900
900
مقالات

دردشة

تأثر الأسرة بالمشاهـير

900
900

بقلم / أحمد عبد الحليم

تُعتبر الأسرة الخلية الأولى التي يتكوّن منها المجتمع، كما إنها الإطار العام الذي يُحدّد تصرفات أفرادها وتُشكّل حياتهم، لأنها مصدر العادات، والتقاليد، وقواعد السلوك، وعليها تقوم عملية التنشئة الاجتماعية، وقد تؤثّر الأسرة فيما عداها من النظم الاجتماعية الأخرى وتتأثر فيها؛ فإن صلحت صلح المجتمع كله وإن فسدت فسد المجتمع كله، من هنا نستطيع نفهم إن الأسرة الكيان الأهم في تشكيل شخصية أبنائها، فمن الطبيعي ما تختاره الأسرة ويعجبها من نجوم أو مشاهير حتما سيختاره أبنائها، فدائماً ما يقتدي الأبناء بوالديهم في كل شيء.
لذا علينا أن ندقق النظر فيما نختاره من مشاهير أو نجوم ونلفت إنتباه أبنائنا إلى النماذج الإيجابي من المشاهير ونصرف النظر عن دون ذلك، حيث أن الطفل دائماً ما يسمع أكثر مما يتكلم فهو عبارة عن إسطوانة فارغة يجب أن تُملأ بطريقة صحيحة وبكل الإيجابيات، وبالتالي إختيار النجوم والمشاهير من النماذج الإيجابية وتدقيق النظر فيهم سيكون له الأثر الإيجابي في بناء سلوك أبنائنا بأن يحزوا حزوهم كقدوة لكي تستمر معهم في حياتهم بالاتجاه السليم ومنها إلى بناء جيل المستقبل لينفع البلاد في نهضتها وتطويرها.
كما يجب أن نأخذ في الاعتبار أن الأمم تبنى بكل المهن، فعلينا أن نوجه أبنائنا إلى ميولهم وترك مساحة من الحرية لهم بالاختيار مع المتابعة والتوجيه للأفضل، لأن الأسرة هي المسئولة عن التربية وتشكل مختلف الاتجاهات والقيم والمعايير السلوكية المرغوب فيها، بالعمل على تنمية وتشجيع وتعظيم الظروف الميسرة للتميز لدى أبنائها، والأسرة هي التي تراقب أبنائها حتى تُخرج ما لديهم من إبداعات وتنمي مهاراتهم للوصول للتميز في أي مجال من المجالات مثل كرة القدم والرسم والتمثيل والهندسة، والبرمجة وغير ذلك.
وكذلك يلعـب المناخ الأسري دوراً هاماً في تنمية القدرات والمهارات، حيث أن المناخ الملائم يحقق أهم مطالب النمو النفسي والذهني والاجتماعي، حتى يتيح للطفل تعلم ممارسة الاستقلال الشخصي والتفاعل الاجتماعي والمشاركة في الحياة اليومية، وتمثل الأسرة الوسيط الذي ينقل كافة المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم في تنشئة الأبناء، متمثلة في توفير المجال الكافي لهم لمتابعة ميولهم وهواياتهم داخل المنزل وخارجه وتشجيعهم على التفكير والإبداع.
من المؤكد أن بناء الإنسان بالفكر الواعي أمر ضروري في الوقت الراهن، وعلى ذلك يجب أنّ تكون بناء الشخصية الاجتماعية على أمرين حتى يصبح لديك طفل اجتماعي سوي، أوّلاً، إشباع حاجات الأبناء النفسية، وثانياً، إعداد الأبناء لممارسة الحياة المستقبلية.
أما عن دور الأسرة في تكوين الشخصية فتتحقق بعدة عوامل منها، تبدأ من علاقة الوالدين بعضهما مع بعض بالإعتدال أمام أبنائهم، وكذلك معاملة الوالدين للطفل، والجو الأخلاقي والصفات الأخلاقية الطيبة، وأيضاً الجو العاطفي فالحب والمودة توفر السماحة والسعادة التي تؤثر على الشخص مستقبلاً، والعوامل الدراسية تُكمل دور الأسرة بتعلم النظام والانضباط للطفل، وتعوده على التعامل بالحق والواجب والاحترام المتبادل مع الأخر، إلى جانب أهمية توعية للأسرة من وسائل الإعلام ودور العبادة بطريق التربية السليمة للأبناء وبناء جيل المستقبل يعمل لمصلحته ومصلحة وطنه.
هذا بالإضافة إلى توليد التفكير الإبداعي في العقول، وفي ذلك نحتاج إلى إعطائهم الثقة في نفوسهم ودفعهم إلى التصرف بمفردهم في المواقف، وهذا يتطلب الاهتمام بالحوار والنقاش الموضوعي لطرح المزيد من الأفكار الجيدة وعرض وجهات النظر المختلفة، لإثراء وتعميق القدرات الذهنية والفنية والعلمية، حيث أن الأبناء الذين يعيشون في مناخ ديمقراطي هم أقرب الناس إلى الشعـور بالثقة بالنفس والاستقلال والاعتماد على النفس والقدرة على الإبداع، إلى جانب، أن تعـود ابنك ألا ينشغـل بالأمور الثانوية وأن يهتم بالرئيسية، وأن يجزئ فكرته ويبدأ بالأهم فالمهم، ولا ترفض أفكاره ولكن أخرجها عن سلبيتها، وعلى الوالدين حث الأبناء على القراءة بإحضار القصص المصورة الشيقة لهم لأنها تنمي الفكر والإبداع لديهم، وتشجيعهم على القراءة الجهرية، ومساعدتهم على أن القراءة بتمعن وتفكير، ومساعدتهم على أن يقتنوا الكتب المفيدة، وإنشاء مكتبة خاصة بهم فيها العديد من الكتب المتعلقة بتنمية الخيال لأن الهدف الرئيسي منها هو نقل الحقيقة العلمية بنظرة مستقبلية، لأن الخيال العلمي يبدأ من النقطة التي يقف عندها العلم، ويتخيل الطريق إلى المستقبل أو يعرض وجهات نظر مختلفة عن الأوضاع الحالية، ولا يوجد إبداع دون ماض حافل بالجدية والقراءة والإطلاع.
الخلاصة أن الأسرة هي تحدد تصرفات أفرادها وتُشكّل حياتهم، وسلوكهم وميلولهم، فيجب متابعة الأسرة لأبنائها في تدقيق النظر بالإختيار في كل شيء يفيد بناء عقولهم، حيث أن المجال متسع والتعلق بالقدوة ليس بسهل، فعلى الأسرة أن تتابع أبنائها حسب ميولهم وتساعدهم على إختيار الأجود حتى تنتقل صفات نماذج القدوة من النجوم والمشاهير إلى تنمية مستقبل الأبناء.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى