900
900
مقالات

*السينما المغربية بعد الإستقلال (الجزء 6)*

بقلم /سعاد العطار

900
900

كما تمت الإشارة إلى ذلك في الجزء السابق، فقد اعتمد المخرجين السينمائيين على انتاج الفيلم القصير، كمدخل كمدخل لسينما العشرية الأخيرة من القرن الماضي، وساهم ذلك بشكل كبير في تألق السينما على أيدي هؤلاء، واعتبر هذا النوع من الأفلام قاطرة لتطوير مهارات المخرجين الشباب، رغم الصعوبات التي اعترضت سبيلهم خلال هذه التجربة المتميزة، ولم يعد المشاهد المغربي يعيش إحساسا كأنه أمام سينما غربية مدبلجة إلى العربية.
وهكذا رأينا أفلاما من قبيل “ياقوت” لجمال بلمجدوب(2000)، “ضفائر” للجيلالي فرحاتي(2000)، “محاكمة امرأة” لحسن بنجلون(2000)، “عطش” لسعد الشرايبي(2000)، “علي، ربيعة وآخرون” لأحمد بولان (2000)، “عود الريح” لداوود اولاد السيد(2001)، “طيف نزار” لكمال كمال(2001)، “رحمة” لعمر الشرايبي(2002)، “ألف شهر” لفوزي بنسعيدي(2003)،” خيط الروح” لحكيم بلعباس (2003)،” العيون الجافة” لنرجس النجار (2003)، “الراقد” لياسمين قصاري (2004)،” درب مولاي الشريف” لحسن بنجلون (2004)،” فوق الدار البيضاء، الملائكة لا تحلق” لمحمد العسلي (2004)،” ذاكرة معتقلة” للجيلالي فرحاتي (2004)، “خوانيتا بنت طنجة” لفريدة بليزيد (2005)، “ماروك” لليلى المراكشي (2007)، “القلوب المحترقة” لأحمد المعنوني (2007)، “كازا نيكرا” لنورالدين لخماري (2008)، “حجاب الحب”لعزيز السالمي (2008)،” أماكننا الممنوعة” لليلى الكيلاني (2008).
كما عرفت هذه المرحلة دخول مخرجين شباب تختلف مقارباتهم وومرجعياتهم الثقافية وأسئلتها، فقد دخل علي الخط” مخرجون” من نوع آخر، يراهنون على الشباك بالدرجة الأولى، وذلك بالرهان على المزاج الجماهيري العام الذي يطالب بقدر كبير من الإمتاع والترفيه الفارغينمن كل إلتزام ثقافي أو فني، بعيدا عن النبرة البكائية الحادة التي كانت تقدمها السينما الهندية، الممزوجة بالحب و الومانسية، وبعيدا عن الأفلام المصرية الماجنة، وعن أفلام المغامرات التي تقدمها السينما الأمريكية، بل إن بعض المخرجين الذين قدموا أفلاما تجريبية وفيها اشتغال سينمائي واضح، فدخلوا على الخط وقدموا لنا تغازل المزاج الجماهيري، رغم أن الضحك ليس مقياسا دائما يمكن الإعتماد عليه، ولا يشكل تفسيرا مقنعا يغطي كل الحالات التي عرفتها هذه المرحلة، وهذا فعلا يحتاج إلى دراسة سوسيولوجية لتفسير نجاح هذا النوع من الأفلام، التي تسعى إلى التنميط و تحويل الكل إلى مستهلكين.

إنّ الجيل الجديد أسّس سينما بنيّ نسقها الفني على تحسين الهاجس السينمائي فنيا ومعرفيا، وذلك دون الإخلال بمحاولة ردم الهوة بينهم وبين الجمهور، وهذا هو المشروع الذي تعامل معه هؤلاء بدخولهم الواعي في مرحلة التجريب والبحث عن الدات وعن الأسلوب الفني الذي بإمكانه أن تتحقق “تمثيلية” الصورة لذى المشاهدين، وذلك أن المرتكز الذي بنى عليه هؤلاء مشروعهم هو الإنفتاح على الدراسة والتكوين هو وحده ضامن إستمرارية العطاء و تجديد الطاقات، وهو الذي يضمن أيضا الإنفتاح بوعي على التجارب الدولية الأخرى المتميزة، وخاصة تجربة السينما الثالثة التي راهنت على تصحيح الخلل الإبداعي، وظهرت حاجة هذه السينما للرأسمال الثقافي والمعرفي، الرمزي،لبناء إبداعها الذي لا يمكن توفيره إلا بالاطلاع الواسع، وبالمتابعة الجيدة ليس للإنتاج السينمائي وحده، بل للإنتاجات الإبداعية والثقافية والفكرية في تنوعها، ولوقائع الحياة العامة لأولئك الذين يشكلون مادة حيوية لمتخيل، ولأحداث، ولوقائع العمل السينمائي.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى