الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للإضطراب طيف التوحد
بقلم / سوزان عطية
دكتوراه كلية التربية للطفولة المبكرة جامعة القاهرة.
حرصت أسرة الأمم المتحدة طوال تاريخها، على تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة واسرهم، بما في ذلك الأطفال الذين يعانون من اختلافات في التعلم وتأخر في النمو.
وفي عام 2008، بدأ تنفيذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وبذلك يكون قد تم التأكيد على مبدأ أساسي من مبادئ حقوق الإنسان العالمية للجميع.
ويتمثل الغرض من الاتفاقية في تعزيز جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة، وحمايتهم وضمان تمتعهم الكامل بكل حقوقهم على قدم المساواة مع الاخرين.
وتعتبر الاتفاقية أداة راسخة لتعزيز مجتمع يرعى ويشمل الجميع ويكفل تمكين جميع الأطفال والبالغين المصابين باضطراب طيف التوحد.
وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع يوم 2 نيسان/أبريل بوصفه اليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد، لتسليط الضوء على الحاجة للمساعدة في تحسين نوعية حياة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد حتى يتمكنوا من العيش في حياة كاملة وذات مغزى كجزء لا يتجزأ من المجتمع.
والتوحد هو حالة من الاضطرابات العصبية تصيب الشخص مدى الحياة، تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، ويشير مصطلح التوحد إلى مجموعة من الخصائص، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة.
وإن من شأن الاتفاقية تقديم الدعم المناسب لهذا الاختلاف العصبي، والتكيف معه وقبوله، بأن يتيح للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب التمتع بتكافؤ الفرص والمشاركة الكاملة والفعالة في المجتمع.
ويتميز الشخص ذوي اضطراب طيف التوحد بشكل رئيسي باضطراب تفاعلاته الاجتماعية، والطرق غير العادية للتعلم، والاهتمام البالغ بمواضيع محددة، والميل إلى الأعمال الروتينية، ومواجهة صعوبات في مجال الاتصالات التقليدية (سواء كان اتصال لفظي او غير لفظي)، واتباع طرق معينة لمعالجة المعلومات الحسية.
ويعتبر معدل التوحد في جميع مناطق العالم مرتفعا ويترتب على عدم فهمه، تأثير هائل على الأفراد والأسر ومجتمعاتهم المحلية.
ولا يزال حتى الان يوجد في بعض المجتمعات، من يصف هذه الاختلافات العصبية لدي الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، بوصمة العار ويميز بين الشخص المصاب باضطراب طيف التوحد عن أقرانه في نفس المرحلة العمرية.
مما يشكل عقبات كبيرة في التشخيص والعلاج، وهي مسألة يتعين على واضعي السياسات العامة معالجتها في البلدان النامية وكذلك في البلدان المتقدمة على حد سواء.