حكّام أجيال يشاهدون ويحللون 26 فيلماً قصيراً في مهرجان أجيال السينمائي 2022
كتب – شريف سعيد
يشاهد الحكّام الصغار المشاركون في الدورة العاشرة والخاصة من مهرجان أجيال اليسينمائي 26 فيلماً قصيراً من مختلف أرجاء العالم، وذلك في الفترة من 1 إلى 8 اكتوبر 2022.
وتواصل هذه الأفلام رسم مسارات جديدة تتعلق بالقضايا والقواسم المشتركة للبشر من خلال تسليط الضوء على مجموعة كبيرة من المواضيع، ابتداءً من التغير المناخي وصولاً إلى الهجرة، لتعكس التنوع الثري للأساليب والأنماط والمواد المستخدمة. وسيقوم أكثر من 500 حكماً في أجيال بمشاهدة الأفلام ومناقشتها مع نظرائهم وتقديم نقدهم لتحديد الفائز منها بجوائز المهرجان.
في هذا السياق، قالت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومدير مهرجان أجيال السينمائي: “يواصل مهرجان أجيال بناء إرثٍ متين في إبراز الأصوات الواعدة المهمة وتوفير منصة لها للتعبير لغرس قيم الأمل في نفوس قادة المستقبل من الشباب. فالفيلم يملك قوة في إطلاق شرارة التأثير الاجتماعي من خلال توسيع إدراكنا للعالم وتعلم دروسٍ قيّمة في الحياة. لقد أعددنا برنامجنا من الأفلام القصيرة بعناية تامة ليعكس تنوع تجاربنا، وسيوفر لحكام أجيال فرصة قيّمة لفهم أعمق والحصول على أفكار جديدة ومفاهيم من خلال القصص الفريدة”.
وتُقدم الأفلام القصيرة في ثلاثة أقسام وفق ثلاث فئات لحكام أجيال هي: محاق (8 – 12 عاماً)، هلال (13 – 17 عاماً)، بدر (18 – 25 عاماً).
بعض الأفلام القصيرة التي تعرض في فئة محاق هي:
الفيلم المؤهل لجائزة أوسكار للأفلام القصيرة في جوائز الأوسكار الـ 95 “حمار بري” (الولايات المتّحدة الأمريكيّة / 2021) للمخرج جيفرسون شتاين، يدور حول إلسا الفتاة الصغيرة المهاجرة من أصل إسبانيّ، حيث افترقت الفتاة عن والدها أثناء ترحالهم نحو الولايات المتّحدة الأمريكيّة، مرورًا بأراضي قبيلة توهونو أودهام.
“كناري” (كندا / 2022) للمخرج بيار هيوز دالير وبينوت ثيرولت. يتتبع الفيلم الفتى سوني الذي لا يحب التعدين، ويدرب طيره الأليف الكناري على أن يمثل الموت حتى يحظى بيوم إجارزة. هذه الخدعة تقود إلى كارثة غير مقصودة في فيلمه القصير حول الصدق والنزاهة والصداقة.
“تجّار الجليد” (البرتغال، إنجلترا، فرنسا / 2022) للمخرج جواو جونزاليس، يدور حول أبّ وابنه يقفزان مظليًّا على نحو يوميّ، من منزلهم القائم في أعلى جرف مرتفع في الجبال الباردة. وفي يوم من الأيام تبدأ درجة الحرارة في الارتفاع فوق درجة التّجمد، ممّا يؤدّي إلى عواقب وخيمة على الأسرة. إنه فيلم رسوم متحرّكة يسلط الضوء على قضية تغيّر المناخ وآثاره.
“الجدّة الأكثر مللًا في العالم” (ألمانيا / 2022) من إخراج داماريس زيلكي، يروي قصة جريتا طفلة صغيرة تكاد تجزم أنّ لديها الجدّة الأكثر مللًا في العالم. تقوم جريتا في أحد الأيام، بتنظيم جنازة خياليّة، وتدعو إليها جميع ألعابها.
“ناصر والتذكرة” (قطر/2022) من إخراج توني الغزال، تدور أحداثه في عام 1973 حول الشاب ناصر الذي يجد نفسه عالقاً في صفه الدراسي ويتلهف لرؤية مثله الأعلى لاعب الكرة الأسطوري بيليه يلعب مباراة في الدوحة. الفيلم قصة قصيرة آسرة عن اللعبة الجميلة وقدرتها على توحيد الثقافات.
