د. محمد كامل الباز يكتب : ” أنا الدكتور “
فى العادى يعتبر التعصب أو التحيز لطائفة او مجموعة معينة غير مقبول يرفضه الكثير لكن مع انتمائي للجيش الأبيض فأنى اكسّر تلك المفاهيم وأخرج عن هذه القواعد وأعلن تحيزى التام والمطلق لملائكة الرحمة، أعلن وقوفى ودعمى للاطباء، مع كل مايعانوه اجتماعيا، أدبيا، ماديا وأخيراً إعلامياً فأنا أعلنها بصراحة الأطباء هم أهم فئة فى المجتمع، شريحة لا يمكن الاستغناء عنها لا فى السلم ولا فى الحرب، لا نقلل من بابقى الوظائف لكن طبيعة الدراسة وكم المعلومات، فترة التدريب وتتابع الامتحانات، ضغط العمل ومخاطر العمليات تجعل الطبيب بلا شك أهم الوظائف وأرقى المهمات.
بعد أزمة كورونا الأخيرة تغير ترتيب الدول إقتصاديا وفق صمود المنظومة الصحية وتماسكها، من أهم معايير تقييم أى بلد سياحياً واستثماريا هو معيار تقدم البنية الصحية فيها، وضع الطبيب هو مقياس واضح لوضع أى بلد اقتصاديا وعلمياً، منذ أيام قليلة حدث معجزة علمية بكل المقاييس تمكن منها خمسون طبيب مصرى من أعرق جامعات الطب (عين شمس)، استطاعوا إنجاز أول عملية زراعة رئة فى الشرق الأوسط، تمكن هؤلاء الأبطال من إنقاذ حياة سيدة فى عشرينات عمرها من الموت المحقق عن طريق زراعة فص من الرئة بتبرع من أخيها الأصغر والأكبر، أربعة عشر ساعة هى مدة العملية من خلال ثلاث غرف عمليات فى آن واحد، الأعصاب مشدودة، الأنفاس محبوسه، أى غلطة لن تودى بحياة واحد بل الثلاثة معا، المستقبِل والاثنين المتبرعين، لكن بفضل الله وحده نجحت تلك المجموعة من خيرة أطباء مصر أن ينقذوا تلك الفتاة من موت محقق، خمسون طبيب مرتبهم مجتمع لا يتعدى راتب ساعة من لاعبى الكورة أو أبطال الدراما الذين لم يقدموا أى شىء للمجتمع غير اللهو وضياع الوقت، خمسون طبيب مازل راتبهم يدعوا للشفقة رفعوا أسم مصر عالياً وسط الدول المتقدمة علمياً بالنجاح فى عملية زراعة هى الأولى من نوعها فى المنطقة، لم يلق الضوء على تلك العملية أى من منصات التواصل أو البرنامج الإعلامية فالكل مشغول بالمونديال الرمضانى ومسلسلات العام التى تأتى لتستنزف الوقت والمال والاهتمام أيضا، لكن لا عليكم يا أبطال الجيش الأبيض اذا كان الناس قد نسيكم فرب الناس يرى ما فعلتموه، إذا كان تقدير الحكومة لكم ماديا لا يوازى يوم من حفلة للهضبة أو الكينج فثقوا تماما أن ما فعلتوه خير وأبقى ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) المائدة أفخر بأنى انتمى اليكم وإلى جامعة عين شمس العريقة، واعلنها بكل شرف وكبرياء ( أنا الدكتور ) .
