خلال إستقبال وزيرة الهجرة وزير التشغيل والتكوين المهني التونسي : لا نعارض رغبات الشباب في الهجرة ونسعى لتوفير الفرص الآمنة
السفيرة سها جندي: علينا صياغة رؤية واعية لتوظيف الهجرة في قضايا التنمية.. وزير التشغيل والتكوين المهني التونسي: شبابنا قادرون على الاندماج في مختلف المجتمعات والثقافات وعلينا التفاوض لضمان أفضل فرص لهم
كتبت / مريم حسن صلاح الدين
استقبلت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، السيد نصر الدين نصيبي، وزير التشغيل والتكوين المهني التونسي، لبحث سبل التعاون في مجالات تنسيق سياسات الهجرة في منطقة شمال أفريقيا وعلاقة الهجرة بالتنمية وربط المهاجرين بوطنهم، بجانب سبل التوزان بين احتياجات الأسواق المحلية والعالمية من الخبرات المتاحة في بلداننا العربية، على اختلافها، وكذلك سبل تبادل الخبرات في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية وتوفير البدائل الآمنة للشباب، وذلك بحضور السفير محمد بن يوسف، سفير تونس في مصر.
ومن ناحيتها، استهلت السفيرة سها جندي اللقاء بالترحيب بالسيد الوزير في وطنه الثاني ، مشيدة بالعلاقات الثنائية المتميزة و بقوة العلاقات التاريخية بين مصر وتونس وما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من روابط أخوة ومودة ومصير مشترك.
واستعرضت وزيرة الهجرة تجربة مصر في مكافحة الهجرة غير الشرعية، والتي حظيت بإشادات دولية من تأمين كافة السواحل البحرية لمنع خروج أي مراكب هجرة غير شرعية عبرها ، كما تناولت عددًا من المبادرات التي أطلقتها الوزارة لتوفير البدائل الآمنة، ومن بينها المبادرة الرئاسية “مراكب النجاة”، والتي انطلقت في عدة محافظات مصدرة للهجرة غير الشرعية لمواجهة تلك الظاهرة من المنبع.
وتناولت السفيرة سها جندي جهود التعاون بين وزارات ومؤسسات الدولة، وكذلك منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية لتدريب وتأهيل الشباب، مؤكدة نجاح استراتيجية الاتصال المستدام مع المصريين بالخارج الذين لا يتأخرون لحظة عن تلبية نداء الوطن بالمشاركة في المشروعات القومية أو تقديم خبراتهم في العديد من المجالات، بجانب دعم الاقتصاد الوطني وضخ المزيد من الاستثمارات، مشيرة الي إطلاق 6 نسخ من مؤتمرات مصر تستطيع، والتي استقبلت مئات العلماء والخبراء في شتى المجالات.
واستعرضت وزيرة الهجرة ما تقدمه الوزارة من محفزات للمصريين بالخارج، بجانب آليات التواصل المستمر مع المصريين بالخارج، سواء بالزيارات الخارجية أو عبر تطبيقات التواصل الافتراضي، للتعرف على مشاكلهم والعمل على حلها، ومعرفة اقتراحاتهم وسبل تنفيذ القابل للتنفيذ منها.
وتابعت وزيرة الهجرة أننا لا نعارض رغبات الشباب في العمل بالخارج أو الهجرة، -باعتبارها حقا من حقوق الإنسان- ولكن نسعى لتوفير الفرص الآمنة وتأهيل وتدريب الشباب ثقافيا وفنيًا، مشيرة إلى تجربة المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج، وتوفير التوعية للشباب، مؤكدة أننا عازمون على استكمال تلك التجربة مع عدد من الدول، لضمان هجرة آمنة بأجر عادل.
وأكدت السفيرة سها جندي أن علينا صياغة رؤية واعية للاستفادة من الخبراء والكوادر في بلداننا، بما يضمن مشاركتهم بدور فعّال في تحقيق التنمية، بجانب تدريب وتأهيل أجيال جديدة لإحداث التوازن بين حاجة المجتمعات لأبنائها وإيجاد كوادر متميزة، و إتاحة فرص الهجرة الآمنة للراغبين، دون أن يجازف الشباب بأنفسهم في ظلمات البحر ويواجهوا مخاطر قد تودي بحياتهم.
وشددت وزيرة الهجرة على أهمية التنسيق فيما يتعلق بإحصاءات الهجرة من خلال المرصد الأفريقي للهجرة، التابع للاتحاد الأفريقي، أخذا في الاعتبار أهمية وضع استراتيجية مستدامة لإحصاء الهجرات بشكل علمي في منطقة شمال أفريقيا، وحوكمة هجرة الأيدي العاملة، وهو ما أثنى عليه الجانب التونسي.
من جانبه أوضح السيد نصر الدين نصيبي وزير التشغيل والتكوين المهني التونسي، سعادته بوجوده في مصر مؤكدًا حرصه علي لقاء وزيرة الهجرة خلال زيارته الأولي، لبحث لتعزيز التعاون الثنائي وفتح الآفاق للشباب لاكتساب المزيد من الخبرات والهجرة بطريقة نظامية، موضحًا أن شبابنا العربي يحتاج لتعاون المؤسسات لتوفير بدائل للهجرة غير الشرعية، والتنسيق التونسي المصري على كافة الأصعدة، وبشكل خاص قضايا الهجرة وتوفير بدائل آمنة لشبابنا.
وتابع “نصيبي” أن مصر وتونس يبذلان جهودًا كبيرة في توعية الشباب وتزويدهم بالخبرات التقنية والثقافية، ما يجعل شبابهم قادرين على الاندماج في مختلف المجتمعات والثقافات، مؤكدًا على أهمية التنسيق والتعاون المشترك لدعم خطط التنمية وتأهيل أجيال جديدة من الشباب لإحداث توزان في الدول المصدرة للهجرة، مضيفًا: “مع كل أزمة تولد الفرص.. وعلينا صنع مستقبلنا لا انتظار من يصنعه لنا”
واستعرض وزير التشغيل والتكوين المهني التونسي تجربة “دار تونس” بالخارج، وهي دار تجمع للجالية التونسية في أكبر الدول الحاضنة التجمعات بالخارج والتي تنشأها الحكومة وتعتمد علي ايجار أماكن لسكن الطلبة واقامة الفعاليات المختلفة، وكذلك تجربة تونس في اطلاق “مدارس الفرصة الثانية”، وما يتم من تدريب وتأهيل للشباب والأطفال المتسربين من التعليم، وكذلك ربط التونسيين بالخارج بوطنهم، كما تناول أهمية الاستفادة من الإحصاءات المتعلقة بالهجرة، مؤكدًا أن التحدي في سوق العمل ليس تحدي البطالة ولكن تحدي توفر الكفاءة والتخصص، بجانب توفير تعليم يؤهل لاحتياجات سوق العمل.
ومن جانبه، أوضح السفير محمد بن يوسف، سفير تونس في مصر، أهمية التنسيق المشترك في مجالات الهجرة الآمنة والتأهيل والتدريب في كل مجالات التنمية، و إطلاق المشروعات التنموية بالتعاون مع المؤسسات الدولية، لتتحقق الاستفادة المتبادلة بتأهيل شبابنا العربي ودعم التنمية المستدامة
وفي ختام اللقاء، اتفق الجانبان على أهمية تبادل الخبرات في مجالات التعليم الفني والتكوين المهني، لسدّ احتياجات سوق العمل وتوفير فرص أكبر للهجرة الآمنة، في ظل ازدياد حاجة القارة الأوروبية للطاقات الشابة، بجانب تنسيق الجهود في قضايا الهجرة وفرص العمل للشباب بالخارج، وفقًا للأجر العادل والحقوق الراسخة ،بجانب التنسيق لعقد ورش عمل على مستوى الخبراء في قضايا الهجرة، لتحقيق الاستفادة المتبادلة بين الخبراء بالخارج من مصر وتونس وأوطانهم.
وفي ختام اللقاء أهدت السفيرة سها جندي درع الوزارة إلى السيد نصر الدين نصيبي وزير التشغيل والتكوين المهني التونسي، معربة عن شكرها لسعادته؛ لإهدائه إياها نسخة نادرة من المصحف الشريف من تصنيع مشروع المرأة المعيلة وسبحة من حجر الصندل ، كما وجه سيادته الدعوة للسفيرة سها جندي لزيارة تونس وهو ما رحبت به سيادتها واعدة بتلبية الدعوة في أقرب وقت.