هناء شلبي تكتب : التنمر ضد الأطفال ” آثاره السلبية وسبل الحد منه”
يعتبر التنمر ضد الأطفال ظاهرة اجتماعية تنتشر في عديد من المجتمعات حول العالم، وتشكل تحديًا كبيرًا أمام الجهات المعنية برعاية الطفولة وحقوق الطفل. إن الأطفال المتعرضون للتنمر يواجهون تجربة قاسية ومؤلمة قد تؤثر على نفسيتهم وحياتهم اليومية، وتعيق تطورهم العاطفي والاجتماعي بشكل كبير.
للتنمر تأثيرات سلبية على الأطفال التي لا يمكن تجاهلها. من بين هذه التأثيرات: تدهور مستوى التعلم والأداء الأكاديمي للأطفال، وانخفاض الثقة في النفس والاعتقاد بأنفسهم، وزيادة مستويات الاكتئاب والقلق لديهم. قد يعاني الأطفال المتعرضون للتنمر من مشاكل في التفاعل مع الناس، ويصبحون أقل قدرة على إقامة صداقات وعلاقات صحية وسليمة. يعاني الأطفال المنتمون للمجموعات الاجتماعية المهمشة من درجة عالية من التنمر، مما ينعكس سلبًا على تكوين هويتهم وقبولهم لذواتهم.
لحماية الأطفال من التنمر، يجب على المجتمع تبني أساليب فعّالة للتدريب والتوعية بأضرار هذه الظاهرة وسبل الحد منها. يلزم توفير بيئة آمنة للأطفال داخل المدارس والمجتمعات، مع التركيز على تقديم التدريبات والنصائح للمعلمين والأهل حول كيفية التعامل مع حالات التنمر. يجب أن تتضمن التدريبات استراتيجيات ناجحة لتعزيز التعاطف بين الأطفال وتنمية مهارات التعاون والتفاهم بينهم.
علاوة على ذلك، ينبغي تعزيز الوعي لدى الأطفال بحقوقهم وحقوق الآخرين، وتشجيعهم على تطبيق المبادئ الأخلاقية في حياتهم اليومية. يمكن تحقيق ذلك من خلال إدخال موضوع التنمر وحقوق الطفل في المناهج الدراسية وتنظيم حلقات نقاش وورش عمل تثقيفية للأطفال.
من الضروري أن يتخذ الأهل ومعلمو الأطفال دوراً فعّالاً في الكشف المبكر عن حالات التنمر والتصدي لها بسرعة. يجب تشجيع الأطفال على الإبلاغ عن أي حالة تنمر يشهدونها، وضمان أنه سيتم التعامل مع الوضع بطريقة عادلة وفعالة. يجب أيضًا تكثيف الجهود لرفع الوعي وتوفير الدعم النفسي والعاطفي للأطفال المتعرضين للتنمر ولعائلاتهم، سواء من خلال وحدات الاستشارات النفسية أو من خلال المنظمات غير الحكومية المعنية بهذا الأمر.
في النهاية، يجب على المجتمع ككل العمل سويًا للحد من ظاهرة التنمر ضد الأطفال والعمل نحو بناء بيئة أكثر تسامحًا واحترامًا. إن حماية الأطفال وتوفير الفرص المناسبة لنموهم الصحيح يعدون أحد التحديات الأساسية في بناء مستقبل أفضل لجيلنا المقبل.