وأخترتُ أختتمُ الكلام بِغيرِ تفصِيلِ النِهاية.. وأنتظِرُ حُكمك فِى إنتِهاء
بقلم الشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى
أُعانُق صباحِى فِى سعادة لِسطرِ مِنك أقرأه، يجمعُنِى بك… وحِينَ وصلتنِى الرِسالة، أحسست أنِى مُسافِرة فِى أعلى قِممٍ فِى السحاب بِغيرِ عودة لِلوراءِ فِى عالمُك
أعيِشُ فِيك أشياءَ عِدة وكُلِى كتم، بِغيرِ صدٍ لِلمشاعِر أو إيقافٍ لا يُفارق يذكُرُك… حاولتُ أختصِرُ القصِيدة، أقتطِع أجزاءَ فِيها، ثُمّ أُكمِل فِى إنفِعالٍ يُطمِعُك
وحلُمتُ أنِى لا أُفارِق كُلَ حرفٍ فِى سِطُورِك، يُشاطِرُنِى هامِش مِن عذابِى لِإشتِياقُك… وصنعتُ لك أمُورَ أُخرى مِن خيالِى بِغيرِ بوحٍ لِلعوام، وكُلِى أُنثى تُستدارُ فِى إختِباءٍ لِإحتِفائُك
وعثرتُ عن بقايا مِنى فِى خِمُولِى، تُصارِحُك سِرِى فِى سِكُونٍ، يأسُرُك… ووجدتُ نفسِى تطُوفُ عِندُك فِى جِسُورٍ لا يُفارق، وكُلِى نزفٌ لا يُقاوم، لِفتحِ بابُك فِى حماسة وإرتِباكُك
ووقفتُ عِند رِسالتُك وكُلِى حيرة، يشتدُ عزمِى لِلكِتابة، ثُمّ أعودُ مُنهكة، أبغى طِلُوعك… أحجمتُ بُرهة عن إيجادِى، سرحتُ فِيك لِإكتِشافُك، لملمتُ شطراً مِن مسافة فِى عِيُونُك تفضحُك
وخرجتُ أختتِمُ القصيدة بِغيرِ هدىٍ أو روِية، أتلفت إليك وأستدِيرُ فِى إرتِعادٍ مِن طُوفانُك… وبكيتُ عجزاً فِى العثُورِ عن معانٍ فِيها مِنك، تاه الكلام فِى لِجامٍ يسكُن ضِلُوعك
وبدأتُ فِى وضعِ عُنوان آخر ثُمّ حذفهِ وإقتِطاعِه مِن جِذُورهِ، وأنا أحُومُ فِى حياتُك، أُدهِشُك… سألتُ عنكَ فِى حيائِى، أُلهِب خيالِى بِقصصِ مِنك، أُشارِكُك أمرِى فِى عذابِى، أُصارِحُك
أرسلتُ لك باقةَ وِرُودِى بِغيرِ فهمٍ لِلحقيقة فِى تأرجُح لِإحتِوائِى أو جِمُودك… ذبُلت زِهُورِى فِى إنتِظارٍ لِجوابُك، فأغلقتُ بابِى فِى قرارٍ بِغيرِ عودة مِن بِرُودك
وجلستُ أقتبِسُ العِتاب فِى جفائُك لِوضعِ حدٍ لِلقصيدة أو خِتامٍ لِحدِيثُك، وكُلِى خوف مِن رِدُودك… وبدأتُ أعبُر عِندَ سهمُك أنفُذ إليهِ بِكُل حِنكة فِى إتِزانٍ يجمح غِرُورك
ونطقتُ إسمُك فِى هِيام، أتلمس خُطاك، ناديتُ أعلى بِغيرِ صوتٍ أو صِراخ يجلُبُك… ووددتُ أن أزُهو بِنفسِى بينَ الرِفاق، أختالُ بِك، وأنا جِوارُك أظفُرُك
وكعادتُك، يشتدُ حظرُك مِن رِسالة تهتدينِى لِإختِفائُك، أدورُ فِيك لِإرتِباكُك، وأكره صِدامُك… وكُلِى يقِين، بِأنِى أفتُك بِكُلِ بابٍ قد وصدتُه فِى عناية أواجِهُك، فأفتحُه بِكُلِ شغفٍ لِإقتِلاعُك
أزُودُ فِيكَ مِن نيرانُك، تشتعِلُ عُمقاً مِن ضجيجُك وإرتِيابُك، أقطُف ثِمارُك، أُشهِدُك… وضعتُ عِطرِى فِى رحيقُك، أتغلغل إليكَ بِكُلِ سِحرِى لِإمتِلاكُك، أدنُوكَ مِنِى وأُشغِلُك
لا أهابُ فِى تصنُع أن أُعبِر عن شِعُورِى، أفرغتُ ما فِى جُعبتِى، أُشاطِرُك بعضاً مِن جِنُونِى لِإرتِطامُك… وجلستُ فِى تردُدى وكُلِى عزم، أختارُ فِيك مِرآيتِى، تنعكِسُ بِك فِى الزِحامِ توهُجاً، تخشى إرتِعادُك
شردتُ فِيكَ طُولَ المساءِ بِغيرِ نومٍ أكتُبُك، هرُبتُ أختصِرُ الحِكاية مُنذُ البِداية، وأنا لِوحدِى ألفُتُك… أزددتُ ضعفاً، قد شحُبَ لونِى، بروزتُ صُورِك فِى كُلِ رُكنٍ أفتُنُك
وما فعلتُ أىُ شئٍ، إلا لأنكَ كُنتَ الفرِيدُ فِى حياتِى فِى إختِلافٍ لا يُقارن، لا أُبالِى بِمن يُزاحِمُنِى مكانُك… وعجزتُ عُمرِى أن أملأ أبداً فراغُك، رُغمّ إدعائِى قُوةً أنِى سأنجُو مِن إفتِراسُك
قد عِشتُ شطراً مِن حياتِى فِى إكتِفاءٍ لِإنحِنائُك، فملكّتنِى وأمرتنِى، فلُذتُ بِك لِإحتِمائُك… ورُغمّ أنِى قد فقدتُ عقلِى فِيكَ ومعه صوابِى، إلا أنكّ فِى إقتِدارٍ توسدتَ رُوحِى مِن خِصالُك
وضعُفتُ فِيكَ بِكُلِ حِيرة وإصطِدام، أنطفأ وهجِى مِن ظِنُونِى لِفقدِ إتِزانُك أو صوابُك… فغرقتُ فِيكَ بِغيرِ نُطق، وسلمتُ أمرِى لِهدرِ موجُك، وإرتِعاشِى فِى بِحُورِك
والآنَ أختتِمُ المعانِى فِى تجاهُل لِإختِيارِى وإرتِحالُك، فِى إرتِدادٍ عن حِصُونِى وإنكِفائُك… ومضيتُ ليلِى فِى الظلامِ أرتِجف مِن رِعُودك، ولكنِى لمحتُ نفسِى أسيرُ نحوُك، أطلُب عِبُورُك
أُشاطِرُك همساً، أنِى أتوقُ وكُلِى راحة لِسماعِ صخبُك، نبراتُ صوتُك، نظراتُ مِنك تُعانُق كِفُوفِى فِى إنتِمائُك… وأخترتُ أختتمُ الكلام بِغيرِ تفصِيلِ النِهاية، فلِتكتُب ما شِئتَ كما تُرِيد، وأنتظِرُ حُكمك فِى إنتِهاء، وأتوثق رِضُوخك