في ختام زيارة تاريخية لرئيسة تنزانيا للسلطنة.. عُمان وتنزانيا توقعان مذكرات تفاهم في عدة مجالات
كتب / رأفت حسونة
وقّعت سلطنة عُمان وتنزانيا عدة مذكرات تفاهم بحضور الرئيسة سامية صولوحو حسن وذلك بفندق قصر البستان، شملت مجالات الطاقة، والسياحة والموارد الطبيعية، والتعليم العالي والتدريب، والمتاحف الوطنية.
كما وقعتا مذكرة ثلاثية بين غرفة تجارة وصناعة عُمان وغرفة تجارة وصناعة وزراعة تنزانيا وغرفة تجارة زنجبار الوطنية، ومذكرة بين جهاز الاستثمار العُماني وهيئة ترويج استثمار زنجبار.
ووقعتا أيضًا مذكرات التفاهم للقطاع الخاص في البلدين الصديقين بين الشركة العُمانية لإدارة المطارات مع مطار كيلمنجارو، والجمعية العُمانية للخدمات النفطية مع جمعية تنزانيا لمقدمي خدمات النفط والغاز، والبشائر للحوم مع الشركة الوطنية لحظائر الحيوانات الحية، والشركة العُمانية للاستثمار الغذائي القابضة مع جمعية البستنة التنزانية.
من جهة أخرى، أعلن بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية عن إنشاء صندوق استثماري بين سلطنة عُمان وتنزانيا يُعنى بالاستثمار في المشاريع ذات الجدوى للبلدين في عدة قطاعات منها: الزراعة والصيد البحري والتعدين.
وتوقع وزير الخارجية زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين خاصة بعد توقيعهما عددًا من مذكرات التفاهم ووجود اتفاقيات على مستوى جهاز الاستثمار العُماني والجهاز التنزاني المختص، مشيرًا إلى أن البلدين سيوقعان لاحقًا مذكرات تفاهم في عدة مجالات اقتصادية واستثمارية وسياحية إلى جانب مجال الطاقة، ويوجد في المرحلة القادمة برنامج عمل لهذه الاتفاقيات. حضر توقيع المذكرات عدد من المسؤولين من الجانبين العُماني والتنزاني.
ووفقاً للمراقبين فقد واكبت مذكرات التفاهم، التي وقَّعتها سلطنة عُمان مع تنزانيا، تطلُّعات وطموحات الشَّعبَيْنِ اللذَيْنِ تربطهما علاقات تاريخية ممتدَّة، والتي تأتي تتويجا لهذه العلاقات المتينة الممتدَّة والتي أكَّدتها ورسَّختها جلستي المباحثات التي جمعت السُّلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان والرئيسة سامية صولوحو حسن رئيسة تنزانيا فضلًا عن حفاوة الاستقبال، الذي يؤكِّد عُمق هذه العلاقات الطيِّبة التي تجمع البلدين، حيث حرص السلطان هيثم أنْ يكُونَ على رأس مستقبلي الرئيسة الضيفة، مستعرِضًا معها العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط البلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ وسُبل الارتقاء بها لأرحب الآفاق، وسُبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات بما يخدم مصالح شَعبَيْهما المشتركة، ويحقِّق المزيد من تطلُّعات وآمال الشَّعبَيْنِ العُماني والتنزاني، إضافة إلى تبادل وجهات النظر تجاه الأمور والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، في محيطهما الإقليمي والعالمي.
ومن المؤكَّد أنَّ هذه المباحثات المُثمرة وحفاوة الاستقبال، والعلاقات التي حرصت سلطنة عُمان دومًا على تنميتها، قد تركت الأثر الإيجابي في نَفْسِ الرئيسة الضيفة، التي صرحت بكلمات عميقة المعنى مليئة بالرغبة الصادقة في تعزيز العلاقات القائمة، محمَّلة بالشكر الجزيل لِمَا تقدِّمه السَّلطنة تحت القيادة الحكيمة، إلى تنزانيا من دعم ممتدٍّ ومتواصل، معربةً عن أنَّ بلادها عازمة النيَّة على تعزيز العلاقات الاقتصادية بَيْنَ البلدَيْنِ، والبناء على العلاقات التاريخية المتجذِّرة والمستمرَّة؛ لِتكُونَ السلطنة عُمان وتنزانيا نموذجًا متفردًا من العلاقات ذات المنفعة المتبادلة على كافَّة الأصعدة والقطاعات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ما يعزِّز حركة تجارية تربط القارتَيْن الجارتَيْنِ، حيث تمتلك السلطنة عُمان وتنزانيا موقعَيْنِ استراتيجيَّيْنِ بقليل من التعاون، يستطيعان إحداث الفرق المأمول في المستقبَل القريب المنظور، وسيفتح آفاق تعاون مُثمرة لِمَا يملكه البلدانِ من إمكانات تكاملية، تستطيع تحقيق نهضة اقتصادية تحمل بواعث تنمية شاملة مستدامة، تحمل الخير للشَّعبَيْنِ الصَّديقَيْنِ.