جــرَّع مُرَّهُ إلَّاكـــا؟
بقلم الشاعرة / أروى الغراوي
ومن تَضَرَّع للنَّجاحِ مُكَرِّسا
أســماعهُ للمُلهمين
ومَن قد شيدَ للعلوم صُروحًا
أركانُها مُصلَّبةُ الأساس عَداكا؟
فيما تلَافتك المتاعِبُ كُل آنٍ
واحتَملتَ في سُبُل النَّجاح أذاكا!
أنتَ الّذي قد نَال حَظّا وافِرًا
وكفـاكَ من حُسن الجزاء ثناكا
أنت الذي قد صمد صلبا جامِدًا
حلَّقت بالأمجاد حُرا في سَماكا
قد كُنتَ ذُخرا للتفاؤل والرضا
وتَبسَّمَت في كلِّ واقعةٍ شِفاكا
وتَقبَّلَ الوِجدانُ كُل هزيمةٍ
فأحلتَها نَصْــراً بفِعل هُداكا
وتَلقَّنْتَ أنت من الذَّلات درسًا
أن إن زلَلْتَ فلا يكونُ هلاكـا
بل بادِرةً لِغـــدٍ يُطِلُّ بِشَمسِه
لأيامٍ تَحـــفلُ بالعُلا آنـذاكــا
أيقنتَ أن البشرَ كُلٌ يُخطئ
فلن ترَى على هذه الأرض ملاكا
طالِب المَجدِ العظيمِ قد أحْـ
سنتَ في دربِ السُّمُوِّ خُطــاكا
عُدَّ الشواقَّ التي مَرَرتَ بها
وكم من مرة ٍ زَلَّـــت قدماكا
بل كمـْ من تارَةٍ راودك يأسٌ!
فلم تقنَطـ، وما للهدفـِ أنساكا
وتهانــينا ما لاقَيتَ من فخر ٍ
وما من فرحةٍ جنَــت عيناكا
إن جفَّت الأنهارُ مصبُّ علمكَ جارٍ
يَسقي نبتَ الورى ويَزيدُ سُقياكا
إن رَنَّمَت البلابل فمجدُك صدَّاح
القُرى عَذبُ النشيد يُزَيِّنُ فــاكا
إن أتت السِّهامُ فأنـتَ لها وإن
أَظْلمَ الكَوْن فَلَن يُضيء بِلاكَا
ولقد طَلَبت النَّجاحَ، فلم يلبثِ
وأهبتَ الــمَجْــدَ، فأتى ولَبَّـاكـا!