حين يحررنا الفرح..
بقلم / صباح بشير
الحزن غربة مؤقتة تتربص بنا، مع ذلك فهو زائف كالسراب زائل، يأتي في موعده لا يتأخر، يذكّرُنا بِقيمَتنا في عينِ أنفسنا ويعلمنا الصمّت بَدل الثرثرة، وكيفية تحويل الخسارة إلى إصرار وعزيمة، يحرّضنا على انتزاع النجاحِ من فم الفشل، لنظفر بروحٍ عميقةٍ إيجابية مُحِبَة، تخلق لنا واقعا أجمل وغدا أفضل.. فلولا الخيبات ما تعلمنا تبوّأ النجاح وتلبُّس الفرح.
يحررنا الفرح من عبوديتنا لأوهام الحياة ومتاعبها، يتماهى بحميميّة مع سذاجتنا الشغوفة بِمَرآه، هو هوَسنا المؤرّق الذي لا يغادر مخيلتنا، ننبهر به ونتبجح بإنجازاتنا، تلك التي نُصِّر على إحيائها وتوثيقها، متجاهلين الفرح الذي يمر سريعا مخلّدا نفسه بنفسه بزهوَة وألق، مكافئا إيانا في كل مرة نتجاوز فيها العثرات والصعوبات، فندرك أننا ظلمنا أنفسنا يوم احترقنا ألَمَا، في لحظةٍ صعبة ظنناها لن تمر، فجعلتنا أقوى من أن نُقهر، وأصلب من أن ننهار.
هكذا تعلو الإرادة بصاحبها وترتقي به، فيكبر في عين نفسه ويصغر كلّ شيء في عينه، ليصل إلى حالة من السموّ الروحي، لا يبلغها إلّا ذوي الاستقامة والأخلاق النبيلة.