فى العيد ال٧٠ للشرطة…. وزارة الداخلية ملحمة وطنية و تاريخ فى خدمة الوطن… تضحيات و فداء و إنجازات وتطوير و خدمات
بقلم / مصطفى عبيدو
فى مثل هذا اليوم ٢٥ يناير من كل عام تحتفل مصر بعيد الشرطة ، هذا اليوم الذى أصبح أسطورة تاريخية ، وقصة بطولية رائعه فى سجلات رجال الشرطة المصرية البواسل ، حيث لقن رجال بوليس الإسماعيلية المحتل الانجليزي درسا قاسيا .
و بذلك يكون رجال الشرطة المصرية لهم تاريخ كبير من البطولة و الوطنية فداء للوطن .
فمعركة الشرطة في ٢٥ يناير عام ١٩٥٢ و التي مر عليها الان ٧٠ عاما تعكس مدي الوطنية و البطولة و التضحيات فداءا للوطن و عدم الانصياع الي العدو الغاشم ، و قوات الاحتلال البريطاني وقتئذ .. بل المقاومة انتصارا للكرامة حيث تصدى ٨٥٠ جندي شرطة مصري ل ٧٠٠٠ جندي بريطاني حتى سقط فى هذا اليوم من ابطال الشرطة البواسل ٥٠ شهيدا و ٨٠ مصابا و جريحا فداءا لمصر.
و الشرطة كانت و ما تزال جزء من نسيج المجتمع بل هي نبض المجتمع و ابي رجالها الا ان يقدموا يد العون للمقاومة الشعبية في الاسماعيلية التي كان رجالها ينفذون عمليات فدائيه و هجمات قوية ضد الاحتلال بالتنسيق مع رجال الشرطة الذين قاموا ايضا بدعم المصريين المهجرين من منازلهم بعد قرارات الانجليز بازالة بيوتهم ، فوقفت الشرطه بجوارهم و دعمتهم .
في الوقت نفسه ترك آلاف العمال المصريين العمل في معسكرات الانجليز و رفض التجار امدادهم بالمؤن الغذائية .. فغضب الانجليز ، و طلب قائدهم في منطقة القناة ” اكسهام” من قوات الشرطة تسليم السلاح و ترك مقر المحافظة ( مديرية الأمن حاليا ) لكن الابطال رفضوا و قاوموا المحتل ٦ ساعات بسلاح بسيط و عدد قليل في مواجهه سلاح ثقيل و اعداد جرارة من الانجليز بقيادة اليوزباشي ( النقيب ) مصطفى رفعت قائد بلوكات النظام بالاسماعيلية الذي عاد لزملائة عارضا طلب الاستسلام عليهم .. فلم يجد منهم الا الدعم خاصة زميله اليوزباشي عبد المسيح مرقص و قرر الجميع المقاومة و نطق الشهادتين و ايضا تلاوة سورة الفاتحة بما فيهم اليوزباشي القبطى عبد المسيح .
و رجال الشرطة وقتئذ كان بجوارهم الشعب ايضا الذي ساندهم ووقف خلفهم .. و ايضا الحكومة ممثلة فى رئيس الحكومة مصطفى باشا النحاس ووزير الداخلية فؤاد باشا سراج الدين الذى وقف معهم ايضا حينما قال للواء احمد رافت قائد الامن بالاسماعيلية لوزير الداخلية ماذا نفعل في الامر الانجليزي بترك مقر الشرطة و الاستسلام !؟ .. فقال له قاوم .. فقاوموا جميعا فى معركة ٦ ساعات حافظوا فيها علي شرفهم و مقر مديرية الامن او المحافظة و اجبروا المحتل علي القاء التحية العسكرية لهم و لجثامين شهدائهم .. و لقنوا المحتل درسا قاسيا في بسالة و قوة الشعب المصري و رفضة الاحتلال .. مما ولد في اليوم التالي ٢٦ يناير شرارة مظاهرات عارمة فى ربوع مصر تضامنا مع رجال الشطة البواسل الابطال .
