.
وفي ظل الوضع الجديد، إن بناء علاقة صينية مصرية أعمق وأعلى مستوى وأوسع نطاقًا يكون في مصلحة الشعبين. وفي المستقبل، ستعمل الصين ومصر على تنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا الدولتين، ومواصلة المضي قدمًا جنبًا إلى جنب، والعمل المشترك على خلق مستقبل أفضل، وتعزيز العلاقات الثنائية نحو الهدف الأسمى المتمثل في بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين ومصر في العصر الجديد.