إبداع الفنانة فاطمة شاكر من خلال لوحات فنّيّة تُجسّد المرأة
فاطمة شاكر أستاذة وباحثة جامعيّة متحصّلة على شهادة الدكتوراه في الإعلاميّة الأساسيّة. تقلدت مهاماً عدةٍ خلال مسيرتها المهنية. منذ ديسمبر 2017 تشغل منصب مديرة المدرسة العليا للإحصاء وتحليل المعلومات بتونس.
هي لم تتلق تكوين أكاديمي في الفن ولكنّها كانت شغوفة بالرسم والتشكيل منذ الطفولة حيث خصّص لها والديها مرسما صغيرا تقضي فيه الساعات للرّسم.
خلال سنوات الدراسة بالابتدائي كانت ترسم على ملصقات دفاتر القسم الخاصّة بها وبأصدقائها وتحظى رسوماتها بإعجاب جميع المعلّمين وتلصق على جدران المدرسة.
يمكن القول أنّ فاطمة شاكر كانت دائما منغمسة في الفن والإبداع فوالدتها شاذلية قاسم، رائدة إذاعة صفاقس وصاحبة الصوت الملائكي، مقدّمة ومعدّة برامج عرفت بصوتها الهادئ الشّاعري وكانت فاطمة تتابع والدتها في كلّ مكان في استديو هات التسجيل وغيرها من الأماكن الإبداعيّة وكانت تستغلّ الساعات الطويلة للتسجيل، حيث يطلب منها عدم إحداث الضّجيج أو أيّ حركة، للرّسم والتلوين. كما كانت لديها تجربة مع التقديم الإذاعي حيث قامت بتقديم برنامج للأطفال.
بالرّغم من أنّها لم تدرس ولم تمتهن مهنة لها صلة بالفنّ لكنّ شغفها وحبّها للرّسم جعلها تستخدم موهبتها في مهنتها كأستاذة جامعيّة حيث عرفت وتميّزت معلقات دروسها وتفسيراتها على السبورة للطلبة بالألوان التّي كانت قريبة من لوحة فنيّة.
أرادت فاطمة شاكر إعطاء معنى جديد لحياتها من خلال العودة إلى شغفها الأوّل ومنذ سبتمبر 2020 التحقت بورشة الفنانة التشكيليّة سناء الهيشري
التي تعتبرها مدرسة اكاديميّة لثرائها باحدث التقنيات و الخامات
لوحة بعنوان النّضال وهي بورتريه يكاد يكون حقيقيا لوالدتها التي تعتبرها مثال للمرأة المناضلة التي تمكّنت من تربية أطفالها بعد فقدان والدهم في سنّ مبكّرة وقدّمت كل ما تملك من طاقات لتكون عادلة بين بيتها و عملها. كما تعتبرها مثال للمرأة النّاجحة والمتألّقة في عملها. وكانت قد قامت برسم وتلوين صورة والدتها بالقلم عندما كانت مراهقة وأرادت إعادة رسمها بالرسم الزيتي. ويبلغ طول اللوحة مائة سنتي متر وعرضها ثمانين سنتي متر
لوحة ممزوجة بألوان ساخنة ترمز للشّموخ، الطّاقة والقوّة مع الحرص على إدخال اللون الذهبي وهو لون الفخامة والنجاح والإنجاز والانتصار. لوحة رسمتها فاطمة شاكروأبدعت بحيث تماهت الألوان وانسجمت لتنقل صورة والدتها وهي تنظر إلى الامتداد شامخة معتدة بنفسها. كما قامت بنقل تفاصيل الوجه بتوظيف عديد التقنيات الجديدة التّي تعطي أهميّة كبرى للتفاصيل والضوء والنظرات خاصّة للرسوم التّي تجسّد الصورة.
اللوحة الثانية الماجدة
اللوحة الثانية بعنوان الماجدة فتجسّد الماجدة وسيلة بورقيبة. هي وسيلة بنت محمد بن عمار ولدت في مدينة باجة في 22 أفريل 1912 وتوفيت يوم 22 جوان 1999. الزوجة الثانية للرئيس الحبيب بورقيبة وهي سيدة تونس الأولى، وقد لعبت دورا سياسيا نشيطا خلال عهده
قامت وسيلة بن عمار بدور كبير في الحياة السياسية التونسية، وقد كانت وراء توزيرعدد هام من الوزراء وفي إزاحة آخرين. كما كان لها دور في السياسة الخارجية التونسية من ذلك أنها وقفت ضد الوحدة مع ليبيا التي أعلنت يوم 12 جانفي 1974. وأنها دعمت القضية الفلسطينية، وكانت وراء استضافة الفلسطينيين في تونس بعد إخراجهم من بيروت سنة 1982
يبلغ طول اللوحة ثمانين سنتي متر وعرضها ثمانين سنتي متر وقع التركيز على الوجه أساس اللوحةو ظهرت فيها الماجدة بشموخها. وتظهر في الخلف زخارف أرستقراطية تجسيدا للسّيادة والسّلطة وقوّة ونفوذ الماجدة. هي لوحة استخدمت فيها الألوان الزيتية في رسمها. وتتضمن الكثير من المعاني تمكنت من إظهاره من خلال تفاصيل دقيقة جدا حيث وقع التّركيز على اللون البنفسجي بمختلف درجاته اللونية لما فيه من معاني مختلفة تدلّ على الهدوء، والرومنسيّة، والخيال، والشعور بالعظمة. وهو رمز كذلك للملوك والنبلاء في المجتمعات الأوروبية. كما أن الماجدة تبدو في اللوحة في وضعية شموخ، وهذه الوضعية تخلق انطباعًا لدى المشاهد بأنه يوجد فاصل بين المشاهد والشخصية في اللوحة
اللوحة الثالثة بعنوان “العشويّة”
اللوحة الثالثة “العشويّة” حاولت فاطمة شاكر أن تصوّر من خلالها مظهرا من مظاهر الحياة اليومية و أسلوب حياة النساء في الشرق في ذلك الحين مع إضافة مسحة من الألوان المعاصرة. اللوحة تبوأت فيها المناظر المعمارية 50% من إجمالي مساحتها. يبلغ طولها مائة سنتي متر وعرضها تسعين سنتي متر. و من خلال هذه اللوحة المزدحمة بالعناصر والموضوعات تمكنت فاطمة شاكر من تجسيد الفن المعماري بإعطاء بعد واقعي ملموس من خلال رسم المباني و صومعة جامع في الخلف بتقنية جديدة فأصبحت كالتجسيد لمباني ملموسة وكأنها حقيقية أو من أعمال النحت. وللتعبير عن تفاصيل الفن المعماري وعن سطوعه أضافت نمنمات مذهبة على واجهة تلك المباني.