د. محمد كامل الباز يكتب : أحياناً يكون التَشفِي خلقٌ نبيل
عندما تتناقش مع المتنورين المنفتحين وتتعمق داخلهم تشعر أنك أمام شخص غريب، إنسان كرّث جُل حياته لسبب واحد وهو مهاجمة الإسلام، أخذت اتمعن فى كتابات المتنورين العلمانيين، لم أخرج إلا بنتيجة واحدة مغلفة باستفسار هام،
(لماذا يكره هؤلاء القوم الإسلام لتلك الدرجة؟)
، لو كان الإسلام رجلاً كان البحث سيكون سهلاً ومعرفة السبب أيسر، ربما هذا الرجل قد اصطدم بهم وفعل معهم (العلمانيين) ما يستوجب كل ذلك الكره لكن الإسلام دين وعقيدة، فكر ومنهج حياة،
لا ينادي بكره ولا يحابي ظلم،
يدعو دائماً للخير والعدل!!
لم يفعل لهم شخصياً شىء، حتي مناداته بالمحافظة علي الأخلاق والآداب، لو كان يتعارض في ذلك مع طبيعتهم المتحررة من أي قيود فلا يفرضها عليهم بالقوة؛
هناك فى الأمر سر بالتأكيد سنحاول معرفته،
تجد هناك تعارض بينهم وبين كل شىء يفرح الأمة ويثلج صدر المظلومين بل تجد تعارض بينهم وبين أنفسهم وما يؤمنون به، يدّعون الحريات واعتراضهم على كبح الرأي ثم تجدهم في كتابتهم غاضبون من سقوط طاغية الشام الذي فعل فى سوريا هو ووالده ما لا تسعه كتب أو تستوعبه مجلدات،
ينادى هؤلاء المتنورون بالحرية ويحزنون على رحيل ظالم كان يرمي شعبه بالبراميل المتفجرة لمجرد أن هذا أسعد الاسلاميين !!
لو هناك قضية عامة تُطرح في الشارع وكان يوجد خيارين لسلوك طريق واحد إما (يمين أو يسار) لو اختار الإسلاميين اليمين تجد العلمانيين فورا يختارون اليسار دون معرفة أي فائدة منه، اللهم إلا الاختلاف مع أي طابع إسلامي والسلام،
تجاوز الأمر كل هذا فمنذ أيام وبعد سماعنا استجابة ملك الملوك ومدبر كل شىء بدعوات المظلومين المكلومين أصيب أحد اسوء حكام العصر الحديث والذي يوضع فى خندق واحد مع هتلر وستالين ( نيتيناهو) رئيس الوزراء الإسرائيلي بسرطان في البروستاتا، حيث بدي من الكثير مما يجري فى عروقه الدماء ويوجد عنده قلب نابض تأثر بكل ما فعله السفاح، بدأوا بالدعاء عليه وإظهار السعادة بانتقام الله منه، كالعادة يصدمنا هؤلاء المتنورين وبدون سابق إنذار يخرجون كحمل وديع لا يتحمل قلبه هذا المشهد ولا تستطيع عيناه أن تري هذا المجرم علي فراش المرض واخذوا يرددون عبارات الإستهلاك المحلي والدولي ( بلاش تتشفوا في حد- متفرحوش في المرض- خلي عندكم إنسانية) !! متخيل يصل بهم الوضع لهذا،
تناسوا طيلة خمسة عشر شهراً وشعب يُباد ويُدك ليل نهار على مرئي ومسمع من العالم أن يفرح في انتقام الرب لهذا الشعب، استكثروا عليه وعلينا أن نشعر بالسعادة أن الله ينتقم مما آذاهم، بل أخذوا يسقطون كعادتهم في بئر المجادلة والضلال، ( مش أنت ربنا عشان تحاسبه- اش عرفك إن المرض عقاب ، ما في صالحين بيموتوا بالسرطان) هراء وعويل، بل حزن أيضاً فى الحقيقة حتي لو لم يظهروه،
أمر يستدعي الدراسة كما ذكرنا ولو كان عنوان الخطة البحثية ( لماذا يكره العلمانيون الإسلام) لوجد الباحث الآلاف من كتبهم كمراجع تساعده وتغذي بحثه،
ونحن نقول لهم: سنفرح ونتشقى لأن الله أخذ حق اخواننا، سندعي عليه ليل نهار،
لن يعنينا قولهم ولن نلتفت لنصحهم بل سندعي المولي عز وجل أن يجعل هذا القاتل عبرة، فلم يعتبر من شارون وما حدث له ليكون هو العبرة ذاتها،
هذا النيتيناهو بقتله وتشريده لأهلنا في غزة غير من كل المعادلات ودمر جميع المسلمات التي كانت تجعلنا نشفق وندعي لأي أحد أن ينتصر في صراعه مع المرض ولكنه الأن بآثامه وجرائمه جعلنا ننظر للسرطان.
نظرة الإنسان بل ونرفع يدينا ونحييه تحية جندي من جنود الرحمان .