900
900
فن

السينما المغربية بعد الإستقلال (الجزء 1)

بقلم / سعاد العطار /المغرب

900
900

ظهرت السينما المغربية بعد ضمور السينما الكولونيالية، حيث فسح المجال أمام “التوطين” و “المغربة” من طرف أشخاص استطاعوا أن يتفاعلوا مع البنى السينمائية التي خلفها الإستعمار، وكان من بين هؤلاء محمد عصفور الذي قاده شغفه بالعروض السينمائية التي شاهدها خلال فترة الإستعمار، إلى إنتاج أفلام مقلِّدة بإمكانيات بسيطة و محدودة جدا، ومن بين هذه الأفلام ” عيسى الأطلس” و “طرزان ابن الغابة” و “أموك الذي لا يقهر” و “طريق الأموال” و “الهارب من السجن”، و يعتبر المركز السينمائي المغربي فلم “الإبن العاق” الذي أنتجه محمد عصفور سنة 1958م نقطة إنطلاق السينما المغربية، فيما يصنّف بعض النقاد فلم ” صديقتنا المدرسة” للعربي بن شقرون سنة 1956م فلم المغاربة الأول.

و عرفت سنوات الستينات توافد العديد من الفاعلين السينمائيين، و هم محمد التازي بن عبد الواحد و أحمد المسناوي اللذان أخرجا فلم “الحياة كفاح” سنة 1968م، و عبد العزيز الرمضاني و العربي بناني اللذان أخرجا فلم ” عندما تنضج الثمار” سنة 1968م، ثم لطيف لحلو الذي أخرج فلم ” شمس الربيع” سنة 1969م، غير أن إقتحام هؤلاء مجال السينما لم يواكبه اهتمام رسمي بإمكانه أن يحول هذا الفن لمشروع وطني و مجتمعي مرتبط بإستراتيجية ثقافية وفنية واضحة المعالم، وهو ما دفع السينيمائيون المغاربة إلى محاولة تجاوز هذا الوضع بخلق مبادرات جماعية، و بلورة مشاريع، و إنتاج تصورات الغاية منها تعزيز الوجود السينمائي في المغرب، و يعد فلم “وشمة” الذي أنتج سنة 1970 أولى هذه المبادرات كما سجلها تاريخ السينما، وهو من توقيع حميد بناني، عبد المجيد الرشيش، أحمد البوعناني و محمد السقاط.

واعتبر هذا الفلم طفرة ساهمت في تعزيز المشهد السينمائي، حيث أصبحت الخزانة السينمائية المغربية تضم 16 فلما، بعدما كانت 3 أفلام، وهي :
-“وشمة” لحميد بناني 1970.
-“الكنز المرصود” لمحمد عصفور 1970.
-“ألف يد و يد” لسهيل بن بركة 1972
-“الصمت إتجاه ممنوع” لعبد الله 1973.
-“أحداث بدون دلالة” لمصطفى الدرقاوي 1973.
-“حرب البترول لن تقع” لسهيل بن بركة 1974.
-” الضوء الأخضر” لعبد الله مصباحي 1975.
-“غدا لن تتبدل الأرض” لعبد الله مصباحي 1975.
” الشركي أو الصمت العنيف ” لمومن السميحي 1975.
-“عرس الدم” لسهيل بن بركة 1977.
-“رماد الزريبة “للعربي بلعكاف و سعد الشرايبي 1977.
-“جرحة في الحيط” للجيلالي فرحاني 1978.
-“القنفودي” لنبيل الحلو 1978.
-“ليام أليام” لأحمد المعنوني 1979.
-” السراب” لأحمد البوعناني 1979.
-” أين تخبئون الشمس” لعبد الله المصباحي 1979.

وتميزت هذه المرحلة باتساع الهوة الفاصلة بين السينما المغربية و الجمهور، ذلك أن النظيرة على المستوى السياسي لم تكن مسعفة للترويج لسينما تقع يسار السلطة كوسيلة تثقيفية معارضة ناقدة و شاحدة للوعي، وكان المنتج يعمِّق بصره في الإنتاج السينمائي خوفا من السقوط في وضعية عدائية مع السلطة بسبب الصراع الذي احتدم بينهما، خاصة و أن السينما تبنت أفكار اليسار المتحرر، فيما واجهتها سلطة المخزن بالقمع و التضييق، من أجل ضمان المخزن لإستمرارية بطشه، و لهذا سخَّرت السلطة المخرنية جهودها في تقديم أفلام أمريكية، هندية، صينية، مصرية، مما ساهم في تباعد الفلم المغربي و جمهوره، وظلت جعل التجارب السينمائية المغربية مقيَّدة، و معرقلة التنفيذ.

ورغم كل هذه العراقيل، قدم السينمائيون المغاربة في مرحلة السبعينات أفلاما مضادة للتضليل المؤسساتي، و التي تجيب على الأسئلة المجتمعية الحارقة التي تدخل ضمن الممنوعات من الخوض فيها، اعتمادا على لغة مغرقة بالترميز، و من تم يمكن استنتاج أن السينما خلال هذه الفترة خضعت لرقابة سياسية سلطوية جعلتها تنحصر في مساحة ضيِّقة لمحاصرة المتلقي، وتدمير كل إمكانيات التسويق والتلقي الجماهيري الواسع، كل هذه الضغوطات ساهمت في ظهور سينما جديدة تعرض سياسة الدولة.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى