هل تتغير معالم البلندور؟
بقلم / د. محمد كامل الباز
مما لاشك فيه أن لكل وقت أذان ولكل مرحلة رجالها … فى كورة القدم ينطبق هذا القول تطابق تام وإن كان ميسى و رونالدو اخلوا بهذا المفهوم على مدار خمس عشر عام تقريبا سيطر الاعبين على معظم المشهد حتى أصبحنا نعتاد ظهور أحد منهم دائما فى منصة التتويج لأفضل لاعبى العالم ، كى نعطى اللاعبان حقهما فقد قدما مستوى ثابت على مدار عقد ونصف يجعل من الصعب اختيار أحد غيرهما لتلك الجائزة الأغلى والأهم فى تاريخ أى لاعب وإن كنا فى بعض الأوقات نشعر ببعض الحسابات الأخرى لاختيار الجائزة مثل التسويق والإعلانات وبعض المواقف العامة التى لا شأن لها بكرة القدم وأكبر دليل على هذا خروج نجم العرب محمد صلاح العام الماضى من أفضل ثلاثة لتلك الجائزة وفوز ليونين ميسى بها رغم بعده عن أى إنجازات تحسب مع الفريق الكتالونى ، اللهم إلا فوزه بكوبا أمريكا مع الأرجنتين وفوزه بالكأس مع برشلونه، بعض الخبراء أكد أن جوائز البلندور لأفضل لاعب فى العالم تتدخل بها السياسة الخارجية والمواقف الإجتماعية لأى لاعب فلا يعقل أن يؤيد لاعب القضية الفلسطينية ويظهر على منصات التتويج ، وأيضا من غير المعقول أن يرفض لاعب التضامن مع الشواذ ويظهر رفضه لذلك ثم يتم اختياره ، لماذا تلك العنصرية وذلك التربص ..هل هى جائزة فى كورة القدم على مدار عام من الإنجازات والعطاء أم تقييم لمواقف شخصية وهوية اجتماعية..؟ لنرى ماذا ستسفر عنه ٢٠٢٢ لنعرف ماهو معييار تقييم البلندور أو لنذهب لرياضة أخرى نشجعها بها قدر أكبر من العدل والمساواة ، إذا بحثت فى حصاد العام الماضي على مدار البطولات القارية والمحلية فلن يخرج ثلاثى البلندور عن كريم بن زيما نجم فرنسا وريال مدريد ، ومحمد صلاح الفرعون المصرى وزميله فى ليفربول أسد التيرانجا ساديو مانيه وإن كانت كل الدلائل المنطقية ترشح بنزيما لحصد الجائزة ، رغم أن ساديو مانيه تقريبا فعل كل شىء سواء مع السنغال أو ليفربول ، بطولة كأس الأمم الأفريقية ، التأهل لكأس العالم وتلك هى المهمتين الدوليتين قد اتمهم على أكمل وجه ، ثم الفوز مع ليفربول بكأس انجلترا وكأس الرابطة الانجليزيه خسر الدورى الانجليزى فى الرمق الأخير بفارق نقطة عن المان سيتى الذى توج بلقب البريمرليج وهو اللقب الأقوى و الأقدم وعلى نفس المنوال خسر نهائي دورى الأبطال ضد الملكى الإسباني ، الاعب تقريبا أدى ما عليه فى كل ما طُلب منه ، أما بنزيما فيعد الأقرب للقب إلى حد ما فهو بطل الليجا الإسباني وبطل الكأس وتاهلت بلاده لكأس العالم ولكنه اخفق فى اليورو الماضى وإن كان اخذ لقب هداف الدورى الإسباني وهداف دورى الأبطال الذى ساهم مع فريقه بالفوز الأغلى أوروبيا على حساب الريدز، من الظلم أن تخرج البلندور من هؤلاء الثلاثه ، بل أيضاً من الظلم أن نجد ثلاثى البلندور به لاعب مختلف , نتمنى أن تتغير خريطة البلندور ونجد على منصة تتويج اللعبة الشعبية الأولى ثلاثى مختلف عن الغرب وهويته وعاداته ، نتمنى نجد لاعبين يرفضوا التطبيع ، ماالمشكلة أن يكون أفضل لاعب فى العالم لايشرب الخمر ويرفض علم الريمبو ، نتمنى أن يكون فى منصة التتويج لاعبين كل مؤهلاتهم للوصول للتتويج عرق وكفاح ، بطولات وإنجازات لا تصريحات وسياسات ، نتمنى ان يحدث هذا لأول مرة فى تاريخ اللعبة .