900
900
مقالات

المثقف ” المتشرنق” ..ووزارة الثقافة

900
900

بقلم / إيهاب شام

انحياز المثقف لذاته يعتبر شئ من الأنانية ، هى الأنانية بذاتها لأن المثقف دوره الأصيل هو تنوير المجتمع وتطويره ، فهو المقصود أولا وأخيرا بعملية الوعى بأشكاله فى الفنون والأداب والسياسة وفى مناحى الحياة.. فهو الوحيد الذى يقتحم العقل ويصقله بالمعارف والمهارات الفنية والثقافية والاجتماعية والسياسية والإقتصادية وغيرها لكى يمتلك القدرة على مواجهة هذا العالم المتشظى والمعقد ، الذى يموج بالأحداث والتوترات التى تؤثر على طبيعة العلاقات بين الدول خاصة ، والبشر عامة .
ان ضرورة انخراط المثقف بين الناس يجعلهم أيضا بعيدين كل البعد عمن يثيرون الفوضى بهدف تقسيم الدول وفقدان الرغبة فى الحياة ، والخروج عن السياقات التى تحددها الأطر العامة للدولة ، بغية التفكك والإنحراف الأخلاقى والمجتمعون ، فلا يوجد مجمتع حقيقى متماسك ، وصلب مالم يكن مدركا لطبيعة مايدور حوله ، ومن هنا يجب ألا يكون المثقف الحقيقى منكفأ داخل شرنقته ، وبمعزل عن الناس بل يجب أن يخرج منها ينغمس داخلهم ويقف جوارهم ، ويحاورهم فى جميع القضايا التي تتماس مع حياتهم بشكل مباشر ، لكى يكونوا حائط الصد الأول والأخير لدولتهم ضد اى عدوان خارجى ، أو فكر متطرف يزعزع إستقرار الأمة ، وهنا يكمن دور وزارة الثقافة الحقيقى للعب فى التوصيل المباشر بين المثقف والمتلقي ، فهى بالفعل القناة الحقيقية لذلك ، لأنها الوحيدة التى تمتلك القدرة والعباءة الماليه والخطط والبرامج والأفكار لتنفيذ كل أشكال الفنون والأوعية التثقيفية ..
وأعتقد أن هذا يحدث على أرض الواقع فى مجالات السينما والمسرح والفنون التشكيلية والشعبية والندوات العلمية والثقافية وغيرها .

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى