900
900
مقالات

بداية جديدة / عقوق الأبناء

900
900

بقلم / فاطمة مصطفى
أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية

أنتشرت ظاهرة مثيرة للجدل و التعجب فى نفس الوقت و هى ( عقوق الأبناء ) حيث نرى ان هناك أباء و امهات يقوموا بطرد اولادهم و فلذات اكبادهم من المنزل بحجة ان زوج الام لا يرغب فى وجود الابن او أب يتبرأ من اولاده و لا يعترف بهم او يفرق فى المعاملة بين الاخوات و الاخوة بحجة انه لا يحب الام او لا يرغب فيها ، او أب يتبرأ و تنتزع منه كل مشاعر الابوة و يقوم باغتصاب ابنته و هى طفلة صغيرة لا يتعدى عمرها سنوات الطفولة البريئة ، او ام تتفق مع عشقيها فى التخلص من ابنها او بنتها لعدم رغبة عشيقها فى وجود هذا الطفل ………..تعددت الامثلة المريبة و المرعبة التى تمثل هذه القضية و للاسف هذه الظاهرة فى زيادة و انتشار غير طبيعى و على مستوى فئات متنوعة و مختلفة اى العامل المادى ليس له علاقة نهائى و لا مستوى التعليم او حتى الادراك و النضوج لان هذه مشاعر فطرية من الخالق لدى الاب او الام ، و للاسف و اكررها للمرة الثانية هذه الظاهرة انتشرت فى الاونة الاخيرة اكثر و اكثر على الرغم من التقدم الذى يحدث فى المجتمع …. ما سر هذه الظاهرة المرعبة ؟؟؟ و ما هو راى علماء النفس و الاجتماع فى تصنيف هؤلاء الأباء و الامهات ؟؟؟ سوف نناقش فى هذا المقال هذه الظاهرة و طرق علاجها …
عندما يتجرد كلا من الاب او الام من المشاعر الفطرية التى منحها الله له و يتنازل عنها بمحض ارادته و لا يعترف باولاده اى كان سبب خلافه مع الطرف الاخر لابد ان نعى انه انسان غير سوى و مضطرب نفسيا و وصل لدرجة من الانانية تحتاج الى علاج نفسى و مع متخصص يعرف ما اسباب هذا الشعور اللا ادمى لانه شعور تم وضعه من الخالق للمخلوق اى تدخلت ارادة الله فيه فليس من الطبيعي ان نناقش حكمة الله سبحانه و تعالى فيما وضعه و اذا تصادفت المواقف و وجدنا امامنا حالة او اخرى تتنافى مع الفطرة فلابد لها من علاج او عقاب يتم تحديده من الجهات المختصة .
يقول الله سبحانه و تعالى فى كتابه العزيز “الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌعِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا” اعتراف واضح و صريح من الله عز و جل بان من نعم الدنيا على الفرد الابناء و انهم زينه الحياة و جاء بعدها مباشرة الباقيات الصالحات وهم الاعمال الصالحة وايضا التسابيح ( سبحان الله ) و الله اكبر و لا اله الا الله و الحمد لله ….و هنا ياتى المعنى الاقوى و هو ان نعمة الابناء جاءت قبل الباقيات الصالحات بمعنى ابسط و اوضح ان الله سبحانه و تعالى امر و حث ان رعاية الابناء فضلها اكبر من القيام باعمال الخير ( حث واضح و مباشر من الله ) فهل بعد كلام الله كلام ؟؟؟
اين كل اب و كل ام من هذا الكلام ….هل وصل بكم الامر بعد ما تجردكم من المشاعر الفطرية التى وهبها الله لكم بان تتخلوا عنها و تتنازلوا بكل عصيان و كبر و فجور بل انه ليس تجرد من المشاعر و المسؤلية فقط و لكنه عصيان مباشر و واضح لامر الله سبحانه و تعالى و تتسأل بعد ذلك لماذا ياتى عقوق الوالدين ؟؟؟
الابناء هم مجرد بذرة انت او انتى من قمتوا برعايتها و تربيتها و حفظها و تدريبها فلكم ما صنعتوا …لا تستغربوا فى الكبر عندما تحتاجون لهم لا تجدونهم بجانبكم او حواليكم ، انتم من صنع مشاعر الكره او عدم العرفان بالجميل او الجحود قبل ما تلوموا هؤلاء الصغار راجعوا انفسكم هل كنتم و نعم الاب او الام .
و المقصود هنا بالتربية ليس فقط الماديات و المسؤليات الاجتماعية فقط بل هناك مسؤليات معنوية …اسال نفسك عزيزى الاب كم مرة احتضت ابنك و تناقشت معه فى امور حياته …كم مرة استمعت له و احترمت رايه و فكره و عقله ..كم مرة قمت باحتضانه و تشجيعه بكلمات المدح و الثناء عليه …كم مرة تعاملت معه كرجل ناضج و ليس طفل لا يستحق اى اهتمام سوى الاكل و الشرب و الملبس …عليك الاجابة على هذه الاسئلة بكل صدق ( ليس معى او هنا و لكن كن صادق مع نفسك اولا )
عزيزتى الام كم مرة استمعتى الى ابنتك و فاهمتى و استوعبتى احتياجتها و قبل ما تعقبيها على الخطأ تم مناقشة الخطا نفسه حتى لا تقع فيه مرة اخرى او تلجأ الى صديقة تكون غير صالحة و هنا سوف تكون العواقب غير سليمة و غير مرضية لكى قبل اى شخص اخر …كم مرة استمعتى لها و احترمتى رايها بل و جعلتى منها شخصية تحترم ذاتها و تثق بها و تشجعيها على الاستقلال الفكرى قبل الاستقلال المادى … كم مرة اخطات و جاءت معترفة بالخطأ بكل شجاعة و حب و احترام قبل ما تكون خائفة و مترددة و مضطربة من رد فعلك و قلقة من العقاب و ليس امنه لكى …..عليكي الاجابة ايضا بكل صدق مع نفسك اولا .
ايها الاباء و الامهات اعلم ان الحياة غاية فى الصعوبة و تربية الابناء اصعب و صعوبات الحياة المادية و الاخلاقية فى زيادة بصورة مرعبة و سريعة و لكن انتم من تجنون ما تزرعون احسنوا التربية لانكم انتم من سوف يدفع الثمن لاحقا عندما تحتاجون هؤلاء و لن تجدوهم نظرا لما زرعتوا داخلهم من جحود و فجور …و اذا استطعتم ان تحاسبوا انفسكم و تعتدلوا فى الحكم عليها بطريقة سليمة صحيحة سوف تكون هذه بداية جديدة لكم انتم قبل اولادكم لكى تستمتعوا معهم بالعيش فى حياة ملئية بالاستقرار النفسى و السلام الداخلى والدفى الاسرى الذى طبيعي سوف ينعكس عليكم فى الكبر .

بداية جديدة ….

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى