عرض ثمانية أفلام حصلت على دعم الدوحة للأفلام خلال قمرة 2023
كتب – شريف سعيد
يحتفل ملتقى قمرة السينمائي، الحاضنة السينمائية السنوية للمواهب الناشئة في العالم من تنظيم مؤسسة الدوحة للأفلام، بأصوات سينمائية جديدة من خلال عرض ثمانية أفلام طويلة استثنائية حظيت بدعم من مبادرات المؤسسة. وتقدم هذه العروض من 10 إلى 15 مارس في مسرح متحف الفن الإسلامي.
في هذا السياق، قالت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: “يسرّنا عرض هذه الأفلام الرائعة التي تركت أثراً عميقاً على عشاق السينما في مختلف أرجاء العالم. تضم العروض طيفاً واسعاً من الأفلام، ابتداءً من فيلم “ميموريا” الفائز بجوائز لخبير قمرة السينمائي أبيتشاتبونغ ويراسيثاكول وصولاً إلى أعمالٍ تمثل تاريخ منطقتنا الغني وحاضرنا المعقد، لتوفر بذلك عروض قمرة السينمائية محتوى ثقافياً وفنياً ثرياً سواء للمشاركين أو لجمهور الأفلام المستقلة. تعدّ عروض قمرة جزءاً مهماً ورئيسياً من رسالة الملتقى السنوي لدعم صناع الأفلام الواعدين خلال رحلة إنتاج أفلامهم ابتداءً من كتابة النص لغاية عرض الفيلم على الشاشة”.
في 10 مارس في الساعة 7 مساءً، تنطلق عروض قمرة مع فيلم “السدّ” (فرنسا، السودان، لبنان، ألمانيا، صربيا، قطر) لصانع الأفلام اللبناني والفنان البصري علي شرّي. تدور أحداث الفيلم في سدّ مروي في شمال السودان، ويتتبع العامل الموسمي ماهر الذي يعمل في مصنع الطّوب التّقليديّ،. في كل مساء، يتوجه ماهر بسرية إلى الصحراء ليقوم ببناء هيكل من الطين. في يوم من الأيام، يختفي هذا الهيكل، وتبدأ تحولات غريبة في حياته.
فيلم “تحت الشجرة ” (تونس، سويسرا، فرنسا، قطر) من إخراج أريج سحيري، يروي قصة ملاك وفدا ومريم اللواتي يعملن لأيام طويلة في الحقول خلال الصيف لدفع تكاليف تعليمهن ومساعدة عائلاتهن. بين أشجار التين، تحت أنظار العمال من الشباب وكبار السنّ، يكشفن عن أنفسهن وهنّ على أعتاب حياة الكبار التي ستظل ممنوعة عليهم.
“وطيس الحرب” ( تنزانيا, جنوب أفريقيا, ألمانيا, قطر) للمخرج أميل شيفي، يدور حول عروس هندية-زنجبارية هاربة تقيم علاقة قوية مع شاب شيوعي في الأزقة المتعرجة في زنجبار المستعمرة البريطانية في الخمسينيات من القرن الماضي، مما أدى إلى تصعيد الحب والمقاومة. يعرض الفيلم في 11 مارس في الساعة 7 مساء. في نفس لليلة، يُعرض فيلم “حمّى البحر المتوسط” (فلسطين، فرنسا، ألمانيا، قطر) للمخرجة مها حاج في الساعة 9:30 مساءً. يدور الفيلم حول رجل فلسطيني يبلغ من العمر 40 عامًا من حيفا، يحاول أن يكون كاتبًا. إنه متزوج ولديه أطفال لكنه غير سعيد بزواجه ومكتئب للغاية. يصادق جاره ويقنعه تدريجياً بمساعدته في الانتحار.
“بركة العروس” (لبنان، قطر) للمخرج وكاتب السيناريو باسم بريش الفائز بجائزة إيمي، يحكي قصة سلمى وابنتها ثرية التي عادت لحياة أمها، ومحاولة الأم وابنتها لصون حياتهما وإعادة بناءها معاً ورغماً عن بعضهما البعض. أمضت سلمى سنواتٍ طويلة وهي تحمي استقلاليتها وصنعت سلامها بالتخلي عن كافة الروابط التي قد تقيّد حياتها. ولكن الماضي يأبى أن يترك سلمى لحالها، ويُعيد لها ابنتها تُريّا لكنها هذه المرة مقهورةً، ومطلقةً وحبلى. يعرض الفيلم في 12 مارس في الساعة 7:30 مساءً ويليه جلسة نقاشية مع المخرج والممثلين.
