علماء الأزهر وشيوخ التصوف يؤكدون على مكانة الإمام الشاذلي في نفوس المصريين
كتب / عبد الله حسن
أكد الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ورئيس مجلس أمناء البيت المحمدي أن للإمام أبوالحسن الشاذلي مكانة في نفوس المصريين وأن إحياء ذكراه في هذا الوقت الذي يناسب وقت انتقاله؛ رغبة في تبصير الناس بالحق، وكفاحًا لما ينتشر من بدع ومناكر يُرمى بها التصوف جهلًا وبهتانًا، مشيرًا إلى أن الإمام محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية قال في تحقيقه عن انتقال الإمام الشاذلي :” وفي شهر شوال سنة ستمائة وست وخمسين هجرية، سافر إلى الحج بعد عيد الفطر، عن طريق (قوص)، كما كانت العادة وقتئذ سالكًا( صحراء عيذاب) فمرض في الطريق حتى وصل وادي (حميثرة) وكانت ليلة الجمعة الأخيرة من شهر شوال، فثقل عليه المرض، فجمع أبناءه ورجاله وأوصاهم بالدعوة، واستخلف عليهم الشيخ( أبا العباس المرسي) وبات ليلته تلك يذكر الله إلى أن كان وقت السحر سكن، فظنوا أنه قد نام، فحركوه فوجدوه قد انتقل إلى الرفيق الأعلى”.
ولهذا رأى البيت المحمدي أن يكون الاحتفال بذكراه في مناسبة وفاة الشيخ أي في ليلة الجمعة الأخيرة من شوال ( على أرجح الأقوال).
وأشار الدكتور أنس فوزي الأستاذ بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا إلى أن الشيخ أبوالحسن الشاذلي نشأ في المغرب وجاء لمصر فتدفق بالحكمة والبيان والنور فصحبه العز بن عبدالسلام وأخذ العهد منه ودعا الناس لأخذ العهد منه ثم قال عنه ابن دقيق العيد ما رأيت أعرف بالله منه فقد امتلأ قلبه بالإيمان وصدق التوكل على الله
واستكمل الشيخ محمد عبدالباعث الكتاني محدث الإسكندرية أن طريق التصوف يجمع ولايفرق فهم يأتلفون في المحبة وأن الصوفي الحق يجب عليه الالتزام بالأدب والخلق القويم سيرًا على نهج النبي صلى الله عليه وسلم في أفعاله وأقواله
وأضاف الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن للمدرسة الشاذلية أثر في المجتمع المصري وأن مصر تزخر بالعلماء العارفين والصديقين وقد خصها الله بأن تكون موطنًا للصالحين واصطفاها لتكون قبلة للخير وأن الإمام الشاذلي تتلمذ على يديه الكثير من العلماء والصالحين.
وقال السيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف إنه ينبغي أن تعمم مثل هذه المجالس العلمية في كل طرق التصوف لتظهر المحبة وبركة السير على خطى الصالحين، مقدمًا الشكر للبيت المحمدي على تبني هذه الذكرى وجمع أهل التصوف.
واختتم الدكتور عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية بتقديم الشكر والتقدير للبيت المحمدي على هذا الجمع من العلماء وطلاب العلم لتدارس رحلة حياة الإمام الشاذلي الذي لم يختلف على قطبانيته صاحب قلب مستنير معلنًا أن الاحتفال بذكرى وفاة الإمام الشاذلي هي كما أقره العلماء في آخر جمعة من شوال.