في الهواء الطلق : سمبوزيوم ” رأس الحكمة ” بتوقيع 4 فنانيين تشكيليين .. 8 قطع فنية تعيد ذكريات الطفولة علي شاطئ البحر .. ” أرت دي إيجيبت ” تحتفل بالطبيعة في الهواء الطلق
كتب / نادر أحمد
يشهد شاطئ رأس الحكمة بمنطقة الساحل الشمالي تنظيم ” سمبوزيوم أرت دي إيجيبت للنحت ” والذي يتضمن 8 قطع نحتية ضحمة ومتنوعة ، تم توزيعهم علي شاطئ البحر لأربعة فنانيين من أبناء الإسكندرية ، وجميعهم من خريجي كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية ، كما أنهم أيضاً يعملون جميعاً بسلك التدريس لطلاب الكلية ويتدرجون ما بين حاملي درجة الدكتوراه والماجستير والمعيد ..حيث وضعوا جميعاً لمساتهم الجمالية بأعمالهم الفنية والتي أضفت علي المكان جاذبية وإرتقاء بالروح وذلك لتوصيل أيضاً ثقافة الفن التشكيلي إلي جمهور المصيفين .
صرحت بذلك نادين عبدالغفار منظمة المعرض والتي كانت وراء فكرة إقامة السمبوزيوم في مكان مفتوح بإعتبار أن شواطئ البحر – خاصة الساحل الشمالي – تجذب معظم مصيفي العام ، وقد وقع الإختيار علي شاطئ مصيف ” رأس الحكمة ” لموقعه الفريد ، وسهولة توزيع المنحوتات بإرتفاعتها المختلفة في المساحات الواسعة علي شاطئ البحر والتي صممها الفنانيين المحترفين أحمد حافظ ومحمد بنوي وعلي مصطفي وطه نصر حيث أكدوا أن السمبوزيوم بمثابة إحتفال فريد من نوعه بالفن والطبيعة ، كما اشار الفنانيين الأربعة علي الدور الحيوي الذي يلعبه الفن التشكيلي في حياتنا ، ومن خلال أعمال فنية متواجدة في ساحات مفتوحة في الهواء الطلق تجعلها في متناول وأنظار الجميع لتضفي الصفة الجمالية لأعين الحضور من جمهور المصيفين .
( ذكريات الطفولة )
وقالت نادين : الأعمال الفنية مستوحاة من البحر والطبيعة، وذكرياتنا عن المصيف المتنوعة والمختلفة ، فلكل منا ذكري مرتبطة بموسم الصيف منها ركوب العجل والطائرات الورقية فتستحضر كل قطعة ذكريات كل شخص والممتزجة بالطبيعة البكر في أعمال جمالية معاصرة ، وقد إستغرق التحضير لإقامة السمبوزيوم أكثر من 3 شهور مابين زيارة الفنانين للمكان، ومعاينته، كما أن إدارة شاطئ ” رأس الحكمة ” دعم الفنانين بشكل كبير لتقديم أعمالهم بطريقة فنية مناسبة للفكرة ، مما يؤكد أن الفن المعاصر جزء من حياتنا لابد من الإهتمام به في كل الأوقات و كل الأماكن .
وأضافت : حرصنا على وضع الفن في أماكن غير متوقعة، مع تشجيع ودعم الفنانين المحليين لتقديم أعمالهم في ضوء جديد، وكي تتيح لنا هذه السلسلة من الأعمال الفنية عرض الفن المصري المعاصر في بيئة طبيعية مذهلة تدمج الفن مع مناظرنا البحرية المصرية الفريدة” .
