التصوف
بقلم /الشيخ إبراهيم الصوفي
مما لاشك فيه أن التصوف يواجه عددًا من الأسئلة التي تُطرح رغبة في التشكيك فيه، والتنفير منه، وصد الناس عنه، وهذه الأسئلة على كثرتها يجمعها أحد سؤالين:
الأول: سؤال المشروعية. والثاني: سؤال الضرورة.
وللإجابة عن الأول: لابد من اتباع خطوات المنهج العلمي القائل:” الكلام في الشيء، فرع تصور ماهيته وفائدته ومادته..” أ.هـ
لأن الشيء الذي لا تُعرَف حقيقته لا يُعرَف قبول ما يحكم به؛ ولذا كان من الضروري الوقوف على شيء من تعريفات التصوف، لنعرف ما مدى مشروعيته.
والتصوفُ على كثرةِ تعريفاتهِ يتلخصُ كما قال شيخنا الإمام محمد زكي إبراهيم- رضي الله عنه- في معنى” التخلي عَنْ كُلْ دَنِي، والتحلي بكُلِ سني”، وهو بهذا يفيدُ معنى التقوىَ في أرقى مستوياتِها الحسيةِ، والمعنويةِ.
والتقوى كما يقولَ العلماءُ: معاملةُ اللهِ تعالى بحُسنِ العبادةِ، ومعاملةُ العبادِ بحُسنِ الْخُلُقِ، وهذا ما نزلَ به الوحيُ ، وتدورُ عليه معاني الإسلامِ.
ورُوحُ التقوى هو ” التزكيةُ”، قال تعالى:” قَدْ أفلحَ مَنْ تَزَكَّى”، وقوله:” قَدْ أفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا”.
وبهذا المعنى نستطيعُ أنْ نستيقنَ بأنَّ التصوفَ قد مُورِسَ فعلًا في العهدِ النبويِ، والصحابةِ، والتابعين، ومن بعدهم.
والتزكية كما سبق جاء بها الوحي، ومما نزل بها القرآن الكريم، وحثت عليها السنة النبوية، فالتصوف هو مقام” الإحسان” في السنة، والتزكية في القرآن الكريم.
على أن نُكْمِل في الحلقات القادمة بيان مشروعية التصوف.