هناء شلبي تكتب : من هي السفيرة عزيزه
تعد نجاح المرأة في جميع المجالات من أهم القضايا .. حيث تسعى المرأة لتحقيق النجاح في مختلف جوانب حياتها، سواء كانت في العمل أو في الحياة الشخصية.
على مدى التاريخ، كانت المرأة تواجه العديد من التحديات والقيود التي تمنعها من تحقيق طموحاتها واستكمال تطورها المهني. ومع ذلك، فإن النساء أثبتن مراراً وتكراراً قدرتهن على النجاح والتفوق في مجالات مختلفة.
في مجال العمل، يقوم النساء باداء دور كبير وفعال، حيث أثبتن قدرتهن على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات المهمة. وقد لاحظنا ازدياد مشاركة المرأة في القطاعات الحكومية والخاصة، مثل الطب والهندسة والمحاسبة وغيرها. وتعد المرأة نفسها رمزًا للقوة والإرادة، حيث تستطيع إدارة حياتها بشكل جيد وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
وفي المجال العلمي والأكاديمي، حققت النساء نجاحا لافتا وفي مناصب عليا أيضا منها كسفيرة وايضا العديد من الشاعرات والكاتبات والمخرجات والمصورات الموهوبات. كما أن النساء يعملن في صناعة السينما والتلفزيون، ويحظين بتقدير واحترام واسعين على الصعيد الدولي.
لا يمكن إغفال أن النجاح الذي يحققه النساء في مجالات مختلفة يأتي نتيجة للتحديات والصعوبات التي واجهنها. فقد دافعن عن حقوقهن وقاتلن من أجلها، وعبرن عن إرادتهن ومهاراتهن العالية. ويعتبر نجاحهن إنجازًا كبيرًا للمرأة نفسها وللمجتمع بأكمله.
.ومن الشخصيات النسائية الوطنية
وحدوتة مصرية رائعة
“السفيرة عزيزة”…عزيزة سيد شكري دحروج (١٩١٩-٢٠١٥م)
الجميع يتسال من هى السفيرة عزيزة…ولماذا سميت بهذا الاسم .. وماذا فعلت حتى تصبح أسطورة يضرب بها المثل في الجمال ورجاحة العقل.
و بالرغم من اعتياد اللسان على ذكرها في امثالنا الشعبية إلا أن الكثير منا لا يعلم من هى و ما قصتها التي تعتبر علامة قوية في رحلة كفاح المرأة المصرية لاثبات ذاتها بالرغم من الظروف التى كانت تقف أمامها في هذه الحقبه التاريخية من تاريخ مصر الحديث (١٩٠٠-١٩٥٠م) التى كانت لا تسمح للمرأة إلا بالقليل .
ولدت عزيزة فى مدينة ميت غمر وبالتحديد فى عام ١٩١٩ م، والدها الطبيب سيد شكرى دحروج والذي سماها عزيزة على اسم والدته، وكان الاب هو المعلم الاول للفتاة الصغيرة تعلمت على يديه العطاء وبلا حدود فقد شاهدت والدها الطبيب يوفر جميع سبل الراحه لوالدتها المريضة بالزهايمر ولها خمسة أطفال، وفي سن العاشرة شاركت والدها في رعاية الأسرة خاصة اخوها حسين الذي ولد مصابا بالصمم.
وفى عام ١٩٣٨ وقف والدها بجانبها وكان داعما لها حتى استكملت عزيزة دراستها و التحقت بالجامعة الأمريكية، وبعد تخرج السفيرة عزيزة من الجامعة عام ١٩٤٢م بدأت أولى خطواتها فى مشوارها واهتمت بالاعمال الخيرية كمتطوعة وتتلمذت علي يد زوجة العالم البلجيكي بهمان في “نادي سيدات القاهرة” فتعلمت إدارة وإنشاء الجمعيات.
وفى سنة ١٩٥١م تزوجت عزيزة هانم من أحمد حسين بك والذي عين وزيرا في وزارة النحاس باشا وبدأت هى وزوجها رحلة الكفاح الاجتماعى وحاولت التعرف على أحوال الفلاحين وحل مشكلاتهم وبدأت من قرية سنديون، وقبل الثورة بأيام تولي أبوها الدكتور سيد دحروج وزارة الصحة في آخر وزارة ايّام الملك (نجيب الهلالي)وكانت عزيزة خارج مصر.
سافرت عزيزة هانم بصحبة زوجها أحمد باشا حسين إلى الولايات المتحدة الأمريكية بناء على دعوة من الأمم المتحدة، فقد دعي زوجها لدراسة التنمية الريفية في دول الكاريبي والمكسيك، بينما دعيت هي بصفتها خبيرة اجتماعية فكانت أول سيدة من المنطقة العربية تجوب دول العالم لإلقاء محاضرات عن العمل الاجتماعي، كما ألقت محاضرات في ٤٠ ولاية أمريكية وكانت مؤيدة للثورة عند قيامها نظرًا لمبادئها في العدالة الاجتماعية، وبعد ذلك تولى زوجها منصب سفير مصر في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تولت هي رئاسة الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة بالأمم المتحدة، ويقال أن لقب “السفيرة عزيزة” أطلق عليها بسبب عملها بالأمم المتحدة وتمثيلها المشرف للمرأة المصرية هناك.
عادت عزيزة وزوجها إلى القاهرة ونظرا لتاريخه ولقربه من عبد الناصر تولى حقيبة وزارة الشؤن الاجتماعية ولكنه لم يستطيع الاستمرار واستقال من منصبه.
وكان للسفيرة عزيزة العديد من الخدمات الاجتماعية التى كانت غريبة على الشعب المصرى فى هذا التوقيت مثل تنظيم الاسرة وإنشاء حضانات خاصة باللاطفال فى القرى المصرية.
في عام ١٩٧٧م رشحها محمود سالم لوزارة الشئون الاجتماعية لكنها رفضت واختارت ان تمضي في خدماتها الاجتماعية مستقلة، رحلت في ١٩ يناير ٢٠١٥ تاركة إرثًا عظيمًا للعمل الاجتماعي يتوجه التواضع قائلة جملتها الشهيرة”النجاح هو عمل يستفيد منه الآخرون”.
هذه هى السفيرة عزيزة الحقيقية، وليست النجمة سعاد حسنى كما شاع بعد فيلمها السينمائى الشهير الذى يحمل ذاك المسمى وشاركها البطولة فيه شكرى سرحان عام ١٩٦١م، هى أيقونة نضال المرأة المصرية فى العمل الاجتماعى، وحماية حقوق النساء، والرمز الدبلوماسى الرفيع.
تحياتي، الصورة للسفيرة عزيزة في شبابها وشيخوختها…هي شرف لمصر وكل أمرأة مصرية.