بداية جديدة / الإعتذار قوة ام ضعف
بقلم / فاطمة مصطفى
أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية
نتعرض على مدار حياتنا لمواقف تجعل منك شخص غريب عن نفسك … و تكون نتيجة هذه المواقف بالطبع سلبية و غير مرضية لك او للاشخاص المحيطين بك ، و من الممكن ان تقع فى اخطاء تجعل منك شخص سيئ و غير متزن و تصرفاتك و افعالك غير صحيحة و ليس فى محلها و يتطلب منك كل هذا وقفة مع النفس و عدم خلط الامور ببعضها البعض و تصحيح المسار و ايضا الاعتذار مع توضيح الموقف و اعادة هيكلة كل ما حدث من اضرار …. و يأتى هنا السؤال المهم و محور هذا المقال هل الاعتذار قوة ام ضعف ؟؟ هل الاعتذار يقلل منك ام يغير من نظر الافراد لك و يعطيك قيمة اكبر ؟؟ بكل بساطة و وضوح تعال معى عزيزى القارئ نتعرف على راى علماء النفس و الاجتماع فى الرد على هذا الاسئلة ..
الاعتذار ليس قوة او ضعف …الاعتذار تربية و اخلاق و تنشئة اجتماعية سليمة و اساس مبنى على تقبل الغلط و الاعتراف به و العمل على تصحيحه …. مراجهة النفس بطريقة سليمة و صحيحة و العمل على تصحيح مسارها و لقد كتبت فيما مضى مقال ( وقفة مع النفس ) يتكلم على محاسبة النفس بالتفصيل ، الاعتذار يجبر اى انسان سوى و طبيعي ان يحترمك و تكبر فى نظره بل و يعطيك مكانة فى قلوب الاخرين ويحدث بينكم تواصل اجتماعى ايجابى .
الاعتذار عند الخطأ معناه انى شخص قادر على مراجعة نفسى مرة اخرى و محاسبتها و انى شخص واعى و ناضج و قادر على التحكم و الحكم السليم على الامور ، الانسان العاقل ليس الذى لم يخطا ابدا و لكنه الذى يتعلم من اخطائة ويحسن من نفسه دائما بل و يتفوق على غضبه و انفعاله و مدى سيطرته على الامور وقت الغضب كل هذه الامور وصفها علماء النفس و الاجتماع بانها خاضعة للتنشئة الاجتماعية لدى الفرد و مدى التربية السليمة الذى تلاقها الفرد داخل الاسرة .
و ايضا كل الاديان السماوية تدعوا الى حسن الخلق و التسامح و جبر الخواطر و مساعدة الضعيف و اكرام الضيف و اماطة الاذى و الاعتذار عند الخطأ ….هل بعد كل هذا نستطيع ان نحكم على الاعتذار على انه ضعف افتكر من خلال هذه النقاط محتاجين ان نراجع انفسنا مرة اخرى .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” و انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ” حديث صحيح و متفق عليه بين كل الائمة …هل مازالت عزيزيى القارئ تسال نفسك هل الاعتذار قوة ام ضعف ؟
يقول الله سبحانه و تعالى “و انك لعلى خلق عظيم ” و كان هذا وصف شامل لسيدنا محمد لكل الصفات الحميدة التى يحثنا عليها الله سبحانه و تعالى ليس فقط فى القران و لكن كما ذكرت فيما سبق فى كل الاديان السماوية و ايضا كتبت فيما مضى مقال سابق بعنوان ( الاخلاق ) … نصل هنا الى نقطة هامة جدا ان علماء النفس و الاجتماع و ايضا رجال الدين اتفقوا على ان الاخلاق و يندرج منها صفة الاعتذار من الصفات التى امرنا بها الله سبحانه و تعالى و نادت بها كل الاديان هل بعد كلام الله يوجد كلام مخالف و العياذ بالله ؟ هل تسأل نفسك عزيزيى القارئ الى الان الاعتذار قوة ام ضعف ؟
كل ما علينا ان نرجع الى كلام الله سبحانه و تعالى و ننفذ اوامره و نتبع سنة نبيه و نراجع انفسنا مرة اخرى و نتعامل بمبدأ الرحمة و المودة و ليس العند و الكراهية و محاربة النفس الاضعف منك لكى تنعم بسلام داخلى و حياة مليئة بالاستقرار و تقارب اجتماعى سليم داخل المجتمع …. و من هنا اذا تعاملنا مع اخطائنا على انها دروس مستفادة تجعل من كل فرد انسان ايجابى و صورة افضل مما كان عليه سوف نصل الى بداية جديدة و لكنها مختلفة …مختلفة للافضل دائما .
بداية جديدة …