900
900
عربى و دولى

نص كلمة سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية خلال إجتماع المندوبين

900
900

كتب / عبد الله حسن
سعادة السفير علي الحلبي ..المندوب الدائم للجمهورية اللبنانية ..رئيس الجلسة
سعادة السفير حسام زكي .. الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية
سعادة السفير د. سعيد أبو علي .. الأمين العام المساعد لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة
أصحاب المعالي والسعادة الزملاء المندوبين الدائمين
السيدات والسادة أعضاء الوفود
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لي أن أستهل كلمتي في إجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين في دورته رقم (157)، بتهنئة الجمهورية اللبنانية الشقيقة على تولي رئاسة مجلس الجامعة العربية لهذه الدورة، والشكر موصول لدولة الكويت الشقيقة على توليها لرئاسة الدورة السابقة وما بذلته من جهد طيب لخدمة العمل العربي المشترك، ويسرني أن أرحب بأصحاب السعادة الزملاء الذين أنضموا إلى هذا المجلس الموقر ولأسرتنا الدبلوماسية العربية.
أصحاب المعالي والسعادة…
يأتي إنعقاد مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورته الحالية (157)، للإعداد والتحضير لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، في لحظة تاريخية يواجه شعبنا الفلسطيني فيها واقعاً أخطر من أي وقت مضى سياسياً وميدانياً، فلقد وصلت عملية السلام إلى طريق مسدود وإنسداد في الآفاق السياسية بسبب تعنت حكومة اليمين في إسرائيل وإدارة ظهرها ليس لرؤية حل الدولتين فحسب وإنما لمجمل قرارات الشرعية الدولية والإتفاقات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية والإمعان في تعطيل تنفيذها للحيلولة دون تمكيننا من إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإمعانها بشكل مكشوف في ممارسة الممارسات العدائية والعنصرية وسياسات التطهير العرقي والفصل العنصري ضد شعبنا في أنحاء الأراضي الفلسطينية ، في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، دون إحترام أو إعارة أي إنتباه للقانون الدولي والقانون الدولي الانساني وقرارات الشرعية الدولية وإتفاقيات جنيف الرابعة.
ويقف في مقدمة ما تقوم به إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال)، من مخططات وسياسات ممنهجة وغير قانونية، مخطط تهويد مدينة القدس والإمعان بالمضي قدماً لتغيير تركيبتها السكانية من خلال إفراغها من سكانها، ممعنة في السيطرة على منازل المواطنين المقدسيين وهدمها وإفراغها من سكانها الأصليين وإحلال المستوطنين الغرباء المدعومين من شرطة وقوات حكومة اليمين في إسرائيل و
وعصابات المستوطنين المستعمرين المسلحين، وما يحدث في أحياء مدينة القدس في حي الشيخ جراح وأحياء سلوان لخير شاهد على هذه الجرائم التي ترتكب على مرآى ومسمع من العالم وإقتحامات المسجد الاقصى المبارك من قبل المستوطنين والمتطرفين الصهاينة لفرض مخطط تقسيمه زمانياً ومكانياً، بالإضافة لما يرتكب من جرائم وفظائع ضد أبناء شعبنا في أنحاء الضفة الغربية وتنفيذ مخطط إستعماري لتقطيع أوصالها وتحويلها إلى جزر جغرافية منفصلة حيث أن الضفة الغربية مقسمة إلى 372 جزيرة تتحكم بها 563 حاجز عسكري منها 154 حاجز عبارة عن بوابات حديدية بها مفاتيح وأقفال وتفتح وتغلق بأوامر عسكرية لمنع إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً وقابلة للحياة، للسيطرة على الأرض وإفراغها من سكانها الأصليين التاريخيين أباً عن جد، وإستباحاتها ليلاً ونهاراً لإعتقال المواطنين وهدم منازلهم ومنشآتهم وحرمانهم من إستغلال وإستخدام مواردهم الطبيعية وحتى حرمانهم من زراعة أراضيهم ورعي مواشيهم، حيث أن الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على 61% من مساحة الضفة الغربية 43% منها خاضعة لنفوذ المستوطنات والتي تشمل 132 مستعمرة في المنطقة (ج) و13 عبارة عن تجمع للمستعمرات بالقدس و145 بؤرة إستعمارية عشوائية، بالإضافة إلى إستمرار حصار قطاع غزة الظالم لسنوات طويلة وممتدة مما خلف واقعاً معيشياً وإجتماعياً وإقتصادياً ومأساة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معاني وأبعاد، ولا أريد أن أسهب بالشرح والتفصيل فسيادتكم على معرفة وإطلاع على حيثيات ما يتعرض له شعبكم في فلسطين من ظلم تاريخي ومعاناة مستمرة وقهر يومي يستهدف وجوده وتاريخه وحضارته وكرامته الانسانية وحقوقه الانسانية والطبيعية، والتي ترتقي إلى إرهاب دولة منظم وجرائم حرب وإبادة جماعية ولسوف نتابعها لدى محكمة الجنايات الدولية لجلب المسؤولين الاسرائيليين عن هذه الجرائم البشعة للمحاكمة الدولية.
أصحاب المعالي والسعادة..
نؤكد لكم وأمام مجلس الجامعة الموقر المنعقد في هذه الظروف الحساسة والحرجة على تمسكنا بالثوابت التالية:
– تمسكنا الثابت والمطلق بحقوقنا السياسية والتاريخية والوطنية الثابتة في فلسطين، وفي مقدمتها حقنا في وجودنا التاريخي على أرضنا في إصرار وعزيمة لا تلين.
– تمسكنا بالدفاع عن مقدساتنا الاسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك وكنيسة القيامة وتمسكنا بإتفاق رعاية المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة لهذه المقدسات والدفاع عنها.
– تمسكنا بحقنا الثابت والمشروع في المقاومة المشروعة لهذا المحتل والمستعمر الصهيوني الغاصب، ونؤكد تمسكنا بخيار المقاومة الشعبية السلمية برغم ما يمارسه الاحتلال وعصابات المستوطنين المسلحين من أعمال قتل وإبادة يومية ضد أبناء شعبنا.
– تمسكنا بالعيش في حرية وكرامة وسلام عادل ودائم جنباً إلى جنب مع دول وشعوب المنطقة والعالم في إطار دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة وعاصمتها القدس الشرقية.
– نؤكد تمسكنا بخيار السلام العادل والشامل وخيار المفاوضات الجادة ذات السقف الزمني المحدد وفق رؤية السيد الرئيس محمود عباس للسلام والمبادرة العربية للسلام والمرجعيات الدولية كافة ذات الصلة بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي تفضي إلى إنهاء الاحتلال الاسرائيلي لأرض دولة فلسطين المحتلة منذ عام 1967 ووضع حد لهذه النكبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ عام 1948م، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرار الشرعية الدولية (194) ووفقاً لما جاء في المبادرة العربية للسلام.
– تمسكنا بالعمق العربي في وقت أحوج ما نكون فيه إلى دعم دولنا وشعوبنا العربية الشقيقة، التي طالما وقفت تاريخياً إلى جانب شعبنا وقضيته العادلة.
– تمسكنا بالشرعية الدولية وإحترام تنفيذ قراراتها ومعاهداتها ومواثيقها.
– نؤكد تمسكنا بالعمل بأعلى مسؤولية وطنية لإنهاء الإنقسام الفلسطيني وإستعادة وتعزيز الوحدة الوطنية لما تمثله من مصلحة وطنية وسياسية فلسطينية عليا، وفي ذات الوقت نؤكد تمسكنا برعاية مصر الشقيقة الكبرى لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، مرحبين بأي جهد طيب أخر مع الجهد المصري لتحقيق هذا الهدف الوطني والقومي السامي، لوضع الواقع الفلسطيني على أعتاب مرحلة جديدة من الشراكة الوطنية والسياسية لترتيب البيت الفلسطيني من الداخل وتشكيل حكومة وحدة وطنية ملتزمة بالشرعية الدولية، مؤكدين تمسكنا بإجراء الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية فور ضمان وتأمين مشاركة القدس الكاملة فيها وكذلك إنتخاب المجلس الوطني الفلسطيني أعلى هيئة تشريعية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
أصحاب المعالي والسعادة..
تقدمنا بإسم وفد مندوبية دولة فلسطين لسعادتكم بمشاريع قرارات مفصلة حول القضية الفلسطينية والتطورات السياسية والانتهاكات الاسرائيلية في مدينة القدس المحتلة والإستيطان وجدار العزل والضم العنصري والمقاومة الشعبية السلمية المستمرة والأسرى واللاجئين والأونروا والتنمية ودعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني على أرضه المحتلة وعاصمته مدينة القدس.
بإسم أهلنا وأبناء شعبنا المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، في حي الشيخ جراح وسلوان والخان الاحمر والأغوار والمرابطين دفاعاً عن المقدسات الاسلامية والمسيحية ودرتها المسجد الاقصى المبارك، والحرم الابراهيمي في خليل الرحمن، بإسم أبناء شعبنا في أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات نتقدم لكم بوافر الشكر والتقدير في دولنا العربية الشقيقة على كل ما تقدمونه لقضيتنا بإعتبارها القضية المركزية لأمتنا العربية المجيدة وكفاحنا العادل والمشروع للخلاص من الاحتلال الاسرائيلي الغاشم، والشكر موصول لجامعة الدول العربية
ولمعالي الأمين العام السيد أحمد أبو الغيط والأمناء العامون المساعدون كافة ولاسيما الأمين العام المساعد لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة ولكافة المندوبيات الشقيقة وكوادر جامعة الدول العربية على كل ما تقدمونه من دعم مستمر لحقوق شعبنا الثابتة في فلسطين وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره ونيل إستقلاله الوطني واقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة في خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.
شكراً لكم حُسن استماعكم
مع خالص احترامي وإحترام وفد دولة فلسطين.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى