الوظيفة العامة والمسئولية
بقلم / محسن عليوة
بين الحين والحين تطالعنا الصحافة الوطنية بقيام الأجهزة الرقابية بالقبض على أحد المسئولين متلبساً بجريمة من الجرائم التى يُستغل فيها المنصب الوظيفى كنوع من أشد أنواع الفساد التى تسعى الدولة جاهدة للتخلص منه ومن آثاره.. وهذا ما دفعنى للكتابة عن الوظيفة العامة بين التشريف والتكليف.. فكثيرة تلك الشعارات التى دائماً ما نتغنى بها ونرددها ، ولكن البعض لا يتوانى فى أن يجعل الوظيفة العامة باباً من أبواب الكسب السريع واستغلال النفوذ ليتحول شعار ان المنصب العام تكليف وليس تشريف من شعار جميل يحض على السير قدماً للتطوير والتحفيز والحفاظ على المقدرات وتقديم النموذج الذى يُحتذى به الى شعار حبر على ورق وذلك نتاج قلة فاسدة مفسدة استغلت المنصب لتحقيق الكسب السريع بالطرق الغير مشروعة ، متناسين أن المسؤولية التى أُسندت اليهم تُعد تكليفاً وليست تشريفاً ، ويتعمدون تجاهل ذلك وفى اعتقادهم أنهم من خلال تلك المناصب التى اُسندت اليهم أصبحوا فى منأى من المسائلة وأنهم ، منزهون عن الخطأ وأن إنتقادهم يعتبر خطاً أحمراً وأن صلاحياتهم لا حدود لها فيتعاملون وكأنهم جلادون ويتصرفون وكأنهم لا يُحاسبون ، فلا حرمة للمال العام و لا كرامة لإنسانية من يتعاملون معهم فأوامرهم لابد أن تُنفذ وقراراتهم تُقدس ، فظنهم فى أنفسهم أنهم على الكرسى مخلدون وأنهم للقدر ضامنون وعلى الأحداث والأمور مسيطرون ، ولكنهم للفساد عاشقون ، همهم وحرصهم كيف يسرقون خيرات هذا الوطن فمصلحة الوطن لا قيمة لها فى قلوب الفاسدين.
لذا فالتحية واجبة لرجال أمننا وأجهزتنا التى تسعى لتخليص مصر من الفاسدين فى ظل ما تسعى له مصر قيادة وشعباً من تنمية وبناء ونهضة يتبعها بإذن الله رخاء.
حفظ الله مصر