900
900
مقالات

جزمة كوتش

قصة قصيرة

900
900

بقلم / عبدالناصر العريان

كان جابر في بداية عمر الطفوله بمدرسة متواضعة بقرية صغيرة.. فصل دراسي صغير للصف الثالث الابتدائي ولا يوجد سور للمدرسة
أو دورة مياه هو مبنى مكون من طابق واحد بدون عامل نضافة يتجمع الاولاد في صف والبنات في صف داخل الفصل
معظم أرجل الأطفال حافية
ملابس غير موحده كل يأتي بما يتوفر لديه والكتب محملة في مخلة من القماش المتبقي من تفصيل الملابس تعلق برقبة الاطفال عند الذهاب للمدرسه.
يدق الأستاذ بدر المدرس والناظر المؤقت للمدرسة الجرس..
يخرج الأطفال بهرج وصخب من باب الفصل في تزاحم شديد مع الخارجين من بقية الفصول
يتقابل جابر وعدد من الأطفال ليذهبوا إلى الجرن المجاور عادل ابن الحاج إسماعيل ليلعبوا معه بالكره فهو من أقرانهم في العمر الذي ينزل لهم وبيدة الكره الجلد مرتديا شرطاابيض وفانلة حمراء
يسرع الأولاد تجاه عادل مرحبين به ويطلبون منه أن يقبلهم في فرقته
بينما جابر ينتظر ليرى من سيقع عليه الاختيار ليكون من بين فريق عادل..
وبعدها يكون فرقته..
تبدأ الأولاد في اللعب والكل لا تشغله سوى الجلد والكوتش الأبيض الذي يرتديه عادل
بينما جابر بساقية الحافيتين يتمكن من شوط الكره بوش قدمه اليسرى على يمين حسن الجون الذي يقع أرضا دون صدها
ليشتاظ عادل غيظا وبصوت يعلوه الصراخ دا مش جون دا فاول
يعترض جابر بينما يصيح عادل الملعب بتاعي والكورة بتاعتي
وأنا بس اللي اجيب اجوان..
إزاي انت ي حافي تجيب جون وانا بالجزمه الكوتش والكورة الجلد وكمان الملعب بتاعنا..
عايز تخلي الناس تقول انك حريف عني..
أنا عادل ابن الحاج إسماعيل ابن كبير البلد وسيدها في حد أحرف مني
فوق
فوق يا جابر
الملعب له سيد وكبير
لم يحتسب عادل الجون وصفق الجميع لقرار عادل الحكيم الصواب
وطاطا جابر رأسه وأعطى الجميع ظهره بخطوات ثقيلة بكأبة وجه وعرق ساخن يملأ شعره وجسده حتى يذهب إلى أمه بحزن شديد
يامه ليه الحاج إسماعيل وعياله بيتحكموا في البلد كلها حتى الكوره يلغي اجوان ويحسب فاول ليه ي اما
ي جابر هما الكبار هما كل حاجه هما ورثنها ابا عن جد
وأنا مش من حقي اكون حاجه
البس كوتش ابيض وفانلة وشورت
كان صوت بكاؤه يتعالي
بينما صوت ف الخارج ينادي يا ام جابر
يا أم جابر
لتسرع أم جابر للخارج ايوه مين
أنا كابتن على
أهلا وسهلا
معلش ا صل انا وجابر لوحدنا
ربنا يخلي هولك
أنا عايز ابن حضرتك
جابر
ابنك بيلعب جميل
عايزه ادربه واخليه احسن لاعب
وأنا تحت امر حضرتك في أي طلبات
يعني ح تجيب له جزمه كوتش وفانلة وشورت
وكمان ح اكمل تعليمه
واعطيكي مرتب كل شهر
مرت الايام والسنون وكل لحظة يعلو سيط جابر بين الجميع
لما وصل إليه من مكانة في الكره
كان كل يوم يمر يزداد شهرة وحب بين الناس في كل مكان
كان يرسل للمحتاجين في بلدتة والبلاد المجاورة كل ما يحتاجون إليه
أصبح الجميع يتحدث عن هذا لاعب الكره
وما يقوم به من خدمة لكل من هو في حاجة إليه
بينما أبناء الحاج إسماعيل أصبحوا لا يجيدون غير حرفة واحده وهي شراء المزيد من الأراضي والبقر والأغنام و البيوت
وزيادة من يعملون في خدمتهم وحراستهم
واقتنا أفضل الأنواع من كلاب الحراسة.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى