انتهت تجربة غربية، استمرت 20 عامًا، تهدف إلى إعادة تشكيل أفغانستان بمغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني، الأحد، بينما أعلنت حركة «طالبان» استيلاءها على كابول، بعد مكوثها ساعات في ضواحيها، سعيا إلى الاستسلام غير المشروط للحكومة المركزية، كما قال مسؤولون، في الوقت الذي تسابق فيه الأفغان والأجانب، على حد سواء، على الخروج، في إشارة إلى نهاية تجربة إعادة تشكيل أفغانستان
في هزيمة شنيعة، استولت «طالبان» على كل أفغانستان تقريبا فيما يزيد قليلا على أسبوع، على الرغم من مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، على مدى ما يقرب من عقدين من الزمن، في بناء قوات الأمن الأفغانية. قبل أيام فقط، قدر تقييم عسكري أمريكي أن تعرض العاصمة لضغوط المتمردين لن يكون قبل شهر
خشي الأفغان أن تتمكن «طالبان» من إعادة فرض حكمها الوحشي، والقضاء على حقوق المرأة، لذا قرروا الفرار، بينما تسابقت طائرات الهليكوبتر في سماء المنطقة على إجلاء الموظفين من السفارة الأمريكية، في حين تصاعد الدخان بالقرب من المجمع، حيث أتلف الموظفون وثائق مهمة. كما أعدت عدة بعثات غربية أخرى لسحب أفرادها. لسنوات كانت الولايات المتحدة تبحث عن مخرج للحرب، حيث وقعت واشنطن، في عهد الرئيس دونالد ترمب حينها، اتفاقًا مع «طالبان» في فبراير 2020، حد من العمل العسكري المباشر ضد المتمردين. سمح ذلك للمقاتلين بتجميع القوة والتحرك بسرعة، للاستيلاء على المناطق الرئيسية، عندما أعلن الرئيس جو بايدن خططه لسحب جميع القوات الأمريكية بحلول نهاية هذا الشهر
بينما ينهي جو بايدن دوره القتالي في أفغانستان هذا الشهر، يتساءل الأمريكيون والأفغان عما إذا كانت الحرب تستحق التكلفة؟: فقد أكثر من 3000 شخص من الأمريكيين وغيرهم، ومقتل عشرات الآلاف من الأفغان، وتريليونات الدولارات من الديون الأمريكية، ستدفع أجيال من الأمريكيين ثمنها، بينما عادت أفغانستان تحت حكم «طالبان»، كما وجدها الأمريكيون منذ ما يقرب من 20 عامًا
أسهمت السنوات الأولى من الحرب، عندما فكك الأمريكيون «القاعدة» التي يتزعمها أسامة بن لادن في أفغانستان، وهزموا حكومة «طالبان» التي استضافت الشبكة الإرهابية، في تحسين نوعية الحياة ببعض النواحي، حيث انخفضت معدلات وفيات الرضع بمقدار النصف في 2005، وحصل أقل من 1 من كل 4 أفغان على الكهرباء، وحصلوا جميعهم عليها بحلول 2019
تركت الحرب الأمريكية حركة «طالبان» دون هزيمة، وفشلت في تأمين تسوية سياسية، حيث اجتاحت قوات الحركة، في الأسبوع الماضي، ثلثي البلاد، واستولت على عواصم إقليمية في طريق النصر، قبل أن تكمل القوات القتالية الأمريكية انسحابها. على جبهات عديدة، تدحرج «طالبان» قوات الأمن الأفغانية التي أمضت القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي عقدين من الزمن في العمل على بنائها. يشكل هذا التقدم السريع موقفًا أخيرًا في كابول، حيث يعيش معظم الأفغان