900
900
مقالات

هناء شلبي تكتب : الحب الإلهي والحب البشري

900
900

الحب البشري صوره عميقه من صور الوصال الدنيوي وهو عطاء متبادل بين الرجل والمرأة.. ففيه نجد المراه العاشقه تشعر أن الرجل الذي تحبه هو الذي يتوجها علي عرش قلبه والذي لا يمكن أن يعيش بدونها.. وقد اصبحت جزء لا يتجزأ من وجوده فالمرأة التي تحب تشعر بأنه قد أصبح لها قيمه كبري لأنها استطاعت أن تهتدي الي النصف الآخر من الحياه وأنه ليس اقسي علي نفس المراه من أن تشعر بأنها زهره جميله لا يرغب في تنسمه أحد.
ففي الحب البشري إذا ميز الرجل المراه عن جميع النساء فذلك هو الحب وتميزه لها ليس لأنها الاجمل أو الاذكي ولكن لأنها هي هي بمحاسنها وعيوبها فذاك هو الحب.
ففي الحب البشري هناك دائما عيون تدمع وقلوب تتوجع وتتألم.. وقد سمعنا كثيرا عن قصص الحب القديمه وهي قصص عجيبه فكل هؤلاء كن يعشقن المخلوق الغاني.. فالحب البشري يقف دائما علي حافه الانحدار أو الفشل كما أن ممكن أن يتحول الحب الي كراهيه فإن الحب في دنيا البشر مع الاسف بيكون له قيم خاطئه –
أما الحب الالهي فهو صله مشخصه بين الإنسان والله ففيه نجد فوارق جوهرية في المفهوم فالمحب لله يريد أن يفني نفسه لكي يقبل بكل همته علي ربه.. فالمحبه الالهيه هي محو المحب بصفاته وإثبات المحبوب بذاته وهي ايضا ميل الإنسان الي الله وإيثار الله علي نفسه وروحه وماله ومعني هذا أن العاشق أو العابد في محرابه يريد للعلاقه أن تستجاب ويطمع في الوصول إلي تحقيق الاتحاد بينه وبين الذات الالهيه فالحب الإلهي في النهايه هو صوره من صور العباده لله فهذه الصوره نجدها بوضوح عند الصحابه والتابعين والاتقياء.. فنجدها عند جلال الدين الرومي وايضا من أبرزهم في العشق الالهي رابعه العدويه العاشقه المتصوفة الذي كان حبها من طراز اسمي يرتفع الي مرتبه الذوبان والاحتراف في حب سماوي.. فالحب الإلهي مجرد من اي رغبه جسديه فمن منا لم يحب الله لذاته طمعا في عفوه وغفرانه والسكن في الفردوس الأعلى.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى