معرض عمارة المسجد النبوي رافد مهم لإثراء تجربة الزائر عبر مقتنيات ثمينة وتقنيات حديثة
كتب /محمد فتحي
تعدُّ عمارة المسجد النبوي التي امتدت لأكثر من ١٤٠٠ عام شاهدة على جمال ودقة العمارة الإسلامية وتصاميمها الهندسية وزخارفها العمرانية البديعة، وما يحويه المسجد النبوي من إرث تاريخي ومقتنيات ثمينة، بالإضافة لما يقدم فيه من خدمات جليلة من القيادة الحكيمة – أيدها الله -، فعملت وكالة شؤون المسجد النبوي على العناية بمعرض عمارة المسجد النبوي من اللبنة الأولى حتى افتتاحه من قِبَل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة؛ ليكون رافدا مهما للمعارض والمتاحف الموجودة في الوكالة، ولإثراء تجربة الزائر والإسهام في إبراز ما يحظى به من عناية واهتمام وتقديم أرقى الخدمات لزائريه.
ويقع المعرض جنوب المسجد النبوي على مساحة ٢٢٠٠م٢ ، ويستعرض تاريـخ عمارة المسجد النبـوي منذ بنائه الأول على يد النبي – صلى الله عليه وسلم-،وصحـابتـه الكرام – رضي الله عنهم-، مروراً بالتوسعة الأولى التي كانت في السـنة السابعة للهجرة، والتوسعات التاريخية اللاحقة له في عهد الخلفاء الراشدين – رضي الله عنهم-، ثم الدول المتعاقبة من بعدهم حتى التوسعات التاريخية للدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، ويفرد المعـرض حديثاً موسـعاً عـن التوسعة السعودية مـن عهـد الملك عبدالعزيز – رحمه الله- وأبنائه البررة من بعده سعود وفيصـل وخالـد وفـهـد وعبـدالله -رحمهم الله جميعاً – حتى العهد الزاهر الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وما يشهده المسجد النبوي ولله الحمد من جليل العناية وكامل الرعاية، وما يقدم فيه من خدمات جليلة متكاملة للزوار والمصلين.
ويضم المعرض عددًا من التقنيات الحديثة والشاشات التفاعلية مع الزوار؛ التي تتحدث عن العمارة والمعلومات المتعلقة بالمسجد النبوي، بالإضافة للأفلام التلفزيونية وقاعة للعروض السينمائية.
كما يحتوي المعرض على قاعة خاصة للمقتنيات الثمينة، تضم عددًا من أنفس وأندر مقتنيات الحرمين الشريفين والقطع الأثرية القديمة المحفوظة عبر العصور.
ويهدف المعرض إلى إثراء تجربة زواره بالحديث عن معـالـم المسجد النـبـــوي كالمنـبـر والمحـراب، والقـبـاب والمظـلات، والأبـواب، والآذان والمؤذنيـن والمـآذن والمنــارات والساحات وعـدد من الخدمـات الأخـرى التـي تقـدم لزوار المسجد النبوي، كما لم يُغفل المعرض إلى جانب الاهتمام بعمارة المسجد النبوي تلمس جوانب التعظيم للحرمين الشريفين، حيث توجـه لزواره فخاطبهم بأهمية تعظيم الحرمين الشريفين والمحافظة على قدسيتهما، واستشعار مكانتها، واستثمار وجودهم في البقاع المقدسة، بالإكثار من الذكر والصلاة وقراءة القرآن، و يشاهد زائري المعرض قبل المغادرة (فيلم) تعظيم الحرمين الشريفين في قاعة العرض السينمائي.
ويقدم المعرض محتواه بعدة لغات عبر اللوحات الجدارية والشاشات التفاعلية، ويحرص على خدمة جميع الزوار بمختلف اللغات، وتعد المادة الأسـاس لجميـع مخرجـات المعـرض باللغـة العربيـة، واللغـة الإنجليــزية، كما ترجـم محتوى المعرض إلى 12 لغة ، بترجمة صوتية عبر أحدث التقنيات التي تُمكِّنُ الزائر من الاستماع إلى جميع المحتوى عبر الأجهزة المخصصة لذلك.