نيامٌ بلا نوم
بقلم / هويدا طه
ليس كل من يضع رأسه على وسادته مُستدعيًا النوم يأتيه سريعًا
و يحصل على الراحة المرجوة ،
فهناك نائم لا ينام ، لا يعرف النوم طريقه ، ذلك الذى قد أيقظ فكره قد يظل مُستيقظًا رغم إستلقاء جسده المجهد على سريره لساعات الليل الطويلة حتى الصباح ،
فهناك فى رأسه زحام من الأفكار ، وضجيج مواقف قد مر بها وتركت آثارها السلبيه فى عقله ،
أو جرح بالقلب قد يُبقيه مجروحًا يتألم لا يستطيع أن يفرق بين النهار والليل سوى ذلك الهدوء الذى يكمن فى سكينة الليل ، ليوقظ جرحه مجددًا حتى تفيض الأعين من الدمع حد ابتلال الوسائد ،
تلك الدموع التى قد أوراها عن أعين البشر ، ليختلى بها وحده ليلًا .
و هناك أعين ترى شريط ذكرياتها كل ليله دون ملل أو كلل ، دون نسيان أى لحظة قد مرت عليها ، وكلما كانت على قيد الحياه ، كلما طال هذا الشريط ، كلما قلت دقائق النوم ، حتى اذا استرقته فى لحظاتٍ ، ايقظتها إحدى الذكريات التى قد تكون غفلت عنها فى ذلك العرض المؤلم .
فلم يك سهر الليالي للعشاق فقط
بل هو احيانا ضريبة لقلوب طيبة
أو عقاب لنفوس ضعيفة ، أو كبد خُلق فيه الإنسان .
فالنوم نعمة كبيرة ، لا تسمحون للجراح أن تدخل قلوبكم ، أو تنسون أن هناك إله واحد قادر على حل كل ماهو مستحيل ،
حتى العشق لا يستحق ذلك العذاب ، فليس هناك بدر فى السماء كل ليلة .