جعلونى متحرشاً
بقلم / هند عبد الغنى
العفة خلق إيمانى رفيع وهى تنزيه النفس وضبطها عن الانسياق وراء الشهوات والكف عن المحرمات ، والعفة دعوة للبعد عن كل مايخدش الحياء ، والإنسان العفيف هو من يعف يده وقدمه وعينه وأذنه وفرجه عن الحرام وعن الآفات ….والتحرش من اشد الآفات المجتمعية التى تواجهنا فهو داء عضال وباء على الانسانية اجمع ، وللتحرش أشكال فمنه اللفظى ومنه الفعلى ، وله اثر نفسى أو جسدى وهو سلوك مؤذى بكل أشكاله ، حتى الحديث منه وهو( التحرش الإلكترونى ) والشخص المتحرش كثيراً ما نجد مبرراته إلقاء اللوم وإتهام النساء وملابسهن العارية والشفافة واحياناً الممزقة ، وانها هى التى تثير غرائزه ويستند الشباب ايضاً الى سوء الظروف الإقتصادية والتى تحول بينه وبين الزواج ….فإن كنت كذلك فقد امرك الله بالصيام لتعف نفسك ، وأُمرت أيضاً بغض البصر خاصة ان كانت النساء مغريات ، فقد كانت النساء قديماً ترتدى القصير والعارى ولم يكن هناك وباء التحرش ، وما حجة المتزوج المتحرش ، وماحجة المتحرش بالأطفال فهل فيهم مغريات للغرائز ، وماحجة المتحرش بالمحتشمة والمحجبة الملتزمة.. التحرش مرض سببه داخلى ويجب علاجه ، اتذكر انى قد قرأت قصة قديمة لرجل يحكى كان لى صديق كفيف وكنا نطوف حول الكعبة فإذا به ينصت ويتغزل فى صوت النساء وهن يدعين اثناء الطواف ، فقلت له هذا حالك وانت كفيف لا تراهم وفى بيت الله فماذا كنت فاعلا ان كنت مبصرا ، وهذا ابسط دليل على ان المتحرش ليس له مبررات ولا سند واقعى يستند عليه انما هو مريض ويسير فى المجتمع كالأفعى يخرج سمومه ويقول انهن اللاتى جعلونى متحرشاً والكل منه براء ، فهو فى شرع الله وشرع الإنسانية مجرم خطير ويستحق عقاب رادع ، وعلى كل أم ان تلاحظ سلوكيات طفلها منذ الصغر وان بدت او ظهرت لها اى ملاحظات شاذة او شكوى من الاخرين فعليها الإستعانة بالطبيب فوراً لأنها بذلك تنقذه وتنقذ المجتمع من شر محتوم ، واخيراً وليس اخر اذكر نفسى وعامة النساء ايضاً بأننا جميعاً أٌمرنا بالتعفف والحياء …الحياء …الحياء