و للشرطة المصرية تضحيات مستمرة و شهداء و مصابين و الشهداء و المصابين في جهاز الشطرة البواسل ليسوا ارقام تسجل فقط الدفاتر ..فوفقا لاخر ارقام فان عدد شهداء الشرطة منذ يناير ٢٠١١ حتى الان تجاوز ١٤٠٠ شهيد و ٢٢ الف مصاب في سيناء و خارجها.. بل هؤلاء قيمة كبيرة تعكس روح قويه لدى رجال الشرطة في حفظ الامن و الاستقرار باي ثمن .. حتى لو كانت ارواحهم ليسطروا سجلا من التضحيات و الفداء بالدم في سبيل الوطن دون خوف او تراجع ابدا ابدا .. و بهذه التضحيات المستمرة لرجال الشرطة البواسل التي تمتد طوال السنين نجد نماذج مضيئة في ذاكرة الوطن سواء ضباط او جنود .. هذه الدماء الذكية سالت من اجل مصر و فداءا للوطن و من اجل امن و امان المواطنين .. و هذا ما شعره المواطن فعاد التلاحم مرة اخرى بين الشرطة و الشعب.. مع الاخذ في الاعتبار مهمة الشرطة الاساسية في انفاذ القانون و تطبيقة علي من اجرموا و تقديمهم للعداله مع اعلاء قيم وحقوق الانسان كمنهج لوزارة الداخلية.
و تنتهج وزارة الداخلية اسلوبا متميزا في التطوير و الذي يهدف الي تقديم خدمات امنية اسرع و افضل للمواطنين تخفيفا و تسهيلا عليهم سواء بالارتقاء بمستوى الخدمات او تطوير معدلات الاداء الامني و الشرطي سواء في الخدمات الجماهيرية او في مواجهة المخدرات والجريمة و الارهاب و تجفيف منابعه بالتعاون مع رجال القوات المسلحة المصرية الابطال مع مراعاة حقوق الانسان مع الحفاظ علي القانون و الدستور .
و للشرطة المصرية انجازات و تطوير واسع في الخدمات الامنية فى إطار إستراتيجية وزارة الداخلية المعاصرة و التى ترتكز فى أحد محاورها على تهيئة البيئة الوظيفية المواتية لأداء أمنى فعال، من خلال توفير الإمكانيات المادية والمقومات التقنية الحديثة ومواصلة إطلاق الطاقات البشرية، ومواكبة للطفرة المعمارية والحضارية التى تشهدها البلاد، وإنفاذاً للخطط الطموحة للوزارة التى تستهدف تطوير وتحديث المنشآت الشرطية بكافة محافظات الجمهورية، وتزويدها بالتقنيات الحديثة لتقديم الخدمات الشرطية للمواطنين بشكل عصرى متطور.
و في العيد ال ٧٠ للشرطة المصرية قامت وزارة الداخلية بتطوير ١٥٠ مقر للاحوال المدنية ليصل الاجمالي الي ٣١٠ مقرا مطورا كما تم تطوير ١٥٠ قسم شرطة ليصل الاجمالي الي ٢٥٠ قسم شرطة مطور علي اعلي مستوى الجمهورية وفقا لنماذج متطورة وحديثة تقدم خدمة متميزة للمواطنين بصورة مستمرة علي مدار الساعه بدون عناء الانتظار و الروتين و يمكن أيضا حجز العديد من الخدمات عن طريق الانترنت مع مراعاة كبار السن و ذوى الاحتياجات الخاصة.
و الشرطة المصرية نهر من العطاء و الخدمات غير الامنية حيث تبذل وزارة الداخلية العديد من الجهود على الجانب الاجتماعي لتوفير السلع والمستلزمات للمواطنين بأسعار مخفضة في ظل ارتفاع الأسعار، كما تاتي مبادرة “كلنا واحد” في إطار دور مجتمعي كبير وتوجه جديد ضمن السياسة التي تنتهجها الوزارة كنوع من انواع و الحماية للمواطنين من جشع التجار و الاحتكار في ظل الأزمات والظروف الاقتصادية الصعبة التي تقع على كاهل المواطن.. و أعلنت وزارة الداخلية عن إطلاق المرحلة الـ٢١ من مبادرة «كلنا واحد» لتوفير السلع الغذائية وغير الغذائية للجمهور بأسعار مخفضة بنسبة تصل إلى ٦٠ % بالتنسيق مع كبرى السلاسل التجارية بجميع أنحاء الجمهورية، تحت رعاية رئيس الجمهورية، و ذلك تزامنًا مع العيد ال ٧٠ للشرطة.
