الشيخ خليفة بن زايد .. الأشجار تموت واقفة
بقلم / أمنية الخولى
رجل بحجم وطن
آمن بشعبه وعاش لخدمته
فكانت لحظة الوداع أنشودة حب
جسدت قيمة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
رئيس دولة الإمارات
كرجل دولة أسهم بإنجازاته
فى رفعة وازدهار بلاده وأمته العربية بإنسانيته الاستثنائية.
وعن عمر ناهز 73 عاما
رحل الشيخ خليفة بعد مسيرة حافلة
بدأت منذ انتخابه من المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات
رئيسا للدولة في 3 نوفمبرعام 2004
عقب وفاة والده المؤسس الأول
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
وأصبح الحاكم السادس عشر لإمارة أبو ظبي
كبرى الإمارات السبع.
فى إمارة العين كان ميلاده عام 1948
ليصبح النجل الأكبر للشيخ زايد حاكم الإمارة حينها,
فنهل منه أصول الحكم والإدارة الواعية الرشيدة.
فقد حرص الشيخ زايد على اصطحابه نجله خليفة
في معظم نشاطاته وزياراته اليومية.
وظل ملازماً له في إنجاز خططه
لتحسين حياة القبائل في المنطقة,
وإقامة العديد من المشروعات العملاقة
التى أحدثت نقلة نوعية بإمارة العين
اقتصاديا واجتماعيا
ما جعلها تجربة حية لإدارة شئون الدولة
أثرت حياة الشيخ خليفة
بإطلاعه على أحوال الناس عن قرب
والتعرف على تطلعاتهم وآمالهم
التى كانت دوما نصب عينيه طوال حياته
فأعطى الشيخ خليفة اهتماماً كبيراً
لمشاريع تطوير وتحديث البنية التحتية
ومرافق الخدمات المختلفة
وأسس جهاز إداري حديث
وفق منظومة تشريعية متكاملة
كأساس لعملية بناء وتنمية شاملة
وسياسيا كان له الفضل
فى الانتقال نحو أسس الديمقراطية
حين أطلق مبادرة لتطوير تجربة السلطة التشريعية
بتعديل أسلوب اختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي
حيث جمع فى البداية بين الانتخاب والتعيين كخطوة أولى
حتى أصبح اختيار نصف أعضاء المجلس الأربعين
عبر انتخابات مباشرة.
وكان أول منصب رسمي يشغله الشيخ خليفة
ممثلا للحاكم في المنطقة الشرقية
ورئيس المحاكم بمدينة العين عام 1966
وعمره لم يتجاوز آنذاك 19 عاما
وبعدها بثلاثة أعوام عُين وليا لعهد إمارة أبو ظبي
وتولى رئاسة دائرة الدفاع
وكان ضمن مهامه الإشراف على قوة دفاع الإمارة
التي كانت نواة للجيش الإماراتى.
وفى عام 1971 تولى الشيخ خليفة
رئاسة أول مجلس وزراء لإمارة أبو ظبي
إلى جانب تسلمه حقيبتي الدفاع والمالية.
وبصفته رئيسا للمجلس التنفيذي بالعاصمة
تولى خليفة بن زايد رئاسة المجلس الأعلى للبترول
وكان له الفضل فى تطوير السياسات النفطية للإمارات
ما أسهم فى عقد اتفاقات عملاقة
مع الشركات العالمية وجذب استثماراتها للعمل
داخل الإمارات.
وأسس الشيخ خليفة جهاز أبو ظبي للاستثمار
الذي يشرف على إدارة الاستثمارات المالية فى الإمارة
ومن أبرز منجزاته إنشاء دائرة الخدمات الاجتماعية والمباني التجارية، المعروفة باسم “لجنة الشيخ خليفة”
والتي ساهمت في توزيع الثروة على المواطنين
في إمارة أبوظبي عبر تقديم تمويلات سخية دون فوائد،
لبناء مبان تجارية تدر على أصحابها عوائد مالية دورية،
ما أسهم في رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين،
وفي النهضة العمرانية في الإمارة.
وكمنهجية تبنتها دولة الإمارات منذ تأسيسها
كانت مبادرات الشيخ خليفة الإنسانية متعددة
فى البلدان العربية والإسلامية،
وخدمة جالياتها فى الدول الأجنبية حول العالم
فلم يكن غريبا اختيار صحيفة “التايمز” البريطانية
للشيخ خليفة ضمن القادة الخمسة والعشرين الأكثر تأثيراً في العالم.
لتظل أوراق أشجاره وارفة داخل وخارج الإمارات.