( حوار مع النجوم الأربعة )
وفي لقاء مع الفنانيين الأربعة التشكليين الذين درسوا جميعاً في كلية الفنون الجميلة بجامعتي الإسكندرية وحلوان وأصبحوا أسلاتذة لطلابها كان هذا الحوار ، والبداية مع الفنان التشكيلي د.أحمد حافظ والذي تخرج عام 2011 من جامعة الإسكندرية، وحصل علي الماجستير عام 2018 ، ثم الدكتوراه والمفارقة أنه حصل علي درجة الدكتوراه الشهر الماضي من هذا العام 2022 ويقول :
سعيد جداً بالمشاركة في أعمال السمبوزيوم وخاصة أنه في موقع فريد علي الساحل ، وأشارك بقطعتين أحدهما أطلقت عليها عنوان ” أمواج نقية ” وإعتمدت في تصميمها علي خامة الخشب ومواد صمغية ، والقطعة الأخري بعنوان ” سكون ” وصممتها من الخشب وخامة النحاس الملون ، والحقيقة كنت خائف من كيفية توظيفها علي الساحل والبحر ، إلا أنني بعدما إنتهيت منهما شعرت بأنهما جزء من المكان خاصة أن الخامات كانت متوفرة بالمكان ، والعمل الأول عبارة عن بورتريه لملامح مصرية وهو عبارة عن لوحة تزحلق علي المياه ، بينما العمل الثاني تمكنت من دمج ما بين الخشب والورق المعدني أي النحاس .. وإرتفاع كل من العملين يصل لمترين و 80 سم .
وأضاف : أتمني أن تتكرر تلك المعارض في شواطئ مصر المختلفة وبأشكال متنوعة لما تقدمه من ثراء الحالة الفنية التشكيلية ، فطموحي من خلال المشاركة في أعمال السمبوزيوم والمعارض أن نقدم فن مختلف ، وأن ننهض بالثقافة عامة ونعود في الإهتمام بالذوق العام ، ولقد شاركت في العديد من المعارض الجماعية بالإضافة إلى سمبوزيم أسوان الدولي العام الماضي 2021 ، وسمبوزيوم مرسي مطروح للنحت على الخردة الحديدية لعام 2019، كما لي مقتنيات بوزارة الثقافة .
( تجربة جديدة للبنوي )
ويشارك الفنان د. محمد بنوي الاستاذ بالفنون الجميلة بالزمالك بعملين هما ” المناطق الامنة ” وهو مرتبط بالسوشيال ميديا وأقصد بها المناطق الأمنة بين خطوط الطول والعرض والمصممة من الفولاذ ، و” أصدقاء غير عاديين ” والقائم علي مكان المفترض أن نكون موجودين بها وقد صممتها من البوليستر والزجاج البليكسي ، ويقول :
أعتبر المشاركة في السمبوزيوم تجربة جديدة لي علي البحر مباشرة لذلك فأنا مهتم بها كثيراً ، وأنا أقوم بالتدريس بكلية الفنون الجميلة منذ عام 2000 ، ومنذ ذلك الوقت وأنا مكرس الكثير معظم وقتي لقضايا حقوق الإنسان ، كما شارك في العديد من المعارض والبيناليات والفعاليات في مصر وخارجها في (روما – البندقية – لندن – نيويورك – إسبانيا – ) وحصلت على العديد من الجوائز، وشارك في السبوزيوم بقطعتين ضخمتين وهما “أصدقاء غير عاديين” من البوليستر والزجاج البليكسي، والقطعة الأخرى بعنوان “المناطق الآمنة بين خطوط الطول والعرض” والمصممة من الفولاذ.
( محامي .. ولكن تشكيلي )
الفنان التشكيلي علي مصطفي علي المعيد بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية فهوا حالة خاصة بين الفنانيين الأربعة ..فهوا خريج كلية الحقوق وعمل في المحاماة لفترة ثم قرر أن يغير مساره العملي والدراسي فقد عاشقاً للفنون الجميلة فقام بتغيير مسار حياته وبدأ من الصفر بمعني أنه إلتحق بكلية الفنون الجميلة ودرس السنوات الأربعة حتي أنهي دراسته كمعيد بالكلية ، ثم كشف الفنان علي مصطفي أن الفضل الأول والاخير لوالديه الأب والأم الذين هم أيضاً خريجي كلية الفنون الجميلة فشجعاه علي أن يدرس بالكلية ويقول :
درست من البداية بالسنة الألي بالكلية وأنهيت درلستي وإتعينت بها كمعيد .. ولكن التدريس ليس طموحي فالاهم أن أكون فناناً .. فأنا درست بالكلية لأكون فنان تشكيلي وذلك هو المنتج الأول والأهم ، فالفنان يعيش في تجارب كثيرة ، ويجب أن أمتلك الخبرة لكي أعطيها لمن بعدي ، ويجب أن نعترف بأننا في إنحدار فني بسبب العملية التجارية ، والناس في إحتياج إلي أن يكون هناك تطور بصري لما يشاهدوه .
وقال : أول شئ لفت إنتباهي هو الموضوع فقد أحببت فكرة أن يري الناس الفن في كل مكان من حولهم وحتي في المصيف علي شاطئ البحر ، وأشارك بتصميم ثلاث دراجات، ولم أصمم دراجة واحدة .. ولكن الثلاث لكي يشدوا الإنتباه ، كما ان أحجامهم وأطوالهم مختلفة ، والثلاث دراجات ليس علي محور واحد فكل دراجة مختلفة عن الأخري ، وأطلقت عليها عنوان ” الوقت في الحركة ” ولقد إستغرق تصميمهم ما بين أسبوعان لثلاث أسابيع ، فالوقت الطويل ينحصر في التفكير وطرح الفكرة بين نفسي أولا ، فالوقت الأكبر في التصميم بينما التنفيذ يأخذ وقتاً أقل ، وإعتمدت علي خامة الإستنسيل والذي لا يتفاعل مع الصدي .. فإقتراب الأعمال من البحر قد يساعد علي أن تصدي .. فكان لزاماً أن أفكر في خامة تقاوم الصدي .
وأضاف : أدرس حالياً للحصول علي درجة الماجستير في الفنون الجميلة قسم النحت ، وأشارك في العديد من المعارض والبيناليات وحصلت على العديد من الجوائز، وكانت آخر مشاركة مؤخراً في معرض “المرة الأولى” الذي أقيم في مكتبة الإسكندرية، وكنت اري أن فكرة الفن يكون من حولنا شئ مستحيل بعد إنحدار الفنون البصرية ، ففكرة الفن كفن شئ غير موجود ، ولكن تجربتي مع السمبوزيوم في مصيف رأس الحكمة تجعلني أعيد التفكير والأمل بأن الفن سيكون متواجداً في كل مكان .
( السيدة والمجد .. والشاطئ )
ونختتم اللقاءات مع الفنان التشكيلي د.طه نصر الذي عبر عن سعادته بالمشاركة في السمبوزيوم ، وقال مؤكداً أن وجوده في مكان ساحلي فجر بداخله نوع مختلف من الأفكار عن اي مكان آخر، وأنه سعيد بالأعمال الفنية التي ستضيف البهجة على المكان و للزوار وأضاف : بمجردما عرفت بالفكرة المرتبطة بالمصيف ، وأن نعيد ذكرياتنا القديمة سعدت كثيراً فقمت بتصميم لشكل اب يحمل إبنته الصغيرة والتي تحاول ان تطير طيارتها الورقية ، فالفكرة قائمة علي البهجة في المصيف .
ويقول : أشارك في السمبوزيوم بثلاث قطع فنية هي “السيدة” ، و”المجد” المصنعان من الحديد الملون، أما القطعة الثالثة فهي “المرح على الشاطئ” والمصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ والمصقول اللون وهي الخاصة بالأب الذي يحمل إبنته ، ولقد وضعت عدة أفكار وصممت عدة أعمال حتي رأيت أن تلك الأعمال هي الأقرب لفكرة الموضوع والمصايف والبهجة والفرح والسعادة ، والعمل الأخير صممته بخامة الإستنلس وبتصميم هيكل داخلي ..وبعدها أحضرت الحديد الصاج وقمت بتقطيعه ولففت به الشكل النهائي ، ثم دهنته باللون البرتقالي ، وقد أخذت الفكرة أسبوعين ولكن تنفيذه اخذ مني شهراً بأكمله .
وقال : أعمل حاليا عضو هيئة التدريس بقسم النحت بجامعة الإسكندرية، وشاركت في العديد من المعارض وورش العمل، التي تركز بشكل خاص على الأعمال الفنية المصنوعة من الحديد، منها المشاركة في سمبوزيوم أسوان الدولي الرابع والعشرين للنحت ، وأحب أن أوجه الشكر لوالدي علي ما وصلت إليه ، فلقد شجعني كثيراً من طفولتي عندما شعر بشغفي بالرسومات فأحضر لي الألوان والأوراق .. ومع الوقت أحببت الموضوع بأكمله حتي وصلت إلي ما أنا فيه الأن ، ولكن طموحي لا يقف هنا فأنا أحلم بأعمالي الفنية تنتشر حول العالم وأعمالي تصل للناس كلها .