تشابهات بين الفراعنة وبين حياة المصريين الحالية خلال ندوة” مصر القديمة فاعلة فينا”
متابعة/ إسماعيل محسن
حضرت الباحثة والاستاذة انتصار غريب الإذاعية والباحثة في الحضارة المصرية
تناولت الندوة ملامح القدماء التي مازالت تعيش بين المصريين إلى الآن من مظاهر حياة يومية مثل تناولهم لنفس الاطعمة التي كان المصريون القدماء يتناولونها مثل العدس والفول والجبنة القديمة في الربيع والصيف في السنة المصرية القديمة .
وأنا أقول انه موروث مصري قديم حتى وإن لم يوجد نص يقول بوجود هذا المسمى في مصر القديمة ولكنه لا ينتمي لا حضارة أخرى والموروث في العادات والتقاليد لا يكتب في كثير من الأحيان بل تتوارثه الأجيال. وهناك شواهد له حيث سجل المؤرخ بلوتارك أن المصريين كانوا يقدمون قرابين من السمك المملح والخس والبصل الأخضر ل نثرو (الأرباب). وهناك منظر يصور الملك رعمسسو الثاني يقدم البصل الأخضر كقربان لل نثر إمن(آمون ).. ونجد كلمة شم من الكلمة القبطية نشموت بمعنى يظهر أو يقبل والنسيم من الكلمة القبطية نسموت بمعنى الربيع.
كذلك مازالت اللغة القبطية تحيا في مصر وقد ظل المصريون يتحدثون بها حتى دخول العرب ثم تم التعريب على مراحل استمرت قرون. والقبطي هو أخر خطوط اللغة المصرية القديمة باستعمال الحروف اليونانية مع سبعة حروف من الخط الديموطي وقد ظهر في نصوص الثائر المصري حور ون نفر الذي استقل بالجنوب أثناء حكم بطلمي الرابع بعد ثورة عارمة في أنحاء البلاد.
ومازال المصريون للآن يستعملون السنة القبطية وهي السنة المصرية القديمة وتسمى بالسنة الزراعية لاعتماد الفلاح على تحديد موسم الزراعة والحصاد على أساسها. ومازالت أسماء شهورها كما هي وكلها منحدرة من الأسماء المصرية القديمة مثل توت من اسم الإله جحوتي أو توت وهاتور منحدر من اسم الالهة حوت حور أو حوت حر ..ومسرى من مس رع = وليد الشمس أو ابن الشمس وهناك قرية في محافظة أسيوط اسمها للآن مسرع.
كذلك احتفظ المصريون للآن بأسماء المدن والمحافظات والقرى المصرية المنحدرة من اللغة المصرية القديمة .. مثل دمنهور من دمن حور أو مدينة الإله حور . وأسوان أو سونو قديما واسيوط وكانت سوتي .
بالإضافة إلى أن كثير من أسماء الأفراد من أصل مصري قديم مثل باخوم من باخوي بمعنى الممدوح وسوسن من سشن بمعنى اللوتس واسم ونيس وهو ملك من ملوك الأسرة الخامسة. وبيومي من بايم وتعني البحر وهو أصل اسم الفيوم .
بالإضافة إلى أسماء مينا ورمسيس وميريت وايزيس..
هذا بالإضافة إلى استمرارية عادات رمي خلاص المولود في النيل والاحتفال بسبوع المولود. واستعمال كرسي الولادة الذي كان مستعملا في مصر القديمة ومصر في العصور الوسطى وإقامة الإسلامية. وفي الريف للآن. كذلك ذكرى خميس المتوفى والأربعين.
ومازالت العديد من الألعاب الرياضية وألعاب التسلية تمارس للآن مثل مين اللي ضربك يا وزة والحوكشة ولعبة رياضية مهمة هي لعبة الفنون القتالية وصورت حركاتها بالتفصيل في مقابر بني حسن من الدولة الوسطى لدرجة اندهش لها أبطال العالم في اللعبة حيث وجدوا حركات غير مضافة للآن للعبة الفنون القتالية التي يدخل فيها لعبات الملاكمة والمصارعة والركلات والكونغوفو والجودو وغيرها كلها مجتمعة ولها اتحاد دولي من الخمسينات.. عرفها الأجداد المصريون منذ آلاف السنين.
وهكذا كان المصري حريصا على الاحتفاظ بتهويته حتى لا يذوب في اي ثقافة دخيلة فظل في ظل الاحتلال اليوناني محتفظا بلغته وديانته ولم يتحدث اليونانية ويشهد على هذا مرسوم كهنة منف المسمى بحجر رشيد من عهد بطلمي الخامس ومكتوب باللغة المصرية القديمة بخطيها الهيروغليفي والديوطي. ثم ترجمة باليونانية كي يفهم البطالمة ماجاء في مرسوم كهنة منف وفيه مطالبات بالافراج عن المصريين الذي تم القبض عليهم بعد الثورة على البطالمة.
كذلك في العصر الروماني ظل المصريون كما كانوا في العصر البطلمي يتحدثون لغتهم ويشيدون معابدهم الشامخة التي لا تقل روعة عن معابد الأقصر والكرنك القديمة فقد شيد المصريون معابد ادفو وكوم امبو دندرة تحت الحكم البطلمي والروماني وكانوا يحنطون الموتى في حين كان اليونان والرومان يحرقون الجثث ويضعون الرماد في أواني فخار.
وفي القرن الأول الميلادي بدأ المصريون يرسمون ما عرف ببورتريه الفيوم بوضع صور مرسومة لملامح المتوفى على مومياءه المحنطة والملفوفة بلفائف الكتان وفقا للعقيدة المصرية القديمة وظل المصريون يحنطون المومياوات حتى دخول المسيحية. وظلوا يتحدثون القبطية أخر مراحل اللغة المصرية القديمة حتى بعد دخول الإسلام فتم تعريب الدواوين وفرض الحاكم بأمر الله أن يتحدث المصريون العربية والا قطع لسان من يتحدث بالقبطية.
ولكن ظلت اللغة القبطية في صلاوات الكنيسة المصرية حتى أن يوحنا شفتيشي هو من علم شامبليون القبطية التي سهلت له فك رموز الخط الهيروغليفي على مرسوم كهنة منف المعروف بحجر رشيد ..
وياليتنا نعيد زراعة شجر الجميز بكثرة كما كان من قبل وكانت شجرة مقدسة لدى المصريين القدماء. ونزيد من زراعة اللوتس ويصدر للخارج.. ونعيد للقمح المصري أهميته..
حيث تصور المصري القديم الجنة = إيارو
على هيئة حقول القمح والقصب المصرية..
ومازالت ملابس المصريين خاصة الجلباب الريفي في الدلتا والصعيد بنفس التصميم الذي كان لدى القدماء المصريين. وقد اكتشفت ملابس في المقابر المصرية ومنها مقبرة توت عنخ إمن .
ومازالت المفردات المصرية تحمل كلمات من اللغة المصرية القديمة مثل (حاتي) وهو محل طعام لأنواع من اللحوم مثل الكوارع وأصل الكلمة من حات حري وتعني الجزء الأسفل من ساق الماشية أي الكوارع.. وكلمة نونو من نو بمعنى طفل .. وكلمة كحكح ومكحكح وتعني كبير أو عجوز من كحكح. ونقول فلان ميح وتعني فارغ وهي نفس الكلمة القديمة بدون تغير.
وكلمة انتش وتعني شرير.اصبحت انتش واجري. وكلمة غتت من غت وتعني جسد . وكلمة ادي الطفل اطة اي يرضع من اتت بمعنى مرضعة والفعل دي أو ردي بمعنى يعطي.
والمفاجاة أن السح ادح امبو لها أصل مصري قديم من:
سح بمعنى مستشار ودح يعطي أمر وامبو من إنبو وتعني طفل .
وخرجت الاغنية الشعبية السح ادح امبو ادي الواد لأبوه…
كلمة ور تعني عظيم ونسمع باعة الفجل تقول ورور يا فجل . ونسمع المكارية(العربجية) يقولون للحمار شي حا . كلمة عا كانت تعني حمار في مصر القديمة حرفت إلى حا .. وشي من الفعل شم بمعنى يذهب أو يمشي.