خواطر حول سورة “البقرة”
بقلم / د. خالد وحيد
باحث إسلامي
سورة البقره
الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
أ)خص الله تعالي القرءان الكريم بالذكر عدة مرات:
1) ذلك الكتاب .
2) يؤمنون بالغيب
ومن أركان الإيمان : الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره إذا الايمان بالكتب من الإيمان بالغيب ، لأننا لم نري اللوح المحفوظ الذي أنزل منه القرآن.
3)يؤمنون بما أنزل إليك
وما الذي انزل إلي النبي (صلى الله عليه وسلم) إلا الكتاب والسنة ؟!
-إذا ذكر القرءان بالتصريح (ذلك الكتاب) ، ومرتين بالمعني الضمني في سياق الآيات.
ب)قد يكون العطف في الآية 3 يفيد الترتيب ، ذلك لأن الترتيب فيها يوافق الأولويات في العقيدة ، وذلك كالآتي :
1)يؤمنون بالغيب:
فالإسلام أساس قبول العبد وأعماله.
2) ويقيمون الصلاة :
الصلاة عماد الدين ، وهي رقم (2) في الترتيب بعد الشهادتين في حديث (بني الإسلام علي خمس).
3)ومما رزقناهم ينفقون:
أيضا (إيتاء الزكاة) لفظا وردت رقم 3 أي تالية لركن إقام الصلاة في حديث (بني الإسلام علي خمس….)
وفي آيات مشابهه في إفتتاحيه سورة لقمان ، يتجلى ذلك واضحاً (الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة).
ترتيب صحيحاً
-ورد في سورة البقرة (يؤمنون بالغيب) بينما ورد في سورة لقمان بدلاً منها (هدي ورحمة للمحسنين).
فبالعودة إلي حديث (ما الإسلام ؟ وما الإيمان؟) في لقاء تجسد فيه جبريل (عليه السلام) في صورة رجل مع النبي (صلى الله عليه وسلم): نجد أن معني الإحسان:
أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
إذا يتضح أن الإحسان درجة متقدمة من الإيمان بالغيب.
النتيجة : أن هذه الآيات تضمن معني (يؤمنون بالغيب)
وفى السورة الإيمان بالأخرة
اليوم الآخر: هو يوم الجزاء، وهو يوم الحساب، وهو الحياة الثانية بعد الموت وإقامة العدل الرباني بين الخلائق.
وينبغي أن تعلم:أن الإيمان باليوم الآخر لا يختلف عن الإيمان بالله تعالى ومنكره كافر، وهو ركن من أركان الإيمان للحديث: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره)
وقد سمى الله تعالى اليوم الآخر بأسماء تدل على ما يجري فيه من حقائق وأهوال منها:
يوم الدين: لأن فيه إدانة الخلق ومجازاتهم على أعمالهم: مالك يوم الدين [الفاتحة:3].
يوم الخروج: لأن فيه خروج الناس من قبورهم إلى الحياة الأخر قال تعال:(“ذلك يوم الخروج [ق:42].
يوم الحسرة لأن فيه حسرة الكافرين والعصاة على ما فرطوا في جنب الله، قال تعالى:” وأنذرهم يوم الحسرة ” [مريم:39].
الدار الآخرة: هي دار غير هذه الدار تأتي بعد الموت.
القارعة: لأنها تقرع القلوب بأهوالها: القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة [القارعة:1-2].