الجواهرجي يظهر للجمهور أسرار مابين سطور شلبي «بديعة مصابني»
متابعة/ اسماعيل محسن
عرض لنا المؤرخ الكبير جمال عبد الحميد الملقب بالجواهرجي سرا كبيرا ومثير عن وصف مدحت شلبي لاحد اللاعبين « هو عايز يبقى بديعة مصابني» فكان كالاتي:
أثناء لقاء بيراميدز والزمالك الأخير الذي انتهي بثلاثية نظيفة لأبناء ميت عقبة وعقب ضياع هدف مؤكد من الابيض فوجئ المتابعين عبر شاشة التليفزيون بالمعلق الرياضي مدحت شلبي قائلا : ” لو حطها كده كان هيبقى جون بديع لكن هو عايز يبقى بديعة مصابني ” وهو افيه من افيهات المعلق الرياضي الشهير الذي تعود إطلاق الافيهات المثيرة اثناء تعليقه على المباريات .. المثير في الأمر والذي ربما لا يعلمه شلبوكا والكثيرين من عشاق ومحبي الفانلة البيضاء أن الفنانة الراحلة بديعة مصابني كانت بالفعل زملكاوية جدا وكانت واحدة من أبرز الفنانات التي تحافظ على مشاهدة لقاءات الفارس الابيض بصفة دائمة
فقد أسست الفنانة السورية بديعة مصابني كازينو في ميدان الأوبرا سنة 1929 والذي كان يعتبره الكثيرين بمثابة أكاديمية للفنون تخرج منها أكبر نجوم الفن المصري في ذلك الوقت حيث لمعت أسماء العديد من الفنانين المصريين في السينما والمسرح والاستعراض من خلال وقوفهم في بداية حياتهم الفنية على خشبة مسرح كازينو بديعة منهم من أصبح من كبار المطربين امثال فريد الاطرش ومحمد عبدالمطلب ومحمد الكحلاوي ورقصت على المسرح كل من سامية جمال وتحية كاريوكا وبداية تألق الفنان الكوميدي اسماعيل ياسين في عالم الكوميديا كان من كازينو بديعة مصابني .
وكان من رواد الكازينو من الأدباء والفنانين والرياضيين ورجال المجتمع والسياسة يتخدون من الحديقة مكانا لندواتهم ولقاءاتهم وكان الأديب نجيب محفوظ يقيم ندوة أسبوعية فيه وكان من. رواد كازينو بديعة نجم كرة القدم المصرية الأبرز وأبوها الروحي ورائدها الاول حسين حجازي الذي كان من زوار كازينو بديعة حيث كان يحب الاستماع الى المطرب الكبير صالح عبدالحي والشيخ امين حسنين وقد شاهدت بديعة مصابني النجم الكبير حسين حجازي اكثر من مرة داخل صالة الكازينو وكان الجميع يستقبلونه بحفاوة بالغة فسألت عنه فقيل لها أنه ” البيه ” احسن لاعب كرة قدم في مصر وبدأت بديعة تسال عن كرة القدم و حكاياتها ونجومها ولماذا الناس تعشقها حتى أنها أرادت أن تتعرف علي اللعبة عن قرب ومدي سحر الجمهور بها فذهبت في أحد الأيام إلى نادي المختلط ” الزمالك حاليا ” كي تشاهد حسين حجازي في أحد مباريات فريقه ومن يومها تعلق قلب بديعة مصابني بالكرة وبدأت في تشجيع نادي المختلط من أجل نجمه الفذ حسين حجازي .
عشقت بديعة مصابني كرة القدم بشكل غير عادي حتى أنها كانت تجمع العاملين بالكازينو كل يوم جمعة و بعد تناول الغذاء على حسابها الشخصي كان الجميع يذهب معها في سيارتها لمشاهدة مباريات المختلط سواء على ملعبه القديم مكان دار القضاء العالي بشارع 26 يوليو او في نادي السكة الحديد في جزيرة بدران أو النادي الاهلي وظلت بديعة مصابني تشجع نادي المختلط حتي بعد اعتزال حسين حجازي وإلى أن غادرت مصر بعدما حجزت الضرائب على الكازينو فاضطرت لبيعه إلى، وتعود إلى لبنان لتعيش وحيدة حتى وفاتها فى مدينة زحلة اللبنانية عام 1974عن عمر ناهز الـ82 عاماً.