900
900
فن

خبيرة ملتقى قمرة السنيمائية لين رامزي تقدم خلاصة تجاربها لشباب صناع السينما

900
900

كتب – شريف سعيد

قدمت خبيرة ملتقى قمرة السنيمائية لين رامزي ، الفائزة بجائزتي مهرجان كان السينمائي وبافتا، لمحات عن العناصر التي تميز أعمالها وتجعلها تترك أثراً كبيراً لدى الأجيال المتعاقبة من الجماهير..

وذلك خلال جلستها التي أدارها ريتشارد بينه، أستاذ الدراسات السينمائية في جامعة كولومبيا، وحضرها مخرجين صاعدين من مختلف أنحاء العالم.
وخلال حديثها في الندوة التي قدمتها في ملتقى قمرة السينمائي 2023، الحاضنة السنوية من تنظيم مؤسسة الدوحة للأفلام، ربطت الأعمال الأدبية بالسينما، وقدمت خلاصة تجاربها للمخرجين الصاعدين متوجهة إليهم: “ابنوا ثقة بين الممثلين وفريق العمل ليدركوا معاً رؤية المخرج”.
لم تعط رامزي نصيحة توجيهية للمشاركين، بدلاً من ذلك، منحتهم القدرة على الولوج إلى طريقة تفكيرها، مما مكنهم من وضع أنفسهم في مكانها كمخرجين لاظهار الأفضل من فريقهم.
وقالت: “من المهم عدم التهاون عند توجيه الممثلين والمثابرة للاكتشاف معاً من خلال اشراكهم بالمشروع في أقرب فرصة. الخطوة الثانية هي التوافق على مدى استعدادهم لمواصلة مسيرتهم، وما اذا كانت دوافع الممثلين تتطابق مع رؤيتها الخاصة. يجب معالجة جميع الخلافات من البداية، للمضي قدماً في بناء ثقة متبادلة وعلاقة. لهذا يجب احضار حماسك إلى موقع التصوير، وعندما تكون الأجواء ممتعة، تنجح”.
ولفتت رامزي إلى أنّ اتجاهها للسينما وفر لها إمكانية “لقاء أشخاص من خلفيات مختلفة، بمشاعر مختلفة، وفهم المنشور الذي يبحثون عنه والكشف عن بعض المشاعر داخلك خلال هذه العملية. يجب أن تكون صادقاً ومنفتحاً لرؤية العالم”.
أضافت رامزي أنّ “الأفلام مثل حياكة الإنسانية، وصناعة الأفلام عمل رائع لما لا نهاية ويمكن المخرجين من كشف الشخص واللحظة والوقت. أشعر دائماً بأنني تلميذة وأتعلم من اشتراكي بالأفلام باستمرار. المفتاح هو إيجاد المادة التي تترك أثراً عميقاً. أتطرق للمواضيع بطريق جريئة وغير اعتيادية، فهذه طريقتي في “كشف حقيقة المواضيع” التي أطرحها في أفلامي.
حضرت رامزي دورة تأسيسية للأفلام مخصصة للأطفال في صغرها حيت ولدت في اسكتلندا من عائلة متوسطة الدخل ومحبة للأفلام. فوقعت في غرفة ظالمة تسميها “الغرفة السحرية” تمكنها من الاكتشاف.
باعتبار التصوير شغفها الرئيسي، توجهت رامزي إلى التصوير السينمائي والإخراج حيث تخرجت من كلية السينما والتلفزيون الوطنية. وقالت في هذا السياق “لم أحب مدرسة السينما، حيث شعرت بأني رُميت في نهاية عميقة” لأن جميع نظرائها كانوا يتمتعون بخبرة كبيرة في هذا المجال.
فاز فيلم التخرج الذي قدمته “وفيّات صغيرة” بجائزة الحكام الكبرى في مهرجان كان السينمائي 1996 وواصلت عملها على الأفلام القصيرة منها “غازمان” (1997)، وهو فيلم فاز أيضاً بجوائز في مهرجان كان. تعشق رامزي صناعة الأفلام القصيرة لقدرتها على “تقديم أفكار كبيرة بتعابير قصيرة”. وقد شكلت لها الأفلام القصيرة تجربة مهمة وتعتبرها “نمط مرح للتعامل معه”.
عُرض أول فيلم طويل لرامزي “صائد الجرذان” في قسم نظرة ما في مهرجان كان السينمائي 1999، وتميز بأصالة فكرته. عملت مع ممثلين غير محترفين في هذا الفيلم، ورسالتها لصناع الأفلام الشباب “لا تتعالوا (على الممثلين غير المحترفين) واجعلوا من موقع التصوير تجربة مرحة”.
قدمت رامزي العديد من الأفلام الأخرى منها “مورفيرن كالار” (2002) المستوحى من رواية آلان وورنر، “يجب أن نتحدث عن كيفن” (2011) القائم على رواية ليونيل شريفر، وفيلم التشويق “لم تكن هنا أبداً من قبل”، المستوحى من رواية جوناثان أيمز، وفازت جميعها بجوائز دولية.
من خلال صناعة هذه الأفلام، خرجت رامزي عن التوجه السائد وصنعت لنفسها خطاً مغايراً. فجميع الأفلام لم تُشاهد من قبل الكتاب قبل إنجازها، ولم تقم باقتباس الشخصيات كما هي بل أعادت تقديمها بطريقتها الخاصة.
وفي وصفها لأسلوبها في صناعة الأفلام “فطري”، تقول رامزي بأن هذه الأفلام هي قصص مرافقة للروايات. وأعربت عن سعادتها بالنظر إلى في الأعمال لصناع الأفلام الشباب “سعيدة جداً ومتحمسة بأن أكون في قطر، فقمرة منصة مهمة للغاية لدعم صناع الأفلام الشباب بطريقة فريدة ومختلفة”.
وشكلت الندوة التي قدمتها رامزي محطة إلهام لصناع الأفلام لاكتشاف مبدأ الحرية في هذا المجال، ابتداء من وضع الفكرة مروراً بعملية صناعة الفيلم وصولاً إلى عرضه للجمهور مع اعتماد مقاربة جديدة في السرد القصص.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى