بمشاركة أكثر من 50 بحثاً علمياً… المؤتمر الدولى لكلية اللغة العربية بالقاهرة يناقش قضايا الحداثة من منظور التراث
كتب /أسامة زايد
يُعقد في كلية اللغة العربية بالقاهرة- جامعة الأزهر، وعلى مدار يومي 28 – 29 مارس الجاري المؤتمر العلمى الدولى: «التراث والحداثة فى اللغة والتاريخ: مثاقفة واختلاف».
وصرَّح الأستاذ الدكتور غانم السعيد، عميد الكلية ورئيس المؤتمر، بأن الهدف من المؤتمر الذى يعقد برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، هو تصحيح الاعتقاد السائد فى بعض الأوساط العلمية والثقافية بأن الأزهر الشريف يتمحور دورُه حول التراث؛ حفظاً ودراسة، وأن علماءه على مختلف تخصصاتهم بعيدون عن الحداثة ومناهجها، بل إن منهم من يبالغ حين يؤكِّد وجود خصومة بين الأزهر والحداثة، وهذا تصوُّرٌ أبعدُ ما يكون عن الواقع والحقيقة؛ لأن الباحثين الأزهريين يُعْنَوْن بالاطلاع على مستجدات الحداثة فى كل التخصصات، ومن أهمها تخصصات اللغة العربية: «اللغويات- البلاغة – الأدب- النقد- أصول اللغة – الصوتيات»، وكذلك تخصصات التاريخ، ويشهد بذلك ما تحتشد به مكتبات كليات جامعة الأزهر من رسائل التخصص (الماجستير) والعالِمية (الدكتوراه)، وبحوث الترقيات، ومع ذلك لم يُغيِّر هذا كلُّه من الفكرة المتجذِّرة فى أعماق هؤلاء الذين يُصرُّون على أن الأزهر بعيد عن الدراسات الحداثية، وأنه إن اقترب منها فإنه اقترابٌ أساسُه الحذر والريبة.
وتابع «السعيد»: «ودفعاً لهذا الاعتقاد الواهم آثرت كلية اللغة العربية بالقاهرة أن تضطلع بدورها فى إبراز حقيقة علاقة الباحثين الأزهريين بالحداثة ومناهجها؛ من خلال عقد مؤتمر علمى دولى تُطْرَح فيه قضايا الحداثة المتصلة باللغة والتاريخ، ويُبْحَثُ فى علاقتها بالتراث؛ مثاقفةً واختلافاً؛ بغرض البحث فى مساحات الاتفاق بين التراث والحداثة، وتأكيدها، والتحاور حول المختلف فيه؛ لننتهى إمَّا إلى الاقتناع به أو ببعضه فنأخذه ونعمل به، وإمَّا إلى عدم الاقتناع فنُنحِّيه ونبتعد عنه مع توضيح أسباب ذلك ومبرراته، وقد جاء عنوان المؤتمر مُعبِّراً عن هذه الرؤية وتلك الأهداف، كما تعدَّدت محاورُه لتستوعب معظم القضايا المطروحة حول الحداثة فيما يتصل باللغة وكتابة التاريخ».
من جهته قال الدكتور محمد المليجى، وكيل الكلية للدراسات العليا ومقرر المؤتمر، إن محاور المؤتمر تغطى فروع اللغة العربية المتنوعة، كما تغطى مجال التاريخ الذى هو أحد أقسام الكلية؛ فجاءت محاوره على النحو التالى: التراث والحداثة فى الدراسات البلاغية، التراث والحداثة فى الدراسات الأدبية والنقدية، التراث والحداثة فى الدراسات اللغوية، التراث والحداثة فى الدراسات اللسانية، التراث والحداثة فى الدراسات التاريخية.
وأضاف أن البحوث المشاركة في المؤتمر بلغت أكثر من 50 بحثاً، قدَّمها أساتذة وباحثون من جامعة الأزهر وجامعات مصرية أخرى، إضافة إلى المشاركات الدولية التي بلغت 13 بحثاً.