900
900
مقالات

المصريون بين الأصالة والمعاصرة والسوشيال ميديا

900
900

بقلم /د. منجي علي بدر
الوزير المفوض والمفكر الاقتصادى
وعضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة

يسعي المواطن المصري بثوابته الثقافية والدينية والحضارية ، لتحقيق متطلبات العصر والمعاصرة والتعامل مع حركة الحياة والسوشيال ميديا.
وان هذه الثوابت تحمل عند المواطن معاني الأصالة والتاريخ وأفرزت وعمقت صفة الصبر والارتكان الي القناعة في جوانبها الإيجابية ، وأهمها الرضا و يتم التعبير عن ذلك قولا وعملا في حياته اليومية .
وعلي الجانب الآخر ، توجد بعض السلبيات في سلوكيات المواطن في مجال العمل لا تتفق مع قواعد العمل الحديث مثل الغياب وعدم التركيز وأحيانا الفهلوة.
ان توافر منصات السوشيال ميديا والفضاء المفتوح قد أثر بالسلب في بعض الأحيان علي المواطن الا أنه يعود سريعا الي ثوابته ، وبين التيه والعودة تحدث المشاكل والمتناقضات حول سلوكيات المصرى ومدي انتماءه وحبه لعمله وأسرته واستعداده للتعامل مع المتغيرات الحديثة بما يخدم المجتمع ، وتعدد الرؤي حول مدي تحيز المواطن للمستقبل أو للحاضر في فكره وعمله .
لاشك أن الغالبية العظمي من المصريين درجة انتماءهم لمصر عالية جدا ومدي احساسه بالامن في بلده يفوق بمراحل مواطني الدول الأخرى ، ولكن توافر مراكز بحثية ومجتمعية ربما يقود لحسن استخدام الأدوات الحديثة.
وعن علاقة المصري بجيش بلاده فهو التاج الذي يحمله المصري فوق رأسه ويفتخر به حتي ذابت الفروق وأصبح الجيش هو الشعب والشعب هو الجيش وهذه المعادلة المتوازنة لاتوجد الا في مصر بهذه الدرجة من الثبات والتناغم مما حفظ مصر علي امتداد الزمان.
وفي ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون وتوافر بنية تحتية جديدة وخاصة الطرق ، فقد اقتربت ثقافة الريف من المدينة مما أوجد حالة من الهجرة العكسية من المدينة الي الريف ، وبرز أهمية التدريب علي إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في المدرسة والجامعة والعمل وهو دور رئيسي للدولة والمجتمع المدني.
وعن المعاصرة فإن المصرى قد اتخذ قراره منذ عقود بالسفر لتحسين دخله ، وأيضا التركيز علي التعليم للأبناء في ظل انتشار الجامعات الإقليمية أما الطبقات الغنية فتتجه للتعليم في دول متقدمة أو الجامعات الخاصة
ويلاحظ أيضا أن سقف الأولويات بدأ يتحرك للأعلى حتي أصبحت السيارة والزواج في مسكن مستقل من المسلمات مما أوجد ضغوط مادية علي الأسر المصرية.
وتسعى حاليا أوربا العجوز لجذب الشباب المصرى المتميز وخاصة الأطباء والمهندسين ، حيث يحترم المصرى القواعد والقانون في مكان عمله الجديد وينافس الآخرين ، بينما يتحلل من ذلك نسبيا بعد عودته لمصر. ودائما فكرة عودة المصرى لبلده هي الأساس بعكس بعض الجنسيات الأخرى .
ويرى البعض أن ثوابت المصرى قد تجره للخلف وتبطيء من حركة التنمية الاقتصادية المستدامة ، بينما يرى آخرون أنها القاطرة التي تحمي مصر من التغيرات المفاجئة وبها تتماسك الدولة أمام الأعاصير بأنواعها.
وعلي الجانب الآخر ، فإن المصرى ذكي بطبعه ولماح لكن لا تتوافر لديه ثقافة العمل الجماعي بالشكل الكافي مما يضعف من مميزاته ، وتخشي بعض الدول من دخول المصرى في أي منافسة وخاصة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والهندسة والطب .
وتحتاج مصر لحشد كافة الموارد والاستمرار في سياساتها التنموية طويلة الأجل ، والتوازن مع السياسات قصيرة الأجل لتكون مصر باذن الله ضمن العشرة الكبار مع حلول عام ٢٠٣٠ وكذا أهمية تعظيم الإستفادة من المصرى في الداخل والخارج والبدء الفورى في تقليل مسالب السوشيال ميديا مع التدريب علي تعظيم منافعها، حتي نحافظ علي الأصالة ونتقبل المعاصرة بثقافتنا المتميزة .
ويظل ابن الشرق ملتحفا بأصالته ساعيا الي التعامل مع تحديات المعاصرة حتي يعود للقيادة قريبا.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى