غدا ختام مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية : ” ميدان طلعت حرب ” ينافس علي الذهبية .. ومحافظ الأقصر يسلم جوائز توت عنخ آمون
" حبيبة " المغربي .. و" ماريا " الزامبي .. و" مسعود " البوركيني داخل حلبة المنافسة حفيدة هدي سلطان : جدتي كانت تخيط ملابسها .. وكان لها حضور متوازي في الغناء والتمثيل حسين فهمي : الدراما الإنسانية غائبة عن السينما المصرية .. واليبروقراطية سبب تأخرها إبن مامبيتي " أمير الصعاليك " : والدي كان مخرجاً وشاعراً أبولين تراوري : أحب السينما المصرية وأعرف بطلاتها ..وأحرص علي مشاهدة أفلامها
الأقصر / نادر أحمد
يختتم مهرجان الأقصر الدولي للسينما الأفريقية فاعليات دورته الحادية عشر مساء غد الخميس علي مسرح قصر ثقافة الأقصر حيث يتم الإعلان عن جوائز مسابقات المهرجان الأربعة الروائي الطويل والقصير والتسجيلي والدياسبورا والتي وصلت إلي 46 فيلماً من 30 دولة عربية وأفريقية إلي جانب الدول الأوروبية والأمريكية التي تتنافس فقط في مسابقة ” الدياسبورا” ، ويقوم المستشار مصطفي ألهم محافظ الأقصر بتوزيع جوائز المهرجان ” توت عنخ أمون ” الذهبية والفضية والبرونزية للأعمال الفائزة ، بمصاحبة كل من الفنان محمود حميدة الرئيس الشرفي للمهرجان ، والسيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان ، والمخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان وذلك عقب إعلان رئيس كل لجنة تحكيم أسماء الفائزين .
في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والتي يرأس لجنة تحكيمها المخرج السنغالي موسي توريه عشرة أفلام ، وتأتي قمة التنافس علي جوائزها من الفيلم المصري ” 2 ميدان طلعت حرب ” للمخرج مجدي أحمد علي ، والفيلم المغربي ” حبيبة ” للمخرج حسن بن جالون ، والفيلم الزامبي ” ماريا كريستو ” للمخرج بول أوفوسو ، والفيلم البوركيني ” مسعود ” للمخرج إيمانويل روتوبام .
ويتنافس في مسابقة الأفلام التسجيلية 11 فيلماً والتي يرأس لجنة تحكيمها الفنان الأوغندي موريس موجيشا بينهم فيلمان من مصر أحدهما ” الاسود العواجيز ” لإبراهيم عباس ، و” شخوص عالمنا التحتي ” لهيثم شريف ، ويدخل في دائرة المنافسة أيضاً ثلاثة أفلام هامة هي الفيلم المالي ” الملجأ الأخير ” لأوسماني سماسيكو ، وفيلم ” كاسونجو ” من الكونغو لجورج سينجا ، وفيلم ” كلاب العقيد الضالة ” لخالد شمس من إنتاج مشترك لليبيا وجنوب أفريقيا .
وتشارك السينما المصرية في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة – والتي ترأس لجنة تحكيمها المخرجة المالية فاتوماتو كوليبالي – بخمسة افلام هي بتول لمحمد زهران ، وخريطة لماجي مورجان ، وأوضتين وصالة لمينا ماهر ، وجنازة حارة لمحمد محمود ، والوصول متأخر لضحي حمدي .. ، بينما تغيب السينما المصرية عن المشاركة في مسابقة أفلام الدياسبورا والتي يرأس لجنة تحكيمها المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي ، ويتنافس علي جوائزها عشرة أفلام أغلبها من الدول الأوربية وأهمها الفيلم الألماني “برنس ” لليزا بيروبيرث ،والفيلم الفرنسي ” غد مشرق ” لياسين قنيا ، ومن إنتاج تونس وفرنسا فيلم ” كل الليالي ” للطيفة سعيد ، ومن غنتاج بيرو وأمريكا فيلم ” ملوك الرومبا ” لألان برين .
