بكره أحلى ,,,
دايمًا عامر
بقلم / رشا سعيد
عشت سنوات دراستي عاشقة لمدرستي ، فمنذ الطفولة وكانت مدرستي بمثابة بيتي الثاني وكانت الإجازة الأسبوعية حينها يوم الجمعة فقط ، وليس يومان كما هو متبع الآن لكن كنت اشعر بالحزن مع نهاية يوم الخميس وأتسأل بيني وبين نفسي أيعقل عدم ذهابي لمدرستي واتحرم من أصدقائي ومدرسيني ولو ليوم ؟؟!! .
ودارت الأيام وانتقلت لمدارس أخرى بحكم تغيير السكن والانتقال من مرحلة دراسية لأخرى وكان السؤال لا يزال يردد بداخلي حتى علمت الإجابة وكانت ببساطة شديدة لعلاقتي بالمدرسين وعلاقتهم الطبية مع التلاميذ حيث كانت علاقة أب وأم ليس مدرس أو موظف يأتي لوظيفته التي يتقاضى منها راتب أخر الشهر .
فالمدرس كان أب داخل الفصل يراقب ويلاحظ الحالة النفسية للطلاب لأنها تؤثر على تحصيلهم الدراسي كما كان الاخصائي الاجتماعي يقوم بدوره كما ينبغي يتابع الطفل ويبحث عن ظروفه الأسرية ويقف لجواره ويساعده لتجاوز محنته في طي الكتمان دون إظهار أي مشكلة له أمام الطلاب لأن التلميذ في مرحلة الدراسة بينزعج ويتأثر دراسياً ونفسياً بالمشاكل المحيطة به .
وعندما شاهدت مسلسل ” دايما عامر ” والذي عرض مؤخراً شعرت ما كان يحدث في مدرستي الحكومية وليس الانترناشونال وهذا هو بيت القصيد فيجب عودة منظومة التعليم لعلاقة أسرية بين أضلاعها الثالثة “الطالب ـ المدرس ـ ولي الأمر ” فعلى المدرس أن يكون مدرس وفي في شرحه وأب يحتوي الطلاب حتى تكون ثمرة جهده نضجة وخصبة وعلى الأسرة متابعة أولادهم دراسياً و نفسياً حتى لا يتأخروا في الدراسة ، كما يتعين على الطالب مساعدة الطرفين حتى يحقق حلم حياته و يتمتع بمستقبله الباهر ، هذا بجانب قيام كل طرف من أطراف المنظومة التعليمية بدوره خاصة الاخصائي الاجتماعي والذي جسده المسلسل في دوره الحقيقي ، فالتربية قبل التعليم وهى الأساس فلا يمكن النجاح والفلاح في أرض رخوة وحتى نسعد بمستقبل باهر لأولادنا ونقول من قلبنا ” دايمًا عامر ” .