المملكة العربية السعودية تستعد لتنظيم واستضافة المؤتمر الدولي للمسكوكات الإسلامية في الرياض
كتب / محمد فتحي
تستعد هيئة المتاحف لتنظيم “المؤتمر الدولي للمسكوكات الإسلامية”، خلال الفترة من 18 إلى 20 مايو المقبل في مركز الملك عبد الله المالي بالعاصمة الرياض، بمشاركة مجموعة من أبرز المتحدثين من الخبراء في هذا المجال، وذلك لتسليط الضوء على دور المسكوكات الإسلامية في كتابة التاريخ، وما ارتبط بها من ثراء معرفي وثقافي.
وسيشهد المؤتمر إقامة حلقات نقاش، وورش عمل، يشارك فيها خبراء محليون ودوليون، لمناقشة الموضوعات التي ستُسهم في إبراز المؤسسات والمجموعات المهتمة بجمع المقتنيات، وتعزيز قيمة المحتوى التراثي القائم المرتبط بالمسكوكات الإسلامية.
وسيتضمن المؤتمر رحلة إثرائية متكاملة تأخذ الزائر إلى عصر سكّ العملات في صدر الإسلام، وسرد روائيّ لنشأتها؛ لتجسد الدور الذي لعبته المسكوكات الإسلامية على مر العصور بوصفها وثائق حية، وشواهد ملموسة على حضارات الأمم والشعوب، وبعدها يلتقي الزائر بالخبراء في علم المسكوكات، والمؤرخين، ورواد المتاحف الإسلامية؛ لمناقشة الإرث التاريخي الذي ساهمت المسكوكات في تشكيله بمختلف الحضارات، وأساليب الاحتفاظ بكنوزها، والقطع النادرة منها.
وتهدف هيئة المتاحف من تنظيمها لهذا المؤتمر إلى التعريف بالإرث الثقافي والتاريخي للمملكة، ومن ذلك مسكوكات النقود الإسلامية وما تحمله من جماليات تتمثل في الزخارف والنقوش الإسلامية، وتوفير المناخ الملائم للإبداع والإسهام في إبراز المحتوى السعودي على صعيد المعلومات، والبيانات في قطاع المتاحف بواسطة الأبحاث، إلى جانب إثراء المؤسسات والمجموعات المهتمة بجمع المقتنيات وتعزيز قيمة المحتوى التراثي، وإقامة الشراكات لاغتنام الفرص التي يتيحها قطاع المتاحف في هذا الاتجاه.
وكان الاهتمام بعلم المسكوكات الإسلامية قد بدأ لدى المستشرقين منذ القرن الثامن عشر الميلادي تقريباً، ومع مرور الزمن تزايد الاهتمام بهذا المجال؛ لأهميته الكبيرة في دراسة الجوانب المختلفة للحضارة الاسلامية عبر إلقاء الضوء على مناحي الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والدينية والمذهبية، والأدبية، والجغرافية، وغيرها.
وشهدت هذه الفترة العديد من مناهج البحث والدراسة المتعلقة بهذا العلم عن طريق جمع وتصنيف مجموعات النقود، والصنج، والأوزان، والمكاييل، والميداليات المحفوظة في المتاحف الحكومية، والأهلية، وأصحاب المجموعات الخاصة، وأيضاً من خلال عمل بعض الدراسات التحليلية حول هذه المجموعات، إلى أن بدأ التوجه إلى مناهج جديدة للبحث في علم المسكوكات الاسلامية الإسلامية منذ نهاية القرن الماضي وأوائل هذا القرن، بهدف استقراء شامل لهذه الوثائق الأثرية المهمة، ودراستها من الناحية الصناعية والفنية.