شهدت عروض الافلام اليوم بمهرجان الاقصر اقبالا جماهيريا كبيرا من بينها فيلم ” 2 طلعت حرب ” والذي رفع لافتة كامل العدد ، وحضر العرض العالمي الأول للفيلم مخرجه مجدي احمد علي وعدد من نجومه منهم عبير صبري وسهر الصايغ وميار الغيطي وأحمد مجدي ، وهو الفيلم المصري الوحيد المشارك في مسابقة الفيلم الروائي الطويل ، تأليف هنزادة فكري ..وتدور أحداثه حول حكايات مختلفة داخل أحد عمارات وسط البلد مع اختلاف الفترات الزمنية .
وقال المخرج مجدي أحمد عَلِي : أن مشروع الفيلم تأخر لأكثر من خمسة عشر عاما وهو اول عمل لمؤلفته وأنها موهوبة جدا ، وقال بأنها جاءت بالسيناريو وكان يحمل اسم ” 35 قصر النيل ” وكان مكونا من ثلاث حكايات وبعدها جاءت بالحكاية الرابعة ، وكانت العمارة تحمل إسم ” 3 ميدان التحرير ” لكنه قرر عدم استفزاز البعض بهذا الاسم وتم الاستقرار عَلِي إسم الفيلم ليكون بالنهاية “2 شارع طلعت حرب” .
( هدي سلطان .. عشر نساء )
ومن ناحية أخري شهد المهرجان عدة لقاءات ومؤتمرات وندوات أبرزها الندوة الخاصة بإصدار كتاب عن الفنانة الراحلة هدي سلطان بعنوان ” عشر نساء في واحدة ” للكاتب الكبير كمال رمزي والتي حضرتها الحفيدة الفنانة ناهد السباعي ، وبدأت حديثها بقولها جدتي الفنانة هدى سلطان كانت فنانة كسرت القاعدة دائماً في كل ما قدمته، فهي أحبت كل سن وكل مرحلة عمرية قدمتها ، وكان لديها حضور في الغناء متوازي مع التمثيل فالقوة التي ملكتها في الجانبيين كان متساو تماماً، فحتى عندما كانت تغني في الأوبرا وهي مرتدية الحجاب لم تجعلني أشعر لحظة بأنها محجبة .
وقالت : إلى جانب إبداع جدتي في الفن كانت تخيط كل ملابسها وأيضا ملابس بناتها بنفسها ، وكانت شخصيتها في البيت هي نفسها شخصية “فاطمة تعلبه” وكانت على الرغم من شدتها وحسمها إلا أنها كانت حنونة جداً، وأتذكر أنها كانت ملازمة لي في المستشفى عندما تعرضت لحادث وكسرت ذراعي .
وبدأ الكاتب كمال رمزي كلامه عن هدى سلطان قائلا بأنها جزء من تكويننا وعاشت سبعين عاماً من التألق والفن ، وكان فيلم “إمرأة في الطريق ” هو العلامة الفارقة في تاريخها الفني والشخصي فقدمت واحد من الادوار التي لم تتكرر أبداً حتى الآن .
وقال : أنها كانت سيدة الشفاء فلم تكن تزور أحد وهو مريض إلا ما كان يشفى ، ولقد رفضت هدى سلطان الغناء في الأفراح وغنت فقط في الأوبرا، إلا أنها اشتهرت بڤيديو كانت تغني في عرس حفيدتها وكان الراحل فريد شوقي حاضراً للحفل فالمخرج قسم الشاشة بينهما وظهر كل الحب الذي يجمعهما في تلك اللحظة وهي تغني أغنيتها الشهيرة ” إن كنت ناسي أفكرك ” .
( حسين فهمي .. الواد التقيل )
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية للنجم الكبير حسين فهمي عند مدخل طريق الكباش داخل معبد الأقصر أكد الفنان الكبير أن حال السينما المصرية يعكس حالياً الواقع المصرى، وبالرغم أنها أصبحت تمتلك إمكانيات ومعدات هائلة تخدم صناعتها فى الفترة الأخيرة إلا أن موضوعاتها مستهلكة وتحتاج افكارا جديدة وجريئة .