فاعتباراً من الأحد الماضى ولمدة 20 يوماً، بالتنسيق مع مختلف قطاعات الوزارة ومديريات الأمن على مستوى الجمهورية، قامت وزارة الداخلية بتوفير كافة مستلزمات الأسرة من (سلع غذائية استراتيجية، أساسية– سلع معمرة وأدوات منزلية – ملابس – مفروشات- أدوات كهربائية – مستلزمات إضاءة – مستلزمات طبية للوقاية من فيروس كورونا) بجودة عالية وأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق، بعدد من فروع السلاسل التجارية الكبرى (خير زمان– أولاد رجب- عبدالله العثيم– كارفور– العابد– المحلاوى ستورز– أوسكار– خير بلدنا– راية- أسواق فتح الله– الفرجانى– هايبر الشرقية– سبينيس – أسواق كازيون – الشرق- أكسيبشن – هايبر بلس – مول القاهرة – النساجون الشرقيون – جولدن مان هاوس – تاى هاوس – الإمبراطور – نيو أكتيف أبوعلاء– راديو طلعت – العربى – شركة الفيومى) تصل إلى (1063) منفذًا وسرادقًا على مستوى الجمهورية».
و ذلك ياتى استمرارًا لثوابت استراتيجية وزارة الداخلية فى تكريس الدور المجتمعى لمنظومة العمل الأمنى من خلال المساهمة فى رفع العبء عن كاهل المواطنين، بالتنسيق مع كبرى الشركات والموردين وأصحاب السلاسل التجارية الكبرى لتوفير السلع المختلفة بأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق، الأمر الذى يضمن توافرها بشكل دائم وبالكميات التى تلبى كافة احتياجات المواطنين، وتكفل الحصول عليها دون حدوث تكدسات، بما يكفل سلامة المواطنين فى ضوء الإجراءات المتبعة للوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد والحد من تداعياته
تم ذلك بالتنسيق مع الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة والموردين من أصحاب الشركات التجارية المتخصصة فى تلك المجالات للمشاركة فى المبادرة، على أن تتوافر السلع بجودة عالية وأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق بنسبة تتراوح ما بين ٢٥% و٦٠%، بالمنافذ والسرادقات الموضحة التابعة لوزارة الداخلية .. بالإضافة إلى التنسيق مع مسؤولى (عدد من الكيانات الصناعية والتجارية الكبرى والموردين) لإنشاء (عدد 3 سرادقات) بالميادين والشوارع الرئيسية بمحافظتى (الجيزة، القليوبية) لعرض وبيع منتجاتهم من السلع (الغذائية- الصناعية) وبعض المستلزمات محلية الصنع، بأسعار مخفضة أقل من مثيلاتها بالأسواق وبنسب تخفيض تتراوح ما بين ٢٥ % و٦٠%».
من جانبها، تشارك منظومة «أمان» التابعة لوزارة الداخلية فى المبادرة للمساهمة فى تلبية احتياجات المواطنين، حيث تضطلع المنظومة بتجهيز العديد من المنافذ الثابتة والمتحركة لطرح السلع الغذائية بأسعار مخفضة للمواطنين بالأماكن النائية والقرى بكافة المحافظات، بالتنسيق مع مديريات الأمن لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين، بما يعد ترجمة واقعية لاهتمام الوزارة بتلبية الاحتياجات المجتمعية للمواطن من خلال توفير السلع والمستلزمات الأساسية، والاستجابة لمتطلباتهم، بما يحقق توطيد العلاقات الإيجابية مع المواطنين ويسهم فى تحقيق مفهوم جودة العمل الأمنى.