قسم هلال يتضمن مجموعة من الأفلام القصيرة منها:
“نزوح” (كوسوفو / 2021) من إخراج سمير قرهودة، تدور أحداثه في كوسوفو في فترة ما بعد الحرب. ينتقل لاعبان محليان من مكانٍ مجهول إلى آخر، يحركهما أمل الحفاظ على رياضتهما المفضّلة من النّسيان حاملين معهما طاولات لعبة تنس الطاولة وهي كلّ ما تبقّى من النادي.
“منزل انتقاليّ” (النمسا، رومانيا / 2022) من إخراج بريجيتا كانيارو يستخدم لمسة فكاهيّة خفيفة،لتصوير كفاح الجيل الأول من المهاجرين أثناء مواجهتهم حواجز اللّغة، والبيروقراطيّة، والحنين إلى الوطن، في رحلتهم سعيًا لإيجاد حياة جديدة.
“على السطح” (أيسلندا، الولايات المتحدة الأميركية، مالي / 2021) للمخرج فان سيسوكو. فيلم رسوم متحركة قصير وتأملي عن شابة سمراء تتوجه للسباحة في بحر أيسلندا. هناك، تعتمد على خبرتها في تنشئة ولد في بلد تشعر تفتقد فيه لوطنها.
“باراديسو، 331، 108” (فلسطين، ألمانيا / 2022) من إخراج كمال الجعفري الذي يستخدم لقطات أرشيفيّة تتداخل مع أصوات مؤلمة ليلخّص بطريقة مثاليّة حماقة الحرب في هذا الفيلم الوثائقيّ القصير الآسر.
“اللّحن الأبديّ” (نيبال / 2022) من إخراج نيرانجان راج بهتوال، يتتبع امرأة عجوز استقرّت في أعالي الجبال مع ابنها بعدما فارق زوجها الحياة، لكن يعود الزّوج لزيارة زوجته وابنه على هيئة حلم، مما يجعل الزّوجة والابن يبذلان جهديهما لجعل انتقال الزّوج إلى الحياة الأخرى سهلًا ومريحًا.
أما بعض الأفلام القصيرة التي تعرض في قسم بدر فهي:
“بمرور الوقت” (الولايات المتّحدة الأمريكيّة / 2022) من إخراج جميل مكجينيس، سلسلة شاعريّة من اللّقطات القصيرة تأخذنا إلى نشأة المخرج وجذور شجرة عائلته، وارتحالهم من الشّرق إلى الغرب وتجسيد تجربتهم بصفتهم مغتربين.
“خمس نجوم” (أسبانيا / 2021) للمخرج روبرتو خمينيز بوزادا. دراما ساخرة عن تفاوت الثروة وتجسيد حالة الناس في ظروف الفقر بهدف الترفيه عن الفئات المهمشة.
“مْقَوْدَّة” (الجزائر / 2021) من إخراج الفنانة البصرية سعاد الدويبي يأخذ المشاهدين إلى شوارع الجزائر لإجراء “فحص” لسكانها. نكتشف من خلال تجربة صوتيّة يغوص فيها المشاهد، أنّ “مْقَوْدَّة” هي تجسيد لروح مدينة تتألّم.
“صراع النجاة” (قطر، سوريا، ألمانيا، الإمارات العربية المتحدة / ٢٠٢٢) من إخراج أنطوان عنتابي. فيلم رسوم متحرّكة، صُنع على نحو بديع باستخدام الصلصال، يُظهر مدى شجاعة النازحين وقدرتهم على التأقلم مع أصعب الظروف من خلال مدين الذي يجبر على ترك منزله الذي دمّرته القذائف.
“القديم نفسه” (الولايات المتحدة الاميركية / 2022) للمخرج لويد لي ويتتبع مهاجراً صينياً يعيش أيامه معتمداً على الإكراميات التي يتلقاها في عمله كعامل توصيل. في إحدى الليالي، تُسرق دراجته التي تمثل جوهر طفولته.
تعدّ الدورة العاشرة والخاصة من مهرجان أجيال السينمائي بمثابة تحية وتقدير إلى الوطن في عام تاريخي هو بمثابة محطة استثنائية لقطر والعالم العربي، ونموذج ساطع على قدرة الطموح والتفاني والالتزام بالنجاح في تحويل الحلم إلى واقع.