وقال أن التكنولوجيا الحديثة فى السينما المصرية هائلة ورائعة لكنه يعيبها غياب مواضيع الدراما الإنسانية فى المعالج ، ولا أعرف السبب بالتحديد لغياب مثل تلك الموضوعات الإنسانية رغم أننا نمتلك فنانين ومخرجين مميزين وذو إمكانيات كبيرة، لكن يبدو أن البيروقراطية هى السبب فى تدمير السينما المصرية، رغم ما نمتلكه من استديوهات مبهرة، فضلا عن جودة العاملين فى السينما المصرية.
وعن ترشحه لبطولة فيلم “خلى بالك من زوزو” قال : عند عودتي للقاهرة ليلاً لمنزلي وجدت أفيش مكتوب عليه ” خلى بالك من زوزو ” واستغربت الاسم ، وقلت بينى وبين نفسى يا سلام لو يطلع إسم فيلم ، وتمنيت اشتغل فيه وأكون موجود فى الفيلم .. ، وبعد أيام قليلة تلقيت تليفون وبيقولولى : يا حسين محتاجينك فى فيلم بطولة سعاد حسنى ، والفيلم اسمه ” خلى بالك من زوزو فإندهشت وجالى ذهول من المفاجأة وتحقيق الأمنية سريعاً .
( مامبيتي .. أمير الصعاليك )
شهد المهرجان حفل توقيع ومناقشة كتاب “أمير الصعاليك” للناقد السنغالي نجيب ساجنا ، والذى يتناول مسيرة المخرج السنغالي الراحل جبريل ديوب مامبيتى، الذى تحمل الدورة الحالية من المهرجان اسمه ، حيث أشاد السيناريست سيد فؤاد رئيس بالمخرج السنغالي الراحل قائلاً أنه واحد من أهم المخرجين فى القارة السمراء، وأضاف : حينما قررت إدارة المهرجان تكريم “مامبيتى” فكرت فى إصدار كتاب عن مسيرته الإبداعية ، كاشفا أن مؤلف الكتاب الناقد نجيب سانجا أصدره مجانا ودون الحصول على أى مقابل تقديرا للمهرجان وللراحل جبريل ديوب مامبيتى .
من جانبه قال الناقد السنغالي تيرنو ابراهيما، إن كتاب “أمير الصعاليك” مهم ويرصد تفاصيل هامة من حياة جبريل ديوب مامبيتى منذ بداية عمله فى السينما وحتى نهاية مسيرته، مبرزا مرحلة وصوله إلى العالمية، مشددا على أن المؤلف وضع يده على نقاط هامة فى سينما “مامبيتى” ، يبقى الكتاب إضافة للمكتبة الأفريقية خاصة أنه لا يوجد الكثير عن المخرج الراحل رغم كونه مخرج شاعري فى الأساس وواحد من المؤثرين فى صناعة الدراما الأفريقي .
فيما قال الإبن تيمور مامبيتى إن والده كان شاعرا ومخرجا لكنه كان يفضل وصفه بالشاعر، مشيرا إلى أنه كان يهتم بكافة العناصر الفنية ،موضحا أن الكتاب الذى صدر عن المهرجان على هامش تكريم والده كتاب جيد وهام ” ولا يعتقد أن الكتاب ينقصه شىء لأنه مؤلفه قدم من خلال وجهة نظره .
( تراوري .. تحب السينما المصرية )
وعبرت المخرجة البوركينية ” أبولين تراوري”عن سعادتها بتكريمها في مهرجان الأقصر ووجهت الشكر بشكل خاص لرئيس المهرجان عَلِي دعمه للسينما الأفريقية وتكريمها وقالت بأنه من الرائع أن يتم تكريم الشباب بجانب كبار السن وأن هذا شيء إيجابي وجميل بالنسبة لها .
وحول انطباعها عن السينما المصرية أكدت عَلِي حبها الشديد للسينما المصرية وتعرفها جيدا ، وأنها في كل عام ” بمهرجان الفيسباكو ” تعرض أفلام مصرية وتحرص عَلِي مشاهدتها ، ودائما ماتعرف الأفلام المصرية من بطلات الأفلام لإنها تهتم بقضايا المرأة ، ودائما ماتسعى لمعرفة كيف تكون المرأة في السينما المصرية