فيلم “فيا ديي” (أثيوبيا، الولايات المتحدة الأميركية، قطر) من إخراج جيسيكا بشير، يعرض في 13 مارس في الساعة 7:30 مساءً. الفيلم رحلة روحانية في أعماق طقوس ورق القات، وهي نبتة تسبب النشوة وأصبحت أكبر تجارة مربحة للأعشاب في أثيوبيا. يستخدم الفيلم تجارة القات كإطار هيكلي، ونبتة القات كعنصر بصري في نضال الأورومو من أجل تقرير المصير.
فيلم “ميموريا” (كولومبيا، تايلاند، المملكة المتحدة، المكسيك، فرنسا، ألمانيا، قطر) من إخراج خبير قمرة السينمائي أبيتشاتبونغ ويراسيثاكول بالشراكة مع ديفيد بودوين، يعرض في 14 مارس في الساعة 7:30 مساءً. فاز الفيلم بجائزة الحكّام الكبرى في مهرجان كان السينمائي 2021 والعديد من الجوائز العالمية الأخرى، وهو من بطولة خبيرة قمرة تيلدا سوينتن. تدور أحداث فيلم ميموريا حول جيسيكا (تيلدا سوينتون) والتي تسمع في أحد الأيام ضجيجاً مرتفعاً خلال ساعات الصباح الأولى لتجد نفسها في حالة من الأرق المستمر. وعندما تتوجه إلى مدينة بوغوتا لزيارة شقيقتها، تنشأ علاقة صداقة بينها وبين آغنيس (جين باليبار)، وهي عالمة آثار تحاول التوصل لسر الرفات البشرية التي تم اكتشافها أسفل نفق قيد الإنشاء. تسافر جيسيكا لموقع التنقيب، وفي بلدة صغيرة بالقرب منه، تتعرّف على هيرنان (إلكين دياز) الذي يعمل في مجال تقشير الأسماك، ويتشاركان ذكرياتهما أمام النهر الذي يتدفق في أرجاء البلدة. ومع نهاية اليوم، تتضح الكثير من الأمور لجيسيكا بشكل لم يخطر لها على بال.
الفيلم الأخير في عروض قمرة يقدم في 15 مارس في الساعة 7:30 مساءً وهو “الأخيرة” (الجزائر، فرنسا، قطر، السعودية) من إخراج داميان أونوري وعديلة بن ديمراد. تدور الأحداث في الجزائر في عام 1516، حيث يتتبع الفيلم أرودج باربيروس الذي يحرر الجزائر من طغيان الأسبان ويتولى مقاليد الحكم في مملكته. تقول الشائعات أنه قتل الملك سليم تومي رغم تحالفهما. رغم كل الصعاب، ستقف امرأة واحدة في وجهه: الملكة زافيرا. بين التاريخ والأسطورة، تحكي رحلة هذه المرأة عن صراع واضطراب شخصي وسياسي استمر من أجل الجزائر.
تضم قائمة خبراء قمرة السينمائيين لهذه النسخة كل من الروائي وكاتب السيناريو والمخرج البريطاني السير كريستوفر هامبتون الحائز على عدة جوائز أوسكار وجوائز بافتا (الوالد، علاقات خطرة، تكفير)؛ ديفيد بارفيت المنتج المسرحي والسينمائي والتلفزيوني الفائز بجائزة أوسكار (الوالد، شكسبير العاشق، أسبوعي مع مارلين، فنسنت المحبوب)؛ جاكلين ويست مصممة الأزياء المرشحة لأربع جوائز أوسكار (الكثبان الرملية، العائد، الحالة المحيرة لبنجامين بتن)؛ صانعة الأفلام الأسكتلندية لين رامزي الفائزة بجائزة مهرجان كان (يجب أن نتحدث عن كيفن، لم تكن هنا من قبل، صائد الجرذان)؛ صانع الأفلام البريطاني الشهير مايكل وينتربوتوم الفائز بجائزة الدب الذهبي والدب الفضي في مهرجان برلين السينمائي (الطريق إلى غوانتانامو، قلب عظيم، أهلاً بك في سراييفو).