بسمه ثروت تكتب : الخروج من القوقعه
أجلس وحدي فى سكون الظلام الدامس لا شىء يصل إلى مسامعى سوى بضعة همهمات غير مفهومه من عابري الطريق وعواء قطط حزينة فيما أشبه بمؤثرات صوتيه لفيلم رعب ..
لا أعرف ماذا عساى أن أفعل لكسر هذا الملل الذي يجتاحني.. هل اذهب لإقتحام ثلاجة المنزل لأتناول بعض الحلوى بغض النظر عن ملكيتها لأحد أفراد الأسرة؟ بإعتقادى أن الحلوى لا تسرى عليها القوانين و إنما كانت ولا تزال فى نظرى محكومة بقانون وضع اليد ..
هل اقترف تلك الجريمة؟ ..
أم احاول الخروج من القوقعه والإنفتاح على الآخرين عبر برنامج clubhouse و اشاطر مرتاديه من المراهقين المزاح الرسمى الخاص بهم ألا وهو تبادل السباب و الشتائم البذيئة بمناسبة و بدون مناسبه ..
فيكفى مجرد دخولك إلى إحدى الغرف الصوتيه حتى يتم سبك بدون مقدمات او تعارف و كأنما تلك هى رسالة الترحيب الرسميه و لابد أن ترد التحيه بأحسن منها .. فما أن يقولون لك : ” اهلا يا…..” يجب أن يكون ردك جاهز على الفور و هو :” تحت النظر يا….. “و هكذا تكون مرحباً به فأنت شخصاً مندمجاً ومنفتحاً ولست قفلاً مهذباً ساذج ..
أو أن تدخل إحدى الغرف السياسية المختصة بأزمه سياسية عميقه لم تسمع عنها من قبل مثل ” أزمة احتلال بحيرة بشتاكل بجنوب السنغال” و بمجرد دخولك تجد أربعة متصارعين على التحدث لا يسمحون لك بالكلام مطلقا و يكفى أن تستمع إلى وجهات نظرهم الفلسفية العميقة فى تلك الأزمة السياسيه التى لم تسمع عنها من قبل و تحاول أن تفهمها فتجدهم يتحدثون بلكنات غريبة تعجز عن فهمها مما يجعلك تشعر باليأس من محاولة الفهم فتخرج غير مأسوف عليك و لا يشعر أحدهم بالحزن لرحيلك لأنهم لم يشعرون بوجودك من الأساس ..
أو أن تحاول الدخول إلى غرفة مرحة بعض الشىء تعكف على إقامة مراسم اللعبه الرسميه لبرنامج الكلوب هاوس و هى لعبه “كرسى الإعتراف” و مختصر اللعبة هو أن الجميع سيقوم بحشر أنوفهم فى خصوصياتك و غير مسموح لك أن ترفض الرد..
فإن حدث ورفضت الرد عن سؤال:” ما هو مقاس سروالك الداخلى؟” فأنت هكذا شخص سمج و سخيف و غير مرحب به فيتم سبك و طردك على الفور ..
و هكذا تراجعت عن أن أطلق العنان ليدى لفتح ذلك البرنامج الأبله على هاتفى و الحمد لله على ذلك و ها أنا اتوجه الآن إلى باب الثلاجة للإستيلاء على الحلوى فى صمت و سلام .