تركيا.. وتغيير سياسة القوة الخشنه
بقلم / أمنية الخولي
في الفترة الأخيرة كل العالم لاحظ ان تركيا إردوغان تتبع في مجال السياسات الخارجية والتعامل مع العالم سياسة زيرووو بدون مشاكل.. وهي حل المشاكل بطرق هادئة والتخلى عن سياسة القوى الخشنة والتعالي في تصرفاتها كما كان في الاعوام الماضية.. حاول إردوغان تطبيقها لكنه فشل في تحقيق اهدافه السياسية ،لذلك نجد تركيا تحاول تحسين صورتها في عيون العالم فتتبع سياسة مد الجسور مع كل الدول في الشرق والغرب.. فهي تتعامل بروح الصداقة والتفاهم أقرب ماتكون لسياسة عدم الانحياز والحياد الإيجابي كما طبقتها قديما مصر والهند ويوغسلافيا وأندونسيا خلال فترة الاستقطاب الدولي بين الشرق والغرب قبل إنهيار الاتحاد السوفيتي .
السياسة الحالية لتركيا تظهر بوضوح في موقف تركيا الحالي من الحروب الروسية الاوكرانية ومحاولتها الظهور بشكل محايد في هذا الصراع ،على الرغم من حقيقة أنه نظرا لتقارب تركيا مع روسيا وأوكرانيا وعلاقتها الجيدة بالبلدين.
الا انها اكثر الدول تضررا بهذا الصراع.. فهي تحصل من روسيا على 35 في المئة من الغاز الطبيعي.. بالإضافة لحجم التبادل التجاري الكبير بينهما فتعتبر روسيا وبعدها أوكرانيا مصدر الحبوب الرئيسي لتركيا .
وبعد مرور سنة على الحرب الروسية الأوكرانية بذلت أنقرة جهودا كبيرة بين الطرفين من أجل وقف إطلاق النار وتفعيل فقط
بين الجانبين.. وتكللت جهودها بتوقيع وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية بين موسكو وكييف والأمم المتحدة للأسواق العالمية من خلال صداقتها بروسيا وأنها عضو بارز في الناتو .
تركيا المحايدة تظهر بشكل واضح ،فهناك قضايا خلافية لتركيا مع روسيا حول عدد من القضايا منها سوريا وليبيا.. كما أن تركيا لاتعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
وتأتي أزمة أوكرانيا في وقت لا تعد العلاقات التركية جيدة مع الغرب بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية (إس-400)وفرض اميريكا عقوبات على تركيا.. بالإضافة إلى ان تركيا لاتلتزم وترفض تطبيق العقوبات الغربية على روسيا ويعتبر هذا موقف خلاف واضح بين تركيا واميركيا والغرب .
وتستفيد تركيا جراء اتباعها هذه السياسة الخارجية في الحياد بأنها تحسن صورتها السياسية امام دول العالم كله.. كما استفادت من موقعها الاستراتيجي بين أسيا وأوروبا ،فهي أكدت انها ممر حيوي لعبور إمدادات الطاقة والغذاء لكل العالم وتستفيد أيضا من تعظيم وتحسين صورتها كدولة شريك أساسي يعتمد عليه في إدارة شئون العالم الخارجية ومحاولة تحقيق السلام من خلال أستخدام قوتها السياسية والاقتصادية لتعظيم السلام في كل أنحاء العالم .