دردشة ،،،
حب لأخيك ..
بقلم / أحمد عبد الحليم
يبدو أن البعض تناسى حب الخير للغـير، ورغم إن ذلك موجود في تعاليم الدين وأغلب الناس تعرفه، إلا أن البعض يغفل عنه ويبادر أن يكون الخير لنفسه أولاً، فلا يعلم أن منح الخير للغير فيه راحة نفسية كبيرة لفاعلها، وفي هذا المقال سنتعـرف على مظاهر حبّ الخير للناس.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا الحديث الشريف مِن الأحاديث العظيمة التي تحث الإنسان أن يحب لأخيك ما يحبه لنفسه، وإذا عمل الإنسانُ به لقُضى على كثير من الخصومات بين الناس، وعمَّ الأمنُ والخير والسلام على المجتمعَ، حيث أن سلامة قلب وعقل الإنسان مِن الغـل والحسد يصلح من شأنه ومجتمعه، فعلى سبيل المثال نجد أن الحسد يَقتضي أن يَكره الحاسدُ أن يَفوقه أحدٌ في خير أو يُساويه فيه، لأنه يحب أن يتفوق على الناس بفضائله ويَتفرَّد بها عنهم، بينما الإيمانُ يَقتضي خلافَ ذلك، وهو أنْ يَشْرك المؤمنون كلُّهم فيما أعطاه الله من الخير.
إن حب الخير بعـد عبادة الخالق، لها مجموعة من الأساسيات والأخلاقيات لكيفيّة تعامل الفرد مع الآخرين بطريقةٍ يحكمها الحق والواجب والاحترام مع المودّة، ففي ذلك صلاحٌ للمجتمع وأحواله، حيث أن أهمية حب الخير للناس هي سنة نبي الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لأن اكتمال الإيمان جعـل الله سبحانه وتعالى متوقف على حب الخير للناس ويُعـد أحد الدلائل على رسوخ الإيمان واكتماله عند المسلم، فعندما يحب الإنسان الخير لغـيره يكون مؤمناً بالله وتصبح أخلاقه عالية وسامية.
كما إن خصال الإيمان العظيمة، مترتَّبه على العمل في دخولَ الجَنَّة، فروى الإمـام أحمد في مسنده من حديث يزيد بن أسد القسري رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَتُحِبُّ الْجَنّةَ؟)) قلتُ: نعم، قال: ((فَأَحِبَّ لِأَخِيكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ)).
هذا ما يعـني، أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك، عمل مرتبط بدخول فاعله الجنة من أوسع أبوابها، لأن اكتساب حب الناس عندما يحب الله سبحانه عبداً، يقذف حبه في قلوب الآخرين فيه، وبالتالي فإنّه سيسعـد في حياته الدنيا براحة البال، حيث أن تعـويد النفس على حب الخير، وطلب العـون من الله، والدعاء للمعارف والآخرين بالخير عن ظهر الغيب، كالصلاح في الدنيا والآخرة، من الأمور التي يرضاها الإنسان ويحبّها لنفسه، وعلى ذلك يجب تذكـير النفس بشكلٍ مستمر بأن الإيمان لا يصبح كاملاً وصحيحاً إلا بحبّ الخير للآخرين، ودعم النفس وتشجيعها على المحبّة، والمودّة، وسؤالها بشكلٍ مستمر، هل السعادة الحقيقية في العيش بحبّ الآخرين؟، أم بالأنانية والتعالي والتسلق على الآخرين؟.
من المؤكد أن الدين المعاملة بين الناس، فلابد أن يكون لدينا التزام بضوابط الإيمان حتى ينال الفرد الثواب من رضا الله، فمن منا لا يأمل الثواب من الله عز وجل؟، بالطبع أي إنسان يأمل ذلك، لأن الإنسان خُلق على فطرته وبطبيعته على الخير، ولكن قد يتناسى البعـض أن حب الخير للآخرين يدل على الإيمان بالله ويدخله الجنة من أوسع أبوابها.
لاشك أن كل إنسان يحمل في نفسه طاقة قد تكون إيجابيّة وقد تكون سلبيَّة، وقد يمزج بين الطاقتين بحسب الموقف، فالطاقة الإيجابيَّة هي طاقة تحمل في طياتها الحب والعطاء والتفاؤل، أما السلبية تنعكس على قلب صاحبها وسلوكه بالكراهية والسلبية والتشاؤم، فعلينا بشحن عقولنا وقلوبنا بالطاقة الإيجابية التي تمنح النفس بالسعادة، وحب الخير لأخيك يمنح راحة نفسية خاصة إذا كنت سبباً في سعادته، وعلى الإنسان السوي أن يدعـو لأخيه بالخير والبركة ويحب الخير للآخرين كما يحبه لنفسه، مما يعـود بالسعادة وراحة النفس على الطرفين، فمن تمنى الخير لغيره راقت له الحياة وطابت، ومن تمنى للناس خيراً، حبُك الناس ومَن عليك الله من فضله، كما أن حبك للخير سيكفيك شرور الدنيا، وكلما أردت أن تكون سعيد، تمنى الخير لغيرك، كن طيباً مع الجميع، وتمنى لهم خيراً يحبك الله ويأتيك الخير، لأن السعادة الحقيقية تملأ القلوب المليئة